لماذا تمت سرقة دماغ أينشتاين؟!

الطبيب توماس هارفي
أينشتاين في إحدى محاضراته
أينشتاين في طفولته
دماغ أينشتاين
ألبرت أينشتاين
الطبيب توماس هارفي
6 صور

«المنطق سوف يأخذك من ألف إلى باء، والخيال سوف يأخذك إلى أي مكان!»
قد تستغرب لأول وهلة أن هذه مقولة لعالم فيزياء، إذ إن العلوم الطبيعية قد تبدو صارمة وجامدة بقوانينها، بينما ننسب الخيال إلى أهل الفن والأدب. ولكن بالنسبة له كان الوضع مختلفاً، فذلك الخيال هو الذي حفز السؤال الذي دفعه إلى محاولة كشف أسرار الكون.

بدأت الرحلة عام ١٨٧٩م، في بيت صغير في مدينة أولم بألمانيا، حين رُزق أبوان يهوديان بطفل كانا يريدان تسميته باسم جده «إبراهيم»، إلا أنهما اعتقدا أن الاسم كان يهودياً جداً، فقررا أن يسمياه لاحقا: ألبرت أينشتاين.
سماه الفيزيائيون «أبو النسبية»، ويعتبره العالم رمزاً للعبقرية، ترعرع ألبرت في مدينة ميونيخ مع أبويه وشقيقته ماريا التي تصغره بعامين، وقدّر له أن يتأخر في النطق، مما شكل قلقاً كبيراً على أسرته، حتى إن خادمته كانت تنعته بـ«البليد»! وفي حديث له عن سبب اكتشافاته، أشار إلى أن تأخره في النطق أتاح له وقتاً طويلاً؛ كي يتساءل حول الفضاء والوقت.

سرقة دماغه!
ترك أينشتاين وهو على قيد الحياة مجموعة من التعليمات التي أوصى من خلالها بحرق جثته، وبعثرة الرماد في عدة أماكن سرية؛ حتى لا يتخذه البعض مكاناً للعبادة، لكن الطبيب الشرعي المسؤول عن جثته «توماس هارفي» اعتقد بأن لهذا الدماغ لغزاً يجب أن تعرفه البشرية، فقرر أن يسرق دماغه، ثم قام بالتقاط مجموعة من الصور الفوتوغرافية للدماغ، وشرع بتقسيمه إلى 240 قطعة، ثم حفظت بطريقة طبية آمنة. وأرسلت عينات منه إلى مختبرات في شتى أرجاء العالم؛ ليتم تشريح دماغه وقياس أبعاده ووزنه، وقد أحدث الأمر جدلاً استمر إلى يومنا هذا، عما إذا كان دماغ أينشتاين سبب عبقريته، أم هو فضوله؟
لاحقاً، اكتشفت بعض الدراسات أموراً عن دماغ أينشتاين، منها أن هناك واصلاً قوياً بين يمين دماغه ويساره، وهذا يعود لزيادة سماكة الجسم الثفني؛ الذي يقع داخل الدماغ ويربط بين جزءيه. هذه الزيادة في السمك تعني زيادة عدد الأعصاب والإشارات الكهربائية، وبالتالي سرعة نقل المعلومات من إحدى جهات العقل إلى الجهة الأخرى.

هدية غيّرت مجرى التاريخ
عندما كان أينشتاين في الخامسة من عمره، أهداه والده بوصلة، هذه الهدية البسيطة أثارت دهشته من ناحية أنها إبرة مغناطيسية تتحرك بواسطة قوى خفية، وتركته في عجب استمر حياة كاملة! ما أدى لاحقاً إلى شغفه بتفسير الظواهر الطبيعية.
وعلى الرغم من انتمائه لليهودية، فقد دخل أينشتاين مدرسة إعدادية كاثوليكية، وتلقّى دروساً في العزف على آلة الكمان، كما نبغ في الفيزياء والرياضيات، ولكنه كان ضعيفاً في تعلم اللغات. حيث أخبره أستاذ اللغة الإغريقية أنه لن ينجز شيئاً في حياته. ومرت سنوات استكملت بها العبقرية رحلتها، فبعد تخرجه في الجامعة، كان ميالاً إلى مهنة التعليم، ولكنه لم يستطع العمل في قطاع التعليم آنذاك لعدم قبوله، فاضطر إلى العمل بوظيفة في مكتب براءات الاختراع في برن. ويمثل عام 1905م عام المعجزات لأينشتاين؛ ففيه حصل على شهادة الدكتوراه، وفيه نشر 4 مقالات علمية تعتبر اللبنة الأولى للفيزياء الحديثة التي نعرفها اليوم. كان من أشهرها «نظرية النسبية»، وبعد سنوات اشتهر أينشتاين، وانفتحت أمامه أبواب الجامعات. فبعد أن عمل مدرساً لمدة قصيرة في جامعة برن في سويسرا، دعي ليكون أستاذاً رديفاً في جامعة زيوريخ، ثم في جامعة براغ، إلى أن حصل على كرسي أستاذ في مدرسة زيوريخ التقنية حيث كان طالباً. أدت مفاهيم النظرية النسبية إلى ظهور علوم جديدة كلياً؛ مثل: الفيزياء الفلكية، وعلم الكون، بالإضافة إلى استخدامها في تطبيقات حياتية كنظام الملاحة العالمي GPS.
في كفة أخرى، كانت حياته الشخصية في انحدار؛ بسبب انشغاله في عمله، الأمر الذي جعله ينفصل عن زوجته ميلفا على أن يعطيها مكافأة جائزة نوبل عندما يحصل عليها، وتم ذلك حينما حصل على جائزة نوبل عام 1921م، بفضل أبحاثه في المجال الكهروضوئي. ومن الجدير بالذكر أنه رفض عرضاً بتولي منصب رئاسة الكيان الصهيوني حين تأسس على أرض فلسطين، مفضلاً عدم الانخراط في السياسة، عام 1952م.