تركت صلاتي.. فكيف أعود وأحافظ عليها؟

بدر يماني

في نهاية عقدها العشرين، تشكو هجرها للصلاة، حائرةً في معرفة السبب.
سؤالها: كيف لكل من حولي أن يحافظ عليها وأنا لا أقوى على ذلك؟ كلما حاولت المواظبة، تدريجياً أبتعد، وأعود لحالي السابق، أهجر صلاتي بالأشهر، كيف لي أن أستمر وأستمتع بإقامتها؟
ربما يوجد مثل هذه الحالة في كل بيت، لكن ليس لديه الجرأة على المواجهة ومعرفة الحل، لذلك لجأت «سيدتي» للمدرب ومستشار التنمية البشريَّة والعلاقات الإنسانيَّة والخطيب بأحد مساجد جدَّة، بدر يماني؛ لمعرفة السبب والعلاج، فبدأ حديثه متسائلاً: من منَّا لم يكن في يوم من الأيام مفرِّطاً أو مضيِّعاً. كلنا مررنا بتلك اللحظات، لكن الله واسع الفضل، وغفور رحيم. وتابع: القضيَّة ليست في الصلاة، بل لمن نصلي، وهل نعرف من هو الله؟ ولماذا نصلي له؟ ولماذا خمس مرَّات في اليوم، ولماذا في تلك الأوقات بالذات؟ لو عرفنا الإجابات لعرفنا السبب، فبمعرفة الله ومحبته لنا سنحبه ونعبده من دون قيد أو شرط، اسأل نفسك: نحن نحبه ونعبده لأننا نريد منه الكثير في حياتنا وآخرتنا، لكن هو لماذا يحبنا؟ ماذا يريد منّا؟ وهو الذي قال: (يحبهم ويحبونه) بادر بالحبِّ وهو الكبير ومالك الملك، فإذا ما استشعرنا محبته وعرفناه؛ سنتلهف للاتصال به، كما يحب ويرضى ونستمتع بذلك، إذن الحل الأمثل لهذه المشكلة أن تعرف الله.

قنوات تساعدك للتعرُّف على الله
يواصل يماني قائلاً: لو طلبت من أحد الكرماء طلباً فماذا سيفعل؟ من المؤكد سيأتي بنفسه ليلبي طلبك، فما بالك بأكرم الأكرمين؛ إن طلبنا قربه والهداية لدربه، وهو القائل في حديث قدسي (من تقرب إليَّ شبراً تقربت إليه ذراعاً)، فإن طلبت من الله أن يرشدك إلى طريق الحق بنية صادقة فسيعطيك، وهناك قنوات عديدة تساعدك أيضاً على التعرُّف إلى الله، وهي:
• القرآن الكريم، قراءته وتدبره.
• أحاديث العارفين عن الله من الأنبياء والصالحين، وتجاربهم في الحياة معه، ومواقفه معهم.
• التأمل في حياتك من خلال الأفعال والأحداث التي تمر بك وعواقب الأمور، فهي رسائل ربانيَّة خاصة تعرّفك بوجود الله معك، وتعرِّفك عليه.
• البعض ربما يقول: أنا بعيد عن قراءة القرآن وأحاديث الأنبياء والصالحين، هناك قناة أخرى للتعرُّف على الله؛ وهي أسماؤه الحسنى، فهناك العديد من الموسوعات والكتب والفيديوهات على اليوتيوب تفسر الأسماء الحسنى، وتساعدك على معرفة الله والتقرُّب إليه.

اقتراح
يمكن أن تكوِّن مجموعة من الأصدقاء، في كل شهر يتم اختيار اسم من أسماء الله الحسنى، يتم تأمله ومعرفة معناه وتأثيره في ذاتك وحياتك.