التعب المزمن: سببه ليس نفسياً!

التعب قد تكون البكتيريا المعوية سبباً له
2 صور

التعب المستمرّ، وألم المفاصل، وضعف العضلات، والصداع، والمشكلات في الرؤية، وضعف الذاكرة، أعراض ربّما تفسّر متلازمة التعب المزمن وارتباطها بالبكتيريا المعويّة.

وفقاً لباحثين مختصّين في علم الأحياء الدقيقة في جامعة كورنيل Cornell University في الولايات المتحدة، فقد تكون هناك صلة بين متلازمة التعب المزمن مع عدم توازن الميكروبات المعوية، أي تلك البكتيريا التي تعيش في الأمعاء البشرية. وقد نشرت دراستهم هذه في مجلة علم الأحياء الدقيقة Microbiome .

بكتيريا موالية للالتهابات!
كانت فكرة علماء الأحياء أن يدرسوا الأمعاء والبحث فيها عن سبب المرض، إذ كان المرضى يشكون في أغلب الأحيان من آلام واضطرابات الجهاز الهضمي. وبناء عليه، قاموا بفحص الحمض النووي للبكتيريا المعوية لـحوالى 48 مريضاً يعانون من متلازمة التعب المزمن، وقارنوا النتائج بالحمض النووي لحوالى 39 شخصاً من الأصحاء. وأثبتت نتائج دراستهم أنّ البكتيريا الموجودة في أمعاء المرضى، الذين يعانون من التعب المزمن، أقلّ تنوّعاً من تلك التي توجد في أمعاء الأصحاء. ولاحظ العلماء ملاحظة أخرى وهي أنّ البكتريا في أمعاء المرضى الأكثر شيوعاً هي من النوع الموالي للالتهابات على حساب تلك الأنواع المضادّة للالتهابات. وعدم التوازن هذا يُسبّب أمراضاً أخرى كذلك مثل مرض "كرون" على سبيل المثال.

"لقد وجدت دراستنا أنّ الميكروبات المعوية لدى المرضى الذين يعانون من التعب المزمن غير متوازنة في العادة، وفي الأغلب تؤدي إلى أعراض مختلفة في الجهاز الهضمي وإلى التهابات لدى ضحايا هذه المرض" ، يوضح البروفسور مورين هانسن، المؤلف المشارك في الدراسة لموقع ميديكال إكسبرس.

التشخيص
يعطي هذا الاكتشاف الأمل في الحدّ من التشخيص الخاطئ والوصمة المرتبطة على نحو خاطئ بالأشخاص الذين يعانون من متلازمة التعب المزمن بأنّ الأسباب نفسية في أغلب الأحيان.
ويضيف د.لودوفيتش غيلوتو، المؤلف المشارك في الدراسة بقوله: "خلال وقت قريب، يمكننا النظر إلى هذه التقنية على أنها عنصر مكمّل لطرق التشخيص الأخرى لأمراض الجهاز الهضمي من دون التوغّل كثيراً".
أما في الوقت الحالي، فلا يعرف العلماء ما إذا كان عدم التوازن البكتيري سبباً أو نتيجة لمتلازمة التعب المزمن، في الوقت الذي يأملون في أن يلعبوا على العامل البكتيري هذا لتحسين فعالية العلاج.
ويلخص د.غيلوتو حديثه قائلاً: "إذا كانت لدينا فكرة أفضل عمّا يحدث بين هذه الميكروبات والمرضى، فيمكن أن يستطيع الأطباء وضع تصوّر لتعديل الأنظمة الغذائية للمرضى واستخدام البريبايوتكس أو البروبيوتيك للمساعدة على علاج هذا المرض".