آباء أحبوا بناتهم فتسببوا في تعاستهنَّ!

حبُّ والدي لي سبب تعاستي
هدى أحمد
3 صور

«البنت قلب أبيها» مقولة واقعيَّة تخالف فكرة علقت في أذهان الناس. بأنَّ علاقة الأب بابنته محدودة بخلاف الابن، فمعظم الآباء لا يظهرون عواطفهم تجاه بناتهم، سواء بالقول أو بالمشاعر، ولكن يظهرونها بالإفراط بتدليلهنّ، ويحرصون على تلبية طلباتهنَّ.


ولأنَّ دوماً البنت تدلل أباها، وتحنُّ عليه أكثر من الابن، نجدها متربعة في قلب أبيها، فيترجم الأب هذا الحبَّ بتعلقه بها والخوف الزائد عليها بمراقبتها وتفقدها وهذا يعتبر أمراً طبيعياً، ولكن من الممكن أن يتحوَّل هذا الخوف والتعلق الزائد لحالة مرضيَّة، فتصبح لديه رغبة بألّا تغيب عنه، بل ولا يريد تزويجها بحجة أنَّه لم يجد من هو ثقة لكي يزوجه لها، وهو في الحقيقة لا يريدها أن تبتعد عنه.


«سيدتي» رصدت بعض القصص لفتيات كان حبُّ آبائهنَّ هو سبب تعاستهنَّ:


أبي سبب تأخير زواجي
غدير أحمد (38 عاماً)، سكرتيرة في شركة خاصة، قالت: تعلق والدي وحبه الشديد لي هو سبب في عدم زواجي، لرفضه كل من يتقدَّم بحجج مثل" هذا يكبرك سناً، وذاك غير مؤهل علمياً، وهذا متزمت، وهذا غير مريح" وأنا أعلم جيداً بأنَّ حبِّه الزائد هو السبب.
وتبرر غدير سبب رفضه زواجها: والدي يعتمد عليَّ في كل أموره، فهو لا يستطعم الطعام إلّا معي، ولا يشرب الدواء إلّا من يدي، وهذا سبب كره أخواتي لي لشدة تعلقه بي ، فأصبحت متحملة مسؤوليته بشكل تام، لدرجة أنَّي لا أستطيع الخروج ولا السهر بسبب موعد أدويته، ورغم أنني أعشق والدي، إلّا أنني عند تفكيري ـ بعد عمر طويل ـ أنّي سأبقى بمفردي من غير تكوين عائلة، يصيبني القلق.


عريس من جهة أمنيَّة
وأوضحت هدى أحمد (25 عاماً): كلما شاهدت فيلم عريس من جهة أمنيَّة للفنان عادل إمام، تنتابني هستيريا من الضحك، لأنَّه يحاكي قصتي مع والدي. فأنا ابنته الوحيدة وبالنسبة له كل شيء في الحياة، وبعد رفض معظم العرسان الذين تقدموا لي، وافق أخيراً وزوجني ابن صديق عمره، فكل مجريات الفيلم حصلت معي، فقد فوجئت به في شهر العسل وفي الغرفة المجاورة لغرفتي بالفندق، وجميع الرحلات والمطاعم التي نذهب إليها يكون مصاحباً لنا فيها، وكان شهر عسل لن ينسى لأنّي كنت حينها "ساعة مع أبي والأخرى مع زوجي"، فوقعت في حيرة من أمري لإرضاء الطرفين، وإلى الآن أذهب إليه يومياً، وأقضى نصف اليوم معه، فأصبح دواماً رسمياً من 7 صباحا حتى 4 عصراً، وإن تأخرت يغضب عليّ، فاضطررت للسكن بجواره، ولله الحمد ربي رزقني بزوج متفهم ساعدني على كسب رضاه.


تدخل والدي
أما مروة حسن (28 عاماً)، معلمة في مدرسة أهليَّة، فقالت: تعلق أبي الزائد بنا، جعله يؤمن السكن لنا معه في نفس المبنى، ويخصص لنا راتباً شهرياً لي ولأخوتي، وكل سفرياتنا هو من يتحملها لأنَّه يريدنا معه طيلة الوقت واجتماعنا معه على جميع الوجبات، ويتضايق لو أطلقنا أسماء أطفالنا من دون الرجوع إليه وموافقته عليها، وهذا ما جعل هناك مشاكل يوميَّة مع زوجي بسبب تدخل والدي بنا وبحياتنا. أما زوج أختي فقد اعتمد اعتماداً كلياً على والدي وأوقف الصرف عليها بحجة أنَّ لديها راتباً من أبيها، فستغل ذلك ، وبعد مرور 10 سنوات زاوج تزوج عليها. نحن لا نلوم والدي على كل ما فعله بدافع الحبِّ، لكن ليس كل الأزواج يقدرون ذلك وبالأخص الجيل الحالي.


الرأي النفسي
المستشارة النفسيَّة هيفاء بابطين تقدِّم بعض النصائح:
- على الابنة أن تكون ذكيَّة أثناء التعامل مع والدها ومع زوجها بأن تضع حدوداً من ناحية الأب في عدم التدخل في شؤون حياتها مع زوجها.
- لا تترك مجالاً للزوج بأن يكون غير مسؤول عنها وعن احتياجاتها، خصوصاً إذا كان الزوج من النوع المستغل.
- إن كان حب الأب من نوعية حب التملك، لا بد أن تكون لبقة وتراعي هذا الأب؛ لأنَّ هذا التعلق يمكن أن يصل إلى حدِّ كره الزوج ونشوء المشاكل.


ومن الأمثال الشعبية التي تظهر معزة البنت عند أبيها :
- البنت الحرة زي الذهب في الصرّة .
- البنت تتدلل ليوم ما تتكلل.
- البنت سر أبيها .
- البنت في قلب أبوها متربعة.
- اللي ما يبغا يجوز بنته يغلي مهرها .
- اللي ما عنده بنت ما عنده أم .
- اللي في بيته بنات ما عنده غريب يبات .
- اللي تسمع كلام أبوها كل الناس يحبوها .
- ولدك ولدك ليوم زواجه وبنتك بنتك طول حياتها .