هل مازالت الفتيات «دوافير» يتفوقن على الشباب؟

2 صور

في زمن الطيبين، أي قبل 20 أو 30 عاماً، سادت فكرة أنَّ البنات «أشطر» من الأولاد ويتفوقن عليهم دراسياً، وأكثر حرصاً على التعليم والتعلم والتحصيل الأكاديمي؛ فكنَّا نرى الفتيات يأخذن دائماً الجو الدِّراسي بجديَّة، وكادرهنَّ التعليمي أيضاً «معلمات من الجلدة للجلدة»، أما الأولاد فببساطة نراهم يتمتعون ببَحْبوحة دراسيَّة، ويحرزون النجاح من دون الاهتمام بالتقدير كالفتيات.

والآن ومع تغيُّر الأجيال واختلاف الظروف المعيشيَّة، والنظام التعليمي السريع، هل مازالت هذه الصورة الذهنيَّة موجودة، أم تغيَّر الحال وانقلبت الآية؟ فبماذا سيجيبنا شباب الجيل الجديد؟

لا تعتقد رزان شعراوي «24عامًا»، خريجة إعلام، أنَّ الحال تغيَّر كثيرًا؛ فهي ممتدة لزمننا الحالي، وذلك يعود للتسهيلات المُقدَّمة للذكور في بيئة الدراسة، كما أنَّ فرص العمل في مجتمعنا متنوِّعة للشباب أكثر من الفتيات، وتقول: أظن أنَّ الأولاد يجدون الأولويَّة في التفوُّق العملي والوظيفي لا بالدِّراسة، وهذا سبب عدم اهتمامهم بها بالدرجة الأولى، أما الفتيات فيواجهن تعقيدات أكثر في المجال الدِّراسي، ويتم التشديد عليهنَّ من ناحية المناهج والاختبارات؛ لذلك يحرصن على التفوُّق، وحتى في بيئة العمل، الفرص محدودة مقارنة بالشباب؛ فالفتيات مازلن مؤمنات بأن الدِّراسة هي السبيل الوحيد للمستقبل، أو الطريق للتفوق العملي والوظيفي.

أما فارس عقاد «٢٤ عامًا» مساعد مدير شؤون قانونيَّة؛ فله رأي مناقض تمامًا؛ فهو يرى أنَّ ما كان بالماضي انقلب اليوم رأسًا على عقب؛ فاليوم الشباب أكثر اهتمامًا من الفتيات بالدراسة، ويقول: اليوم أصبحنا نشهد عدم انضباط البنات بالدِّراسة، ونَراهن يتسربن خارج مدارسهنَّ للتنزه من دون الاهتمام بنتيجة نهاية العام؛ فالأمان الوظيفي وفرص سوق العمل اتسعت عمَّا مضى، ولا تعتمد بالدرجة الأولى على الشهادة العلميَّة؛ فيمكن للبنت الآن الاعتماد على إبداعها وفكرها في افتتاح مشروع حتى من منزلها والنجاح فيه بعيدًا عن عناء الدراسة، وحقيقة أجد أنَّ الفتيات ـ نوعًا ما ـ فقن الشباب في اللامبالاة والتسهيلات المقدَّمة من التعليم لإتمام دراستهنَّ بالشكل المرضي، بالمقابل أرى العكس من ناحية الشباب، الذين أصبحوا يجدون معضلة في مستقبلهم العملي والوظيفي؛ مما جعلهم أكثر حرصًا على الدِّارسة اليوم، بمعنى أصح، صاروا «أشطر»؛ فنجد طموحاتهم توسعت أكثر بكثير مقارنة بالماضي؛ فلم تعد الوظيفة العاديَّة ترضيهم؛ بل يسعى لإكمال درجات علميَّة متقدِّمة لإحراز مرتبة وظيفيَّة عالية، علاوة على الكادر التعليمي لنا نحن الشباب، أصبح يعتمد على مفهوم «صاحب الطلاب قبل ما تعلمهم»، وفعلاً نجد الآن كثيرًا من الصداقات بين المعلمين والطلاب؛ مما انعكس على انضباطهم بالدراسة أكثر من السابق.

هل لديك سؤال حول هذا الموضوع أو غيره؟ تواصلي الآن مع فريق "للبنات فقط" عبر.. [email protected] . ولا تترددي بطلب مواضيع معينة أو مناقشة قضايا تهمك فلدينا كل ما تبحثين عنه.