كيف تواجهين معاناة العيش وحيدة؟

مرحلة الإنكار والتشويه
مرحلة مصارحة النفس
مرحلة البحث عن حلول
مرحلة الاصطدام بالواقع
6 صور

معاناة يومية تعيشها العديد من النساء ممن لم ينعم الله عليهن بالأبناء، أو بزوج يعتمدن عليه عندما يبلغن الكبر، وتظل التساؤلات مستمرة، كيف ستكون النهاية؟ هل سأظل وحيدة؟ هل سيكون مصيري في إحدى دور العجزة، أو العيش منفردة في منزل مغلق؟ وتتراكم الأسئلة، ويزداد الحزن يومًا بعد يوم، ويصيب ذلك الكثيرات بالحزن والألم.


وفي ما يلي ترشدنا الأخصائية النفسية نجلاء النفيلي، إلى كيفية معايشة هذا الأمر، والحلول البديلة المطروحة.


تقول النفيلي: بحكم عملي كأخصائية نفسية، قابلت العديد من تلك الحالات، والتي قد تصاب بأذى نفسي شديد، ولكن أود أن أشير إلى أنه ليس فقط المصابات بالعقم يعانين من ذلك، بل من لم ينعم الله عليهن بالزواج أيضًا يعشن نفس التجربة المريرة، وتمر المرأة بعدة مراحل على النحو التالي:


مرحلة الإنكار والتشويه: بعض السيدات اللواتي أصبن بالعقم أو تأخر لديهن سن الزواج، يبدأن في إنكار حالهن وتشويه الحياة الطبيعية؛ ظنًا منهن أنهن بذلك سيتخطين العقبة، فنجد بعضهن يسردن مساوئ الزواج وما تعانيه السيدات من عنف من قبل الأزواج، وأنهن ينعمن بحياة أفضل من المتزوجات، فيما تتحدث أخريات عن الإزعاج الذي يسببه الأطفال ومصاعب التربية، وأخرى تعزي نفسها بالقوة، وأنها ليست بحاجة إلى أطفال أو زوج، فهي سعيدة بوحدتها، ولكن حسب خبرتي العملية، كل ذلك ما هو إلا إنكار للواقع وبمثابة مخدر مؤقت للحقيقة المرة.


مرحلة الاصطدام بالواقع: صادفتني إحدى السيدات في أحد المؤتمرات العلمية، وكانت على قدر كبير من الثراء والعلم، ولكن لم ينعم الله عليها بالزواج والأبناء، وكانت تعزي نفسها بقدرتها على المواصلة وحيدة، ولكن تروي أنها في أحد الأيام أصيبت بأزمة صدرية، ولم تجد حولها من يقوم بنجدتها، وهنا كانت الصدمة، فعلمت أن الإنكار ما هو إلا وسيلة للهروب من الواقع، والعديد من النساء عند تعرضهن لمصاعب مشابهة يستيقظن على الحقيقة الموجعة.


مرحلة مصارحة النفس: بعدما تلقت الصدمة، وأن الحياة مشاركة، وأنها بحاجة إلى من يراعيها ويساندها، تبدأ هنا بمصارحة نفسها، وأنها بحاجة بالفعل إلى من يأخذ بيدها، فمن سيعتني بها عند مرضها؟ ومن سيأخذ بيدها عند الكبر؟ وكيف ستواجه الحياة بمفردها؟

 

مرحلة البحث عن حلول: بعد الإنكار والصدمة والمصارحة، تأتي خطوة هامة، ألا وهي البحث عن بدائل، وهنا تتعدد الخيارات المتاحة أمامها على النحو التالي:


اللجوء إلى دار الأيتام: يبدأ التفكير في أن تقوم بتبني أحد الأطفال الأيتام لتراعيه، ثم يرد إليها الجميل عندما يشتد عوده، ويعينها على الحياة، ويكون رفيقاً لها.


اللجوء إلى دار العجزة: ترى بعضهن أن الأنسب لهن هو البحث عن إحدى دور العجزة، التي تقدم خدمات رعاية على نحو مميز أشبه بالمنتجعات، ولكن ذلك قد يتطلب قدرًا كبيرًا من المال، لذلك تصر المرأة على العمل المستمر وجمع المال لأجل تلك اللحظة.


احتضان الأقارب: تبدأ بعضهن في زيارة الأقارب والتقرب منهم بشكل ملحوظ ومستمر، ليس بغرض صلة الرحم، بل كي يكونوا عونًا لهن ويقومون بالاطمئنان عليهن، وبعضهن قد يقمن بدعوة الأقارب لكي يقيموا في منازلهن ويشاركوهن حياتهن مقابل أن يوفرن لهم المسكن ومعيشة جيدة.


بقعة ضوء: أنصح دائمًا بعدم إنكار مصاعب الحياة، فتأخير الاعتراف بالحقيقة قد يولد عواقب وخيمة، وقد يقلل الفرص المتاحة، لذلك عليك سيدتي مواجهة نفسك بما تعانينه، والبحث عن بدائل كالتبني أو الاحتضان أو مشاركة منزلك بما قد ترينه مناسبًا لوضعك المالي والصحي والاجتماعي، وفي النهاية، عليك العلم بأن الله عز وجل قسم الأرزاق بالعدل بين البشر، ولكن بتفاوت، وعليك دائمًا الوثوق والتقرب من الله.