خبراء فلكيون لـــ "سيدتي": هذه حقيقة العاصفة المغناطيسية وتأثيرها على الأرض

الانفجار الشمسي
انفجار شمسي
صور انفجار شمسي التقطتها وكالة ناسا
ملهم محمد هندي
عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء الدكتور خالد الزعاق
6 صور

تداولت الوكالات الإعلامية ما سجله علماء، أمس الاثنين، من واقعةٍ فلكيةٍ، تسبَّبت في انفجار شمسي قوي، وتأكيدهم على أنها ستتسبَّب في عاصفة مغناطيسية، ستضرب الأرض خلال الفترة من 17- 18 أغسطس 2107، وقد تؤثر على البشر.

من جانبها، عملت "سيدتي" على كشف حقيقة الواقعة، ووصلت إلى نتائج سنستعرضها لكم في ما يأتي:

الانفجار الشمسي وما تردد حوله

قال علماء فلك: إن الانفجار بدأ من الدرجة "c"، وأن عاصفة مغناطيسية ستتبعه، وستؤثر على الأرض بشكل طفيف، خاصةً على الاتصالات، ويمكن أن تؤثر على البشر عامةً بشكل متدرج، وعلى الأشخاص الذين لديهم حساسية مفرطة من تقلبات الأحوال الجوية بشكل خاص.

الخبراء يوضحون الحقيقة

تابعت "سيدتي" الأمر، والتقت الباحث الفلكي السعودي ملهم محمد هندي، المتخصص في علم الفلك الفيزيائي من جامعة الملك عبدالعزيز، والمعني بنشر الثقافة الفلكية، لإيضاح حقيقة الانفجار الشمسي، فقال لنا: سجلت المراصد الشمسية خلال الساعات الأولى من فجر يوم الاثنين انفجاراً في الجهة الشرقية للشمس، ما أدى إلى إطلاق "شواظ شمسي" في الفضاء، تم تصويره، ورصده من عدة مراصد أرضية وفضائية، وللإيضاح أكثر نسرد هذه النقاط المهمة:

أولاً: بحسب تصنيف قوة الانفجارات الشمسية، فقد صنِّف هذا الانفجار من الدرجة "c"، وهو تصنيف ضعيف لقوة الانفجارات الشمسية، بالتالي لن يؤثر، كما ذُكِر، على الاتصالات، ولا على الأقمار الصناعية.

ثانياً: لا صحة للأخبار التي توقَّعت حصول عاصفة شمسية جراء هذا الانفجار بسبب ضعفه، وحدوثه على سطح الشمس في الجهة غير المقابلة لكوكبنا.

ثالثاً: لا صحة لوجود أثر مباشر على الطقس، أو آثار صحية على البشر.
 

 

رابعاً: نوضح الأمر للقارئ لتوعيته به بشكل صحيح وبصورة علمية، حيث تقسم قوة الانفجارات الشمسة إلى 4 مستويات هي: "B , C , M , X"، أضعفها "B"، وأقواها "X"، ويمكن للانفجار من قوة "X" قطع الكهرباء، وإتلاف جميع الإلكترونيات على وجه الأرض، وتعطيل جميع الأقمار الصناعية، ما يؤدي إلى سقوطها، أما الانفجار من قوة "M"، فيمكنه أن يقطع الكهرباء في الأقطاب، ويعطِّل الإلكترونيات في الأقمار الصناعية ما لم يتم حمايتها، في حين أن الانفجار من قوة "C , B"، له آثار طفيفة على الأرض.

وأضاف الخبير الفلكي هندي لــ "سيدتي": "أخيراً ترصد المراصد الشمسية حالياً ظهور ثقب إكليلي على سطح الشمس، وهو عبارة عن منطقة يقل فيها كثافة مادة الشمس، فيقل الإشعاع الصادر منها، لكنها تبعث برياح شمسية نحو الفضاء، وعند وصول

تلك الرياح إلى الأرض يمكن رؤية تأثيرها بظهور شفق قطبي في القطبين الشمالي والجنوبي".

أمر طبيعي وعادي
كما تواصلت "سيدتي" مع عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء الدكتور خالد الزعاق، لكشف حقيقة هذا الانفجار، فقال لنا: "الانفجارات الشمسية تحدث في كل ثانية لكنها تكون فوق المعدل عادة، وأحياناً تكون أقل من المعدل، وحول ما نشر في وسائل التواصل الاجتماعي عن هذا الأمر، في الحقيقة ما سيحدث هو أمر طبيعي وعادي، يحدث في كل أشهر السنة، وليس مستغرباً، ومن وجهة نظري، هذا الخبر مُبالغ فيه كثيراً، فالانفجار يعتبر طبيعياً، والشمس كما هو معروف، حيةٌ لذا من الطبيعي أن يكون فيها نوع من التذبذب، فلو انكمشت هذه الانفجارات لتحولت الشمس من مشعة إلى قزم أبيض، ما سيؤثر على الحياة على الكرة الأرضية، حيث ستنتهي إلى الأبد، لذا فإن هذه الظاهرة لا تدعو للقلق".

لا تأثير للعواصف المغناطيسية على الإنسان
وفي القاهرة أكد الدكتور أسامة رحومة رئيس قسم الشمس، في المعهد القومي للبحوث الفلكية، أن هذا الانفجار الشمسي تنتج عنه موجات مغناطيسية تصل إلى الشمس بسرعة 400 كيلومتر تقريباً في الثانية الواحدة، حيث ستأخذ يوم ونصف اليوم أو يومين للوصول إلى المجال الخارجي للأرض.

ونفى وجود أي تأثير للعواصف المغناطيسية التي تضرب الكرة الأرضية على المخلوقات التي تعيش عليها ومنها الإنسان، مؤكداً أن ما تردد مؤخراً عن تأثير تلك العواصف على المرضى، ومنهم مرضى القلب بصفة خاصة "غير صحيح".

وأشار إلى إنه حدوث أي اضطراب شمسي ينتج عنه تحرك سحب من البلازما الساخنة على وجة الشمس، وأن هذه السحب تتحرك على وجه الشمس بسرعة تصل إلى 2000 كم فى الثانية، وهي تتحرك باضطراب وتندفع بشدة فى اتجاهات عديدة، لافتاً إلى أنه يمكنها أن ترسل موجات من الجسيمات المشحونة فى اتجاه الأرض، مضيفاً أنه في هذه الحالة يمكن أن تثير بعض العواصف المغناطيسية الأرضية، وعندما تصطدم هذه الجسيمات بالمجال المغناطيسي الأرضي تتداخل مع الإلكترونيات وتسبب اضطرابات شديدة في الموجات اللاسلكية وبالطبع تؤثر على أجهزة الاتصالات وتعمل على التشويش الإذاعى وأجهزة "الجي بي أس" المعروفة فى الملاحة، كما ينتج عنها أيضاً ما يسمى بالشفق القطبي أو الأورورا، وهو ظهور أضواء خضراء وبنفسجية رائعة الجمال في سماء القطبين ليلاً.

وأوضح أن تأثير الاضطراب المغناطيسي يؤثر فقط على أجهزة الاتصالات والأقمار الصناعية وموجات الإذاعة والتلفزيون ونقل البيانات، وأهم المناطق المعنية بذلك هي المناطق القطبية أو القريبة من القطبين، وليس لهذه العواصف تأثير مباشر يذكر على الإنسان أو الحيوان.