لم يكتفِ المخرج الفلسطيني المبدع رائد أنضوني، من أن يجمع ما تبقى من ذكرياته عن تجربة اعتقاله المريرة التي مرّ بها منذ أعوام في سجن "المسكوبية"، المعروف بكونه واحد من أشد مراكز التحقيق التابعة للمخابرات الإسرائيلية في مدينة القدس، بل زاد على ذلك بأن اختار كادراً للعمل في فيلمه الجديد مُعظمهم عاشوا التجربة نفسها.
وعرض الأنضوني تجربته المريرة هذه من خلال فيلم "اصطياد الأشباح"، في رابع أيام مهرجان الفيلم العربي بدورته السابعة، والذي تنظمه الهيئة الملكية للأفلام في مقرها بمنطقة جبل عمان في العاصمة الأردنية، وذلك بحضور محمد الخطاب وهو أحد الشخصيات الرئيسية في الفيلم، والذي حاله كحال البقية عاش تجربته الخاصة بسجن "المسكوبية"، حيث تواجد بعد العرض للإجابة عن الأسئلة والإستفسارات من جمهور المهرجان.
اصطياد الواقع عبر صنارة السينما
عند الحديث عن تجربة الأنضوني التي حازت على جائزة أفضل وثائقي بمهرجان "برلين" الدولي، لا بد من التوقف كثيراً عند طبيعة هذه التجربة، والشكل التي قدمها المخرج الفلسطيني من خلالها، حيث حاول أن يوثق بشكل تمازج بين الوثائقي والسينمائي، تجربة اعتقاله في سجن "المسكوبية"، فعمل على نشر إعلان في الصحف الفلسطينية عن بدء العمل على فيلم سينمائي، بشرط أن يكون الكادر المتقدم للفيلم، قد مرّ بتجربة الإعتقال على يد الإحتلال، وكان معظم المتقدمين قد استوفوا هذا الشرط، فأعادهم الأنضوني إلى ذكريات المعتقل برفقته، ما صنع خصوصية كبيرة لدى جميع كادر العمل باتجاه هذا الفيلم.
واقع مكرر..
عمل الأنضوني مع كادره الجديد على بناء مكان المعتقل ومكاتب المحققين بأدق التفاصيل التي يتذكرها هو وباقي العاملين معه، فخرجوا بتصور للمكان أقرب إلى الواقع الذي عاشوه ذات يوم، وخلال التدريب على مشاهد التحقيق والحياة داخل الزنازين مع السجانين، اختلط في الكثير من الأحيان الواقع الذي تم استحضاره بكل مشاعره المفرطة بالحزن والتعب والوجع، بالأداء التمثيلي، حتى صار المتلقي ببعض الأحيان لا يستطيع التفريق بين ما هو حقيقي وما هو تمثيل، ما أعطى العمل واقعية وصدقاً كبيرين إلى حد الدهشة أحياناً.
وما زاد واقعية العمل، المشاهد التي كانت بين أوقات التدريب، حيث عرضت حياة هؤلاء المعتقلين السابقين الحقيقية، أحلامهم، حاضرهم، مزاحهم، جدهم، حديثهم عن ذكرياتهم داخل وخارج المعتقل، وأحياناً أخرى، بعض المشاهد التي تضمنها الفيلم والتي لم يستطع بعضهم أن يكمل مشهداً ما أو الحديث في شؤون بعض التفاصيل التي مرّ بها في فترة الإعتقال، لشدة ما صنعه ذلك الماضي من هشاشة وانكسار وأوجاع، غالباً ما كانت نقطة تحول إلى مكان آخر بحياة كل واحد منهم، ودائماً ما جعلتهم أقوى وعلقتهم أكثر بقضيتهم ووطنهم بالوقت نفسه.
نجاح عالمي وجوائز تاريخية
حصد الفيلم الفلسطيني "اصطياد الأشباح" العديد من الجوائز العربية والعالمية، كما شارك بالكثير من المهرجانات، وأهم هذا الجوائز والمشاركات كانت حصوله على جائزة "Glasshütte" الأصلية للأفلام الوثائقية، والمركز الثالث في جائزة "بانوراما" من اختيار الجمهور في مهرجان برلين السينمائي الدولي، كما ترشح الفيلم لجائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان "شيفيلد" للأفلام الوثائقية، وتنافس في مسابقة الفيلم الوثائقي في مهرجان "سياتل" السينمائي الدولي، وحاز مؤخراً جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان "وهران" الدولي في الجزائر.
وعرض الأنضوني تجربته المريرة هذه من خلال فيلم "اصطياد الأشباح"، في رابع أيام مهرجان الفيلم العربي بدورته السابعة، والذي تنظمه الهيئة الملكية للأفلام في مقرها بمنطقة جبل عمان في العاصمة الأردنية، وذلك بحضور محمد الخطاب وهو أحد الشخصيات الرئيسية في الفيلم، والذي حاله كحال البقية عاش تجربته الخاصة بسجن "المسكوبية"، حيث تواجد بعد العرض للإجابة عن الأسئلة والإستفسارات من جمهور المهرجان.
اصطياد الواقع عبر صنارة السينما
عند الحديث عن تجربة الأنضوني التي حازت على جائزة أفضل وثائقي بمهرجان "برلين" الدولي، لا بد من التوقف كثيراً عند طبيعة هذه التجربة، والشكل التي قدمها المخرج الفلسطيني من خلالها، حيث حاول أن يوثق بشكل تمازج بين الوثائقي والسينمائي، تجربة اعتقاله في سجن "المسكوبية"، فعمل على نشر إعلان في الصحف الفلسطينية عن بدء العمل على فيلم سينمائي، بشرط أن يكون الكادر المتقدم للفيلم، قد مرّ بتجربة الإعتقال على يد الإحتلال، وكان معظم المتقدمين قد استوفوا هذا الشرط، فأعادهم الأنضوني إلى ذكريات المعتقل برفقته، ما صنع خصوصية كبيرة لدى جميع كادر العمل باتجاه هذا الفيلم.
واقع مكرر..
عمل الأنضوني مع كادره الجديد على بناء مكان المعتقل ومكاتب المحققين بأدق التفاصيل التي يتذكرها هو وباقي العاملين معه، فخرجوا بتصور للمكان أقرب إلى الواقع الذي عاشوه ذات يوم، وخلال التدريب على مشاهد التحقيق والحياة داخل الزنازين مع السجانين، اختلط في الكثير من الأحيان الواقع الذي تم استحضاره بكل مشاعره المفرطة بالحزن والتعب والوجع، بالأداء التمثيلي، حتى صار المتلقي ببعض الأحيان لا يستطيع التفريق بين ما هو حقيقي وما هو تمثيل، ما أعطى العمل واقعية وصدقاً كبيرين إلى حد الدهشة أحياناً.
وما زاد واقعية العمل، المشاهد التي كانت بين أوقات التدريب، حيث عرضت حياة هؤلاء المعتقلين السابقين الحقيقية، أحلامهم، حاضرهم، مزاحهم، جدهم، حديثهم عن ذكرياتهم داخل وخارج المعتقل، وأحياناً أخرى، بعض المشاهد التي تضمنها الفيلم والتي لم يستطع بعضهم أن يكمل مشهداً ما أو الحديث في شؤون بعض التفاصيل التي مرّ بها في فترة الإعتقال، لشدة ما صنعه ذلك الماضي من هشاشة وانكسار وأوجاع، غالباً ما كانت نقطة تحول إلى مكان آخر بحياة كل واحد منهم، ودائماً ما جعلتهم أقوى وعلقتهم أكثر بقضيتهم ووطنهم بالوقت نفسه.
نجاح عالمي وجوائز تاريخية
حصد الفيلم الفلسطيني "اصطياد الأشباح" العديد من الجوائز العربية والعالمية، كما شارك بالكثير من المهرجانات، وأهم هذا الجوائز والمشاركات كانت حصوله على جائزة "Glasshütte" الأصلية للأفلام الوثائقية، والمركز الثالث في جائزة "بانوراما" من اختيار الجمهور في مهرجان برلين السينمائي الدولي، كما ترشح الفيلم لجائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان "شيفيلد" للأفلام الوثائقية، وتنافس في مسابقة الفيلم الوثائقي في مهرجان "سياتل" السينمائي الدولي، وحاز مؤخراً جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان "وهران" الدولي في الجزائر.