تعد المتاعب والمشقات والاختبارات من الأشياء التي لا مفر منها في هذه الحياة؛ لذا فالاهتمام بعقل الطفل من سن مبكرة يسهم إلى حد كبير بمساعدته لاحقًا بأن يكون أكثر صلابة لمواجهة شتى عقبات الحياة، حسبما ذكر موقع «Inc.».
وعلى الرغم من أهمية تنشئة عقل الطفل تنشئة سليمة، فإن الكثير من الآباء والأمهات تذهب جهودهم على أمور بعيدة عن هذا الجانب؛ لذا نجد الطفل يصل سن المراهقة وهو لا يزال بعيدًا عن تحمل مسؤولياته.
الاهتمام بتقوية عقل الطفل يتطلب اتخاذ عدد من الخطوات، منها:
*علمي طفلك أن يفكر بواقعية: تؤثر طريقة تفكير الطفل في مشاعره وتصرفاته تجاه مختلف المواقف التي تقابله؛ لذا فمن الضروري جدًّا الاهتمام بهذا الجانب.
فعلينا أن نعلم أن الطفل يعاني من أنماط تفكير تشابه ما يعاني منه الكبار كالخوف من حدوث فاجعة واهتزاز الثقة بالنفس وتوجيه النقد القاسي للنفس. وعندما يحدث هذا الأمر نجد الوالدين يسارعان لقول عبارات مثل «توقف عن القلق» و«سينتهي الأمر على ما يرام».
*كيفية تعليم الطفل الحديث الإيجابي مع النفس: يتم ذلك من خلال تعويده على أن يكون كالمحقق فيما يخص أفكاره، فعندما يقول الطفل عبارات مثل «لن أنجح في امتحان الغد» يجب أن نحاول تعويده على تحليل أفكاره وجمع الأدلة التي إما تقويها أو تضعفها، وذلك من خلال طرح أسئلة مثل «ما الذي جعلك تتوقع هذه النتيجة؟» و«هل هناك احتمال ولو بسيط لتكون النتيجة مخالفة لما تتوقعه؟».
*علميه السيطرة على مشاعره: إحدى الدراسات وجدت أن ما يقارب 60% من الشباب يعانون من مسألة كونهم غير مهيئين لمواجهة المشاعر القاسية الصعبة التي تنتاب المرء من حين لآخر كالوحدة والحزن والقلق. يسارع الآباء والأمهات عند شعور طفلهم بإحدى تلك المشاعر السلبية لقول عبارات مثل «لا تخف!»، و«الأمر لا يستحق كل هذا القلق!».
*علميه أن يتخذ خطوات إيجابية: التفكير بواقعية والشعور الجيد ما هما إلا نصف الطريق نحو التنشئة الصحيحة؛ فهناك خطوة مهمة أخرى يجب أن يتعلمها الطفل، ألا وهي اتخاذ الخطوات الإيجابية نحو ما يريد.
لكن ومن سوء الحظ فإن معظم الآباء والأمهات يسارعون إلى حل المشكلات التي تعترض طريق طفلهم دون منحه الفرصة لتجربة اتخاذ قراره بنفسه. واتخاذ القرارات من قبل الوالدين يكون أحيانًا مخالفًا لرغبة الطفل نظرًا لكون القرار تم اتخاذه بناءً على تفكير الوالدين فقط.