يسعى العلماء لاستحداث لقاح جديد للانفلونزا قادر على تدمير سلالات الفيروس كافة. لكنّ الأمر لا يزال في غاية التعقيد.
في الوقت الذي بدأ فيه موسم الانفلونزا، يعمل الباحثون من شتى أرجاء العالم، على ابتكار لقاح مضادّ ، قادر على حماية البشر من جميع سلالات هذا الفيروس. وفي واقع الأمر يوجد العديد من أنواع الانفلونزا، في حين تستهدف اللقاحات في الحقيقة أنواعًا معينة في كل عام، من تلك التي يختارها العلماء مسبّقًا. ولسوء الحظ، فإنّ هذه الأنواع من الفيروس تجعل اللقاح فاعلًا في 40 - 70 في المئة من الحالات فقط. ويبدو أنّ اللقاح العالمي الذي يمكن أن يقضي على جميع أنواع فيروس الانفلونزا، هو الحل الأمثل للتخلص من هذا الفيروس الذي يسبب حوالى 400 ألف وفاة سنويًّا في المتوسط. وهناك دراسة جديدة نُشرت في مجلة "التقرير العلمي" تجريها جامعة روشستر في الولايات المتحدة الأمريكية، أثبتت أنّ التوصل إلى صنع هذا اللقاح أمر في غاية التعقيد.
فيروس الأنفلونزا المتحول باستمرار
يتصف فيروس الانفلونزا بمستقبلات بروتين هيماغلوتينين ويغلّفه بشكل يشبه الوردة. ويتكون من "جذع" كان يُعتقد أنه ثابت من سلالة إلى أخرى، ومن "رأس البتلة" المتحولة باستمرار وبخاصة بكل نوع على حدّة. وهذه "البتلة" هي التي يستهدفها العلماء اليوم لصنع اللقاح. ولذلك فإنّ الاستراتيجية الواعدة على نحو أكثر لصنع لقاح عالمي، ستكون بناءًا عليه هي استهداف الجذع لتوفير حماية أكبر ضد الانفلونزا. وأثناء تحليل السلالة الوراثية لفيروسات الانفلونزا H1N1 الموجودة منذ عام 1918، أشار الباحثون في جامعة روشستر إلى أنّ "الجذع" متحول كذلك، ولكن ليس بشكل متكرر مثل "رأس البتلة".
إنّ التعرّض المستمر لمضادات الأجسام البشرية، أثارت هذه التحولات في رأس هذا البروتين، لكي يتغلب على نظام المناعة في أجسامنا، ولكن كذلك حدثت هذه التحولات في الجذع، وهو أمر كان يجهله العلماء حتى الآن. ومن أجل التوصل إلى لقاح فاعل يجب أن يأخذ العلماء هذه المعلومات الجديدة في الحسبان. واستهداف الجذع في هذا البروتين سوف يوفر في جميع الحالات حماية أكبر للأشخاص مقارنة باللقاح المعتاد.