معلمة تشكو.. أنا لست مدرّسة خاصة

إذا كنت زوجة أو ابنة أو أختاً أو زميلة، ولك موقف من سلوك أقرب الرجال إليك، فهذه الصفحة لك، قولي كلمتك له، فالذكي من الإشارة يفهم، وعسى أن يكون رجلك ذكياً.

المعلمة تشكو:
عملي، هو حياتي ولم يكن في حسباني يوماً أن يمر عليّ ما يجعلني أغيّر نظرتي له، مدرسة أطفال، ما أجمل التعامل مع هؤلاء الصغار، يومي معهم مليء بالابتسامات والمغامرات والتحديات، كل يوم يختلف عن الآخر. ما بين مشاكسات الصغار وخلافاتهم مع بعض، وبين المنهج التعليمي والتربوي يكبر تعلقي بهم وبالمدرسة، وهو ما يجعلني أتطلع ليوم جديد ونشط في كل صباح، هذا ما يعوّضني بعض الشيء عن حرماني من نعمة الأمومة، فكم تمنيت أن يكون لي طفل كهؤلاء الصغار ولكن الله لم يشأ بعد.
ليست هذه المشكلة، مشكلتي هي أن مهنتي هذه لا تعني فقط التعامل مع الصغار بل مع الكبار أيضاً، مع مدرسات أخريات ومديرة وأولياء أمور، وما لم يكن في لائحة حساباتي أبداً أن يصبح التعامل مع أولياء الأمور مشكلة تسبب لي أرقاً وتوتراً، أوصلني لمرحلة الشك بحسن اختياري لهذه المهنة، ليس من العدل أن أجزم أن كل أولياء الأمور يصعب التعامل معهم، بل هناك شخص واحد وهو والد أحد التلاميذ عندي واسمه (أبو أمير)، والذي لا يمر أسبوع من دون أن أسمع منه على الأقل شكويين، حقاً لا أعلم ما مشكلته، فتارة يأتي شاكياً أن ابنه لم يتناول طعامه، ويوبخنا متهماً عدم مراقبته جيداً، تارة أخرى يحضر بشكوى أن تلميذاً آخر قد ضرب أمير، وأننا لم نتعامل مع الحادث بالأسلوب الذي يرضيه، قبل أيام اصطحب أمير في الصباح وتحدث معي؛ ليلومني أنني لم أنتبه لابنه، فبقية التلاميذ يأخذون أغراضه، قد تبدو الأمثلة بسيطة ولكن كثرتها وتكرارها بشكل أصبح مملاً، فإذا لم تأتني شكوى من والد أمير؛ فإن هنالك وضعاً غير طبيعي قد حصل، فكما ينصحني بعض المعلمة أن عليّ أن أتعوّد على هذا الوضع.
كيف لي أن أتعوّد؟ ففي النهاية هذه شكاوى تأتي ضدي، ولا أستطيع أن أغض النظر؛ حتى وإن كانت مديرة المدرسة واثقة من تعاملي السليم مع الطلبة، شرحت لوالد أمير أكثر من مرة بأن الخلافات بين التلاميذ أمر طبيعي في هذا العمر، وأننا نتعامل مع الحدث بموضوعية ولا نعطيه أكثر من حجمه إن لم يخرج عن الإطار الطبيعي، فللمدرسة سياسة ومنهج متبع ويعنى بصحة وسلامة التلاميذ، أما بالنسبة للطعام فلا يمكننا مراقبة كل طفل خاصة إن لم يكن يعاني من مرض ما، وكان وضعه الصحي طبيعياً. أصبح أمير الآن يشعر بالحرج، وشخصيته بدأت تتقوقع والسبب والده.
ألا يدرك هذا الأب أن تصرفاته قد تجاوزت الحد الطبيعي؟ ألا يستطيع أن يفهم من أسلوب كلامي معه أنه يبالغ كثيراً في معالجته للأمور؟ ألم يلاحظ كيف أصبح أمير يتراجع في نشاطه وحيويته بسبب الحرج الذي يسببه له؟ مشكلته أنه يتهمنا أننا سبب هذه التغيرات وهذا التراجع، أنا معلمة أمير وبقية التلاميذ ولست معلمة خاصة، أصبحت لا أرى في المدرسة سوى أبي أمير وأمير فهل المشكلة في والد التلميذ أم أنني أعير الأمر أهمية لا يستحقها؟

وفاء (29-مدرسة أطفال مرحلة ابتدائية)
* على الفيس بوك كتبت: لا تستهينوا بعمل المدرسة. الله يعينها على الأهالي)
شاركوا في تقديم اقتراحاتكم لوفاء على موقع سيدتي.


إذا كنت زوجاً، أو أباً، أو أخاً، أو زميلاً، وتواجه مشكلة في التعامل مع أقرب النساء في حياتك، فهذه الصفحة لك. قل كلمتك لها فالذكية من الإشارة تفهم، ولعلها تكون ذكية.

والد التلميذ: 
عندما كنت أبحث أنا وزوجتي عن مدرسة جيدة كي نسجّل ابننا الوحيد فيها، كان الإجماع بين الأهل والأصدقاء باقتراح المدرسة الحالية لولدنا أمير. سجّلناه منذ الروضة وهو الآن في الصف الثالث وهنا بدأت المشاكل. أصبح أمير لا يتناول طعامه وقت الغداء، ويعود للبيت منهك القوى وجائعاً، وعندما أستفسر من معلمته الآنسة وفاء في اليوم التالي، تقدم لي إجابة مستفزة وهي أن المعلمة لا تراقب جميع التلاميذ، فحسب رأيها أن أمير لا يشكو من أي مرض كي تتم مراقبته بدقة.
حسناً، ماذا عن عودة أمير للبيت ليخبرنا أن زملاءه قد ضيّعوا له أقلامه؟ وأنه تشاجر مع زميل له، ولكن المدرسة لم تفعل شيئاً؟ وماذا عن شخصيته المنطوية، والتي تغيرت بصورة ملحوظة منذ أن بدأ سنته الدراسية هذا العام؟ هذا ليس ابني أمير الذي أعرفه وهذه ليست تصرفاته، فلماذا لم تحدث هذه الأمور من قبل؟ لا يوجد سبب سوى أن معلمته مهملة. إهمالها وصل لدرجة أنني عندما أذهب للتحدث معها محاولاً الاستفسار عما يجري مع أمير ومطالباً بمراقبة ورعاية أفضل، أجدها تتحدث معي بأسلوب تهكمي، أسلوبها معي وكأنها تحدث تلميذاً من تلاميذها، تحاول فقط الاستماع والمواساة، وما استفزني أكثر أنها تتحدث وكأنني أختلق الشكوى، هل يعقل أن تراني قادماً للتحدث معها؛ لتبدأ جملتها معي بابتسامة قائلة: (ماذا عن اليوم؟ هل أمير لم يأكل طعامه أم ضيّع أقلامه؟) وتسترسل بضحكتها، هذا الأسلوب الساخر غير مقبول بالنسبة لي، ويؤكد لي أنها مدرّسة مهملة.
لقد تناقشت مع زوجتي ومع بعض الأهل والأصدقاء بهذا الشأن، والكل أجمع على أنني يجب أن أصعّد الأمر إلى الإدارة، ولا يكفي أن أتحدث فقط مع الآنسة وفاء. فما يحدث الآن خرج عن إطار أب يشكو من مضايقات تحدث مع ابنه في المدرسة، الحقيقة أن العنوان تغير إلى أب يشكو من إهمال معلمة، وربما أيضاً عندما يتصاعد الأمر ستبدأ الإدارة بالاهتمام أكثر بشأن ولدي أمير وبقية التلاميذ.
في حقيقة الأمر سمعة المدرسة تتكون من كفاءة المدرسين فيها، ومن منهجها المتبع، وأنا بالنسبة لي كأب لا يكفي أن يكون ابني في مدرسة جيدة أكاديمياً، ويكون مدرسوها مهملين، لا أتمنى الأذى لأحد خاصة الآنسة وفاء، فهي محبوبة من قبل تلاميذها وبقية الأهالي، ولكن قد تنقصها الخبرة، وكما سمعت أنها لم تنجب بعد، فربما لهذا السبب أيضاً لا تدرك أهمية حرص الأهل على راحة أبنائهم وسلامتهم في المدرسة. هل الحق معي؟ أم أنني أبالغ؟

أبو أمير (32سنة – مهندس مدني)
على الفيس بوك كتب: فاقد الشيء لا يعطيه، ومن ليس له أولاد لا يقدّر قيمتهم.
شاركوا في تقديم اقتراحاتكم لأبى أمير على موقع سيدتي.