زهراء لاري.. أول محجبة متزلجة فنية على الجليد في العالم

من مشاركات زهراء الدولية
زهراء مع حذاء التزلج
زهراء في إحدى رقصاتها على الجليد
زهراء أول متزلجة محترفة على الجليد ومحجبة في العالم
المتزلجة الفنية المحترفة على الجليد الإماراتية زهراء لاري
الرشاقة والفن في حركات زهراء
6 صور

امضي نحو حلمك، فلا تدري أين ستجده حتى يحملك إلى ما تريد، ربما يكون هذا الحلم في كتاب، أو في الشارع، أو في شخصية ملهمة، أو ربما في فيلم ما يحكي قصة حلم، وهذا تماماً ما حدث للفتاة الإماراتية زهراء لاري، بعد أن شاهدت فيلم "أميرة الثلج" “Ice Princess”، الذي تدور أحداثه حول فتاة قررت أن تكسر كل التوقعات لمستقبلها، واختارت مواجهة جميع التحديات التي ستواجهها لاحتراف التزلّج الفني على الجليد، وهو من الرياضات التي تجمع النشاط البدني القاسي بالجمال الفني لحركات الرقص الاستعراضية على أنغام الموسيقى، وبعد هذا الفيلم الملهم قررت زهراء أن تصبح متزلجة محترفة، ولكن ما لم تكن تتوقعه هو أن يصبح حلمها حقيقةً، وأن تصير أول متزلجة فنية محترفة على الجليد في دولة الإمارات العربية، وفي الخليج عموماً، وأول محجبة متزلجة في تاريخ هذه الرياضة.

وفي حديث لزهراء لاري، التي تبلغ الثانية والعشرين من عمرها الآن، لإحدى وسائل الإعلام العالمية، أشارت إلى أن حلمها بأن تصبح متزلجة فنية محترفة، بدأ في عمر الثانية عشر، بعد أن شاهدت فيلم "أميرة الثلج"، حيث أحبت هذه الرياضة الغير مألوفة نوعاً ما على مجتمعاتنا العربية والخليجية تحديداً، وأصبحت من أشد المتابعين لها، وبدأت بالتدرب على هذه الرياضة.

وتعتبر زهراء لاري، أول متزلجٍة فنيّة إماراتية وخليجية على مستوى العالم، كما أنها أول فتاة محجبة تشارك في تاريخ التزلج على الجليد، وتشارك في المسابقات الدولية، حيث شاركت في التصفيات المؤهلة لمسابقة الألعاب الأولمبية الشتوية التي ستقام العام المقبل في كوريا الجنوبية، وتنافست خلال هذه التصفيات مع عدد من أبرز وأشهر المتزلجين الإستعراضيين في العالم.


أما عن هذه الرياضة والحركات الإستعراضية الرشيقة التي تحتويها، فتؤكد اللاعبة الإماراتية زهراء لاري بأن هذه الحركات ليست وليدة اللحظة أو ارتجالية، بل هي نتاج لتدريب كبير وتنسيق مُسبق مع أشخاص يصممون هذه الرقصات والحركات، وتضيف بأنها هي من تختار الموسيقى التي تريد الرقص عليها، وتعمل مع مصمم الرقصات للوصول إلى شكل نهائي منسجم بين الموسيقى والحركات، إلى جانب العمل مع المدربة على تحديد التفاصيل التقنية ليخرج العمل بشكله النهائي على الساحة الجليدية، وتشير زهراء إلى أن هذه الرياضة تعتمد بشكل كبير على التقنية والعلم، وتتطلب عملاً كبيراً ومجهداً.

أما عن اختيار زهراء لهذه الرياضة الغير مألوفة في دول الخليج، خاصة في ظل مناخ الإمارات الصحراوي والحار، فتبين أن الوصول إلى القبول الإجتماعي يعد تحدياً مهماً، بالإضافة إلى تحدي إيجاد الدعم المادي لرياضة غريبة على مجتمعاتنا، وتضيف زهراء أن من الأمور التي ساعدتها في مشوارها هذا، هو تطور الرياضة النسائية في منطقة الخليج، خاصة بعد مشاركة لاعبتين أولمبيتين سعوديتين في ألعاب لندن الأولمبية في العام 2012، هما سارة عطار ووجدان خاني، إلى جانب السباحة القطرية ندى عرقجي.

وتعد أكادمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية الراعي الأساسي لزهراء، وتؤكد المتزلجة الإماراتية بأن الأكاديمية تقدّم جهوداً كبيرةً لدعم الرياضات النسائية، مثل إقامة كأس أكاديمية فاطمة بنت مبارك للتزلج الإستعراضي على الجليد سنوياً والذي انطلق في العام 2015، كما تنظم مؤتمر أبوظبي الدولي لرياضة المرأة للعام الرابع، وتنظيم الفعاليات الرياضية المخصصة للنساء.

وبعد تجربة ابنتهم الناجحة، قامت عائلة زهراء بتأسيس "نادي الإمارات للتزلج"، وهو أول نادٍ للتزلج على الجليد في البلاد، وذلك في مدينة زايد الرياضية في العاصمة أبوظبي، والجدير بالذكر أن زهراء كانت قد ظهرت في إعلانٍ لعلامة "نايكي" العالمية المتخصصة بالمنتجات الرياضية بعنوان "إيش حيقولوا عنك"، والذي يشجّع النساء على المثابرة لتحقيق التفوّق الرياضي وعدم السماح للآراء المناهضة بالتخفيف من عزيمتهم.