عندما يكون التفكير أمراً مرضياً

إذا بدأتم تفقدون شهيتكم على غير المعتاد

من المتعارف عليه أن الشيء إذا زاد على حده قُلب ضده، قِس على ذلك كل شيء، فدائماً خير الأمور الوسط. وللأسف، هناك الكثيرون عندما تواجههم مشاكل الحياة بلطمة قوية، أو مشكلة جسيمة، يعمل تفكيرهم فوق الحد المطلوب أو المسموح؛ حتى يصبح التفكير لديهم أمراً مرضياً يؤثر على حالتهم النفسية، ثم سلوكهم وطريقة تعاملهم.

وهنا نتوجه بالسؤال للاستشاري النفسي منتصر نوح: متى يكون التفكير أمراً مرضياً وحالة مرضية لصاحبها؟ والذي أجاب قائلاً: لكل منا طريقته في التفكير لحل ما يواجهه من مشاكل، فهناك من يفكر بصورة إيجابية خارج صندوق المشكلة ليرى أبعد ما فيها بعد ذلك، وهناك من يفكر بحدود المشكلة، ومنا من يفكر بطريقة سلبية حتى ينغمس أكثر في المشكلة، ليس هذا فحسب، فهناك أشخاص يصبح التفكير لديهم يصيبهم بحالة من الهوس والمرض، ويظلون يفكرون ويحللون كل كلمة وإيماءة، ويدخلون في دائرة مغلقة من التفكير التي تكون محصلة حلها صفراً، فمتى أعزائي تعلمون أنكم أصبحتم مرضى بالتفكير؟ تعلمون ذلك إذا حدث لكم ما يلي:

- إذا كان تواجدكم وسط الأشخاص غير فعال، وأنتم موجودون بالجسد فقط، وعقلكم يفكر في أمر ما يجعلكم لا تستمعون إلى الأحاديث المتبادلة، وتصبحون دائماً شاردي الفكر وسط التجمعات، هنا اعلموا بأنكم على حافة مرض التفكير.

- إذا أصابكم الأرق أثناء النوم، ورغم إجهادكم لا تستطيع عيونكم أن تغفو، وإن غفوتم بالفعل، يظل عقلكم يفكر في حل المشكلة، فهذه علامة من علامات المرض بالتفكير.


- إذا بدت عليكم علامات الاكتئاب وعدم الرغبة في التواجد وسط التجمعات، ولديكم رغبة في الانطواء والجلوس بمفردكم، فيكون أحد أسباب ذلك التفكير الزائد عن الحد.

- إذا وصل الأمر بكم إلى تحليل المشكلة بأكثر من طريقة، وتفنيد كل المؤثرات بتلك المشكلة ومراجعتها أكثر من مرة مع عدم الوصول لحلول جديدة، فهذا يعني أنكم مصابون بداء التفكير.

- إذا قل أداؤكم بالعمل، واهتمامكم بمنظركم، فهذا يعني أن هناك مشكلة تفكرون فيها كثيراً إلى حد المرض.
- إذا لم تقبلوا النقاش مع أحد، وتتمسكون برأيكم وأسلوبكم في علاج المشكلة دون السماع لحلول أخرى والتفكير فيها أيضاً، فتلك إحدى علامات مرض التفكير.

- إذا تحولتم إلى أشخاص عصبيين غير قادرين على التحكم بحالتكم النفسية أو مشاعركم، فهذا يعني أن هناك ضغطاً زائداً على عقولكم؛ بسبب التفكير.
- إذا بدأتم تفقدون شهيتكم على غير المعتاد، فتلك علامة لإصابتكم بداء التفكير.

- نسيانكم لبعض المعلومات والأسماء سببه الجهد الزائد في التفكير وانشغالكم بفكر معين ليل نهار وصلتم به إلى حد المرض.

تلك هي علامات الإصابة بمرض التفكير، فعندما يزيد الأمر على حده، تتعطل العديد من الأمور لديكم؛ لأنكم تصبون كافة طاقاتكم وجهودكم في التفكير بأمر ما، فإذا وصلتم إلى هذا الحد، عليكم بالتوجه سريعاً إلى أحد الأشخاص الذين تثقون بهم لمساعدتكم، والأخذ بأيديكم، والتفكير معكم بصوت عالٍ، حيث إن الأشخاص الموجودين بالمشكلة يكون جزء من تفكيرهم مشلولاً وغير قادر على التوجه والتحرك بالشكل السليم، ويتوجب على أحد مساعدتهم للخروج من دائرة المشكلة، فتفكيرهم سيكون أكثر نضجاً وأدق وأفضل.