رانيا نشار: المرأة السعودية ستصبح وزيرة

رانيا نشار
رانيا نشار
رانيا نشار
3 صور

شهد عام 2017 نقلات تاريخية للمرأة السعودية، حيث حظيت في العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بتقلد العديد من المناصب القيادية والإدارية رفيعة المستوى، لتشهد خارطة المال والأعمال المستقبلية قفزة نوعية لصالح المرأة، التي تقلدت مؤخراً مناصب قيادية كانت حكراً على الرجال، ومنها: منصب الرئيس التنفيذي على مستوى القطاع المصرفي السعودي لمجموعة "سامبا المالية" من نصيب رانيا نشار إحدى أبرز الشخصيات القيادية النسائية في السعودية، والتي لفتت الأضواء إليها مطلع العام الحالي كأول سعودية تصل إلى هذا المنصب الرفيع في مصرف سعودي.

"سيِّدتي" كان لها هذا الحوار الشيق مع السيدة رانيا نشار، والتي فازت بجائزة "سيدتي" للتميز والإبداع في دورتها الأخيرة، لتتحدث عن تجربتها الشخصية في ساحة المال والاقتصاد، وعن الدور الذي يلعبه العنصر النسائي السعودي في مجال المال والأعمال.

بدايةً، كيف جاء اختيارك لهذا المنصب الرفيع كأول سيدة سعودية تتولى قيادة بنك محلي؟
هذا الاختيار جاء نتيجة ثقة مجلس إدارة المجموعة، وعلى رأسه الأستاذ عيسى بن محمد العيسى، بقدرات المرأة السعودية، ويعكس توجهاً جديداً لدى قيادة المجموعة ينسجم مع توجهات القيادة الحكيمة في السعودية بتعزيز دور المرأة ضمن قطاعات الأعمال، لاسيما في ظل ما يحفل به المجتمع السعودي من كفاءات نسائية قادرة على تولي أرفع المناصب وتحقيق التغيير الإيجابي المنشود، ومع ما يحمله هذا الاختيار من فخر واعتزاز على الصعيد الشخصي، إلا أنه يضعني في الوقت نفسه أمام تحدٍّ إضافي على اعتباري أمثل المرأة السعودية عموماً في تجربة تعتبر الأولى من نوعها، وأرجو من الله العزيز القدير أن يمنحني القدرة على خوضها بنجاح.

عشرون عاماً قضتها رانيا نشار في "سامبا"، كيف أثقلتك مهنياً؟ ومن كان له الدور الأكبر فيها؟

أرى أن مسيرتي المهنية في "سامبا" أكسبتني مخزوناً ثرياً من الخبرة والتجربة العملية المميزة، لاسيما أنني أنتمي إلى مجموعة مالية عريقة تتمتع بسمعة مرموقة وإمكانات عالية وشبكة علاقات وأعمال واسعة، الأمر الذي مكنني من امتلاك العديد من الأدوات والمهارات الاحترافية وسعة الاطلاع والاحتكاك المباشر بمراكز صناعة الأعمال في عالم المصارف، وتمكنت خلال تلك المسيرة من التدرج في العديد من المواقع، التي كان لكل منها أثرها المباشر في صقل مهاراتي المهنية والمعرفية، ولا يفوتني هنا أن أشيد ببيئة العمل الإيجابية والمحفّزة التي تتمتع بها "سامبا"، والتي كانت على الدوام جاذبة للكفاءات والخبراء، فضلاً عن الدعم والمساندة غير المحدودة التي توفرها الإدارة العليا للعاملين، وما تبديه من حرص على تشجيع الابتكار.

خرجت من ثوب "أبي" وتأثرت به
أنت أول سيدة سعودية تتولى منصب الرئيس التنفيذي في بنك تجاري، فإلى أي درجة يرتبط هذا الإنجاز في حياتك بانتمائك إلى عائلة تمتهن هذا المجال؟
لاشك أن أسرتي كانت على الدوام الداعم الأول والمؤثر الأكبر في مسيرتي الدراسية والمهنية، ولا أستطيع التكهن بمدى تأثري بمجال عمل والدي في تحديد مساري العملي، لكنني سأبقى أعتبر والدي مثلي الأعلى، الذي طالما كان لي خير عون وسند في مسيرتي العلمية والعملية.

تجاهل دور المرأة أصبح من الماضي
تتجه السعودية اليوم نحو "تمكين المرأة"، ما رأيك بهذه الخطوة؟
كما أشرت سابقاً إن تجاهل دور المرأة في الدفع بعجلة التنمية والنهضة أصبح من مفاهيم الماضي، ومبادرات تمكين المرأة بما تحمله من أبعاد نفسية واجتماعية واقتصادية وحقوقية هي إحدى الخطوات التي تصب في هذا الاتجاه، وتعكس إرادة صلبة لتحفيز مكانة ودور المرأة في المجتمع.

هل أرسيت أسساً جديدة في منصبك أم مازلت تسعين إلى إضافة ما يميز بصمتك؟
ما أسعى إليه منذ تولي موقعي الجديد هو البناء على ما تم تحقيقه من إنجازات خلال مسيرة "سامبا" العريقة في السوق، والتحدي الذي يفرض نفسه يكمن في كيفية الحفاظ على السجل الحافل من النجاحات التي تمكنت "سامبا" من بنائها خلال الفترة الماضية، والعمل على إثرائها بالمزيد من النجاحات والإنجازات الجديدة، وذلك من خلال استثمار الإمكانات الكبيرة والمكانة المرموقة التي تتمتع بها "سامبا"، وتوجيهها نحو المسارات الصحيحة.

ما نظرتك لرؤية 2030 ودور القطاع المصرفي في تبني الكوادر النسائية في إطار هذه الرؤية؟
رؤية 2030 هي بوابة عبور السعودية نحو المستقبل، وتمثل خارطة الطريق لوضع السعودية على المسار والاتجاه الذي تستحقه بناءً على ما تتمتع به من إمكانات، ومن مكانة دولية مرموقة ووضع جيوسياسي واقتصادي يؤهلها لتحجز موقعها ضمن دائرة الدول المتقدمة، والرؤية تمثل جواز المرور لتحقيق تلك التطلعات، وأعتقد أن القطاع المصرفي له دوره المحوري في ترجمة آفاق تلك الرؤية، التي ستتمخض عنها حزمة واسعة من المشاريع العملاقة والبرامج التنموية، وسيكون أمام القطاع المصرفي الكثير لتقديمه في هذا المجال، سواء على مستوى كوادره الرجالية، أو النسائية، فاليد الواحدة لا تصفق.

لا أستبعد منصب الوزيرة للمرأة السعودية
ما أبرز السلبيات التي تعاني منها المرأة في العمل المصرفي؟
بيئة العمل المصرفي قد تكون أكثر بيئات العمل ملاءمة وتحفيزاً للمرأة السعودية، تضاف إلى ذلك التجربة المبكرة التي قطعتها البنوك السعودية في هذا الجانب، وسعيها المتواصل لتوسيع فرص العمل أمام المرأة، وهي من أعلى النسب في سوق العمل في السعودية بين مجموع العاملين في البنوك السعودية، إلى جانب تولي العديد من السيدات لمواقع قيادية في الصفوف الأولى لتلك البنوك، ونحن متفائلون بما يحمله المستقبل.

هل أحدث ارتقاؤك المهني أي تغييرات في شخصيتك؟
أرجو أن يكون التغيير إيجابياً، لكن وبكل تأكيد فإن تولي منصب قيادي يضع الإنسان أمام مسؤوليات أكبر وتحديات أوسع.

هل سنرى السيدة السعودية تتقلد يوماً ما منصب وزير؟
لا أستبعد ذلك على الإطلاق، خاصة أننا ننعم بقيادة حكيمة نصيرة للمرأة ومؤمنة بدورها وبطاقاتها.

نحن أمام عهد جديد في السعودية
هل هناك مؤشرات على حدوث تحول ثقافي حقيقي في السعودية مؤخراً؟
التطورات والقرارات والتوجهات التي حدثت تؤكد أننا أمام نقطة تحول في السعودية نحو عهد جديد من الانفتاح والتقدم نحو الأمام، والتحول الذي نتحدث عنه ليس ثقافياً بقدر ما هو معرفي ويتعلق بتطور مستوى الوعي، وهذا التحول هو نتاج طبيعي لتجارب وحراك اجتماعي على مدى سنوات طويلة.
لمتابعة الحوار بشكل موسع تابعي العدد الجديد من مجلة سيدتي في الأسواق