ربما تتعرضين خلال تجربتك المهنية إلى العديد من المعوقات، البعض منها يعود إلى عدم تمكين تلك الوظيفة من استخراج كافة قدراتك وعدم صقل مهاراتك ووضعها قيد التنفيذ في مشاريع تعود عليك بالخبرة وتثري المنظمة من جانب آخر.
لذا فالبعض يُقدم على نقلة مهنية بكل شجاعة إلا أنّه يفشل في نهاية الأمر لعدم استيفائه متطلبات تلك المرحلة.
صانعة المحتوى الكاتبة والمهتمة بمجال تطوير الأعمال وتكنولوجيا التعليم "هيفاء القحطاني"، تخبرنا عن بعض الخطوات التي ينبغي التخطيط لها قبل النقلة.


بينت القحطاني أنه قبل البدء في التفكير بالاستقالة أو الهروب من الوظيفة، ينبغي عليكِ وضع خطة تشمل أربعة مراحل وهي كالتالي:


1- تحليل الوضع الحالي
2- التفكير في المستقبل والنقلة
3- إعادة تعليب نفسك
4- القفز
المرحلة الأولى: لكي يقوم الفرد بتحليل الوضع الحالي، ينبغي عليه القيام بستة خطوات وهي كالتالي:
1- صممي يومك بشكل مثالي، لأن الفرد يقضي في العمل ٨ ساعات يومياً، ومع احتساب وقت للتنقل تكون تسع ساعات، ومع إضافة ٨ ساعات نوم، يتبقى من اليوم ٧ ساعات، ما الذي يمكنكِ فعله في ٧ ساعات؟، هذا السؤال يمثل الخطوة الأولى التي تقود إلى الخطوة الثانية وهي اختيار الأمور التي تتخيلين دوماً أنّكِ تقومين بها وابدئي بممارستها ولو لفترات قصيرة تدريجياً، فنحن نشعر بحاجتنا الدائمة لتحقيق شيء، إنجاز مشروع، مساعدة الآخرين أو كتابة عمل إبداعي، هذه الحاجة ستصنع يومنا لو تحققت.


2- أعطِ الأشياء قيمة على ميزان السعادة، فمع ضغوطات العمل والاحتراق الذاتي نغفل عن الأمور التي تشعرنا بالبهجة، لذا عودي لكل التفاصيل اليومية وقومي بتقييمها بحسب مقدار السعادة من خلال الأرقام أو تدوينها كقائمة ومن ثمّ تأملها.


٣– انتبهي لما يزعجكِ في عملكِ الحالي، هل هو الفريق الذي تعملين معه أم المهامّ التي تُكلفين بها؟، ملاحظة هذه الأمور ستعطيكِ فكرة عن المَخرج الذي تبحثين عنه، هل تتركين الوظيفة تمامًا أم ستعالجين المنغصات وتبقين؟.


٤– تعاملي مع بحثكِ عن عمل جديد وكأنها مهمة محقق بوليسي، ابحثي في قدراتك ومهاراتك وسماتكِ الشخصية، وكل ما تحبّين العمل به دون أن تشعري بالملل والإحباط.


٥– لا تفكّري في أبدية، فكري في ثلاث أو خمس سنوات قادمة فقط.


٦– اصنعي خطة انتقالية من خلال التأمل والدراسة لرؤية واضحة.


المرحلة الثانية: التفكير في المستقبل والنقلة:


١– خلال بقائك في مكانك الحالي، تعاملي مع الثبات والانزعاج بطريقة ايجابية.
٢– مرحلة البحث عن وظيفة أخرى ينبغي أن يوزع مجهودها على الجوانب التالية:


- وسّعي دائرتك الاجتماعية وتواصلي مع أشخاص قد يفيدونك في الوصول لفرص وظيفية جيدة، أو يساعدون في تطوير بعض المهارات.
- المهارات تُبنى بالتدريب والتعلم، والشبكة الإلكترونية خير وسيلة في عصرنا اليوم.
- زيارة معارض التوظيف والفعاليات التي تربط الباحثين عن العمل بجهات متنوعة، بالاضافة إلى مواقع التوظيف والتواصل المباشر مع بعض الجهات التي تستهدفينها.


المرحلة الثالثة: إعادة تعليب أنفسكم "Repackage Yourself"


تعلّمي مهارات حديثة يحتاجها السوق، اسلكي طرق أخرى، على سبيل المثال أعيدي صياغة عدة سير ذاتية، بنفس الخبرات والشهادات التعليمية إلا أنّ طريقة ترتيب المهارات والتفاصيل مختلفة لكلٍ منها، كذلك يمكنك استخدام برنامج لينكدن لصياغة سيرة ذاتية محترفة بدلاً عن الطرق القديمة.


المرحلة الأخيرة: القفز


هي من أكثر المراحل حاجة للشجاعة والتركيز والراحة، لأن أي قرار تقفزين إليه بدافع الاحتراق والتعب وتشوش الأفكار ستندمين عليه لاحقًا.