فيديو.. هروب حقيقي من السجن يفوق الأفلام السينمائية ذكاءً

رضوان فايد مطلوب للشرطة الدولية الأنتربول
عناصر الشرطة خلال عملية البحث
السجن الذي هرب منه فايد
رجل العصابات الشهير رضوان فايد
الفايد والطائرة التي هرب بها
الطائرة لتي نُفذت بها عملية الفرار
رضوان فايد مع أحد كتبه
العثور على الطائرة محترقة
9 صور

من المؤكد أن معظمنا يشاهد ويستمتع بأفلام الحركة التي تعرض هروب المجرمين من السجون المغلقة والشديدة الحراسة، وربما تدهشنا إلى حد الإعجاب بها، تلك الأفكار الذكية والماكرة التي يستعين بها هؤلاء المجرمون – الممثلون – في خطة الهروب، وربما تجعلنا نتساءل عن مدى الذكاء والحنكة التي يحملها هؤلاء الأشخاص، لكننا نظل مدركين أنها مجرد أفلام خيالية، وأنها من نسج مخيلة المؤلف، ولكن هل من الممكن أن تحدث تلك الخطط الفائقة الذكاء في الحياة الحقيقية؟

المجرم الفرنسي الخطير، وأحد أكثر رجال العصابات شهرة في فرنسا «رضوان فايد»، يجيبنا عن هذا السؤال، وذلك بعد أن استطاع الفرار من السجن بخطة ماكرة للغاية، تماماً كتلك التي تُعرض في الأفلام السينمائية الشهيرة، بعملية هروب لم تأخذ الكثير من الوقت، وأيضاً لم يتم إطلاق رصاصة واحدة، ولم تنزف قطرة دم صغيرة خلالها.

وحدثت عملية الهروب الخيالية هذه، يوم الأحد الفائت 1 تموز / يوليو 2018، عندما تمكن عدد من الأشخاص الذين يحملون أسلحة ثقيلة، من تهريب السجين رضوان فايد من أحد السجون في جنوب العاصمة الفرنسية باريس، وكان ذلك عبر طيارة «هليكوبتر» صغيرة هبطت على أرضية السجن، وأخذته إلى الخارج، وذلك خلال تمضيته عقوبة بالسجن لفترة طويلة، إثر قيامه بعملية سطو مسلح فاشلة خلال العام 2010، راحت ضحيتها شرطية من عناصر الأمن قبل القبض عليه.

وكانت وكالة «رويترز» العالمية، قد نقلت عن مصادر أمنية في فرنسا، أن رضوان فايد، كان له تاريخ طويل في عالم الجريمة والسرقة على وجه التحديد، وأنه كان قد سبق وأن اعترف بأنه استلهم العديد من عمليات السرقة التي نفذها من أفلام شهيرة بـ«هوليوود»، مثل «سكار فيس» و«هيت»، فهو يرى بأنها تحمل أفكاراً مذهلة للقيام بجرائمه.

وحول تفاصيل عملية الهروب الذكية من السجن، تتابع «رويترز» في نقلها عن المصادر الأمنية الفرنسية، أنه كان في يوم الأحد الماضي، قد وصل إلى مدخل السجن ثلاثة رجال مسلحين ومدججين بأسلحة ثقيلة، وطالبوا بإطلاق سراح «فايد»، وكان ذلك بهدف تشتيت الانتباه لما سيقومون به لاحقاً، إذ أنه وفي الوقت نفسه، هبطت طائرة «هليكوبتر» صغيرة في ساحة السجن المذكور، وقام المسلحون بأخذ «فايد» من غرفة الزيارة التي كان موجوداً بها، ثم فرُّوا هاربين بالطائرة، وأكدت المصادر الأمنية بأنه وخلال هذه العملية لم يُصَب أي أحد.

بعد نجاح عملية الهروب، وخلال قيام رجال الأمن بالبحث عن السجين الفار، تم العثور على طائرة الـ«هليكوبتر» محترقة شمال العاصمة باريس، ورجح رجال الأمن بأن المسلحين كانوا قد أخذوا قائدها رهينة لحين تنفيذ مخططهم، وكان أحد المسؤولين في وزارة الداخلية الفرنسية، قد صرح لوسائل الإعلام قائلاً: «نتخذ كلَّ الإجراءات لتحديد مكان الهارب، والبحث عنه لا يزال مستمراً».

فيديو عملية الفرار الذكية من السجن:

والجدير بالذكر، أن عملية الفرار هذه من السجن، ليست الأولى التي يقوم بها رجل العصابات الشهير «رضوان فايد»، وكان قد سبق له الفرار من أحد السجون خلال العام 2013، وحينها احتجز أربعة حراس كرهائن، قبل أن يقوم بتفجير طريق للخروج من السجن مُستخدماً الـ«ديناميت»، إذ تمكن من الفرار بإحدى السيارات التي كانت تنتظره بالخارج، إلا أن الشرطة استطاعت أن تلقي القبض عليه بعد قرابة ستة أسابيع من فراره، وكان مختبئاً في أحد الفنادق برفقة واحد من شركائه، حينها، ووَصَفَ «إشعارٌ أحمر» من الشرطة الدولية الـ«إنتربول» - وهو أشبه بأمر اعتقال دولي – رضوان فايدَ بأنه خطر.

ويبدو بأن قصة هروب رضوان فايد الأخيرة من السجن، ليست وحدها التي تشبه الأفلام السينمائية، بل هو نفسه كذلك يشبهها، إذ أنه خلال العام 2009، وبعد أن أطلقت السلطات الفرنسية سراحه وخرج من السجن، تم وضعه تحت المراقبة الشديدة، وتمكن فايد من إقناع الجميع بمن فيهم الشرطة نفسها، بأنه قد تغير فعلاً، وأصبح مشهوراً للغاية، حيث أصبح يظهر في الكثير من البرامج التلفزيونية، بالإضافة إلى قيامه بتأليف وإصدار عدد من الكتب التي تحكي عن تاريخه، وكيف كان قد تحوّل إلى مجرم في ضواحي باريس.

حتى أن فايد كان قد تناول في أحد هذه الكتب، نشأته الأولى في الأحياء الفقيرة بإحدى ضواحي العاصمة الفرنسية، وكيف تحول إلى الإجرام بسبب حياته تلك، وأكد فايد في كتابه حينها، بأنه ترك العمل الإجرامي وتخلى تماماً عن عالم اللصوصية والسرقة، وأنه قرر أن يصبح إنساناً مستقيماً، ومنذ صدور ذلك الكتاب له، يلقب رجال الأمن فايد بـ«الكاتب»، ولكن قد تكون مسألة هروبه المتكرر من السجن بهذه الطرق السينمائية، أكثر واقعية من فكرة إصلاحه ورجوعه إلى الحياة الطبيعية، فسرعان ما عاد رجل العصابات الأشهر في فرنسا، إلى حياته السابقة في عالم الجريمة.