التعارف عبر ألعاب الفيديو، تنوع ثقافي أمّ مدخل للوحدة والاكتئاب؟!

وفاء عمر - مصممة جرافيك
ألعاب الفيديو قد تؤدي إلى اكتئاب حاد
الأخصائي النفسي دكتور عبدالرحمن بحاري
مشاهد العنف المتكرر تخلق شخصية غير سوية
عمل جماعي وتحديات شيقة
المستشار الأسري والاجتماعي صادق ياسين
7 صور

بلا شك أنّ ألعاب الفيديو كغيرها من الأمور التي استحدثتها التقنيات في القرن الحالي، وبتطور أنواعها أصبح البعض منها يستهدف التواصل مع أشخاص من دول شتّى حول العالم، ولكن ما مدى تأثير هذا الاتصال الافتراضي، هل يوّسع من دائرة العلاقات الاجتماعية للفرد أم أنّه قد يُصيبه بالوحدة؟!

مؤخراً لجأت بعض الشركات لإنتاج ألعاب فيديو تستهدف فئة البالغين، وتهدف إلى تخليص الفرد من الاكتئاب والشعور بالوحدة، فانتشرت العديد من هذه الألعاب والتي كانت أبرزها «Life Is Strange» بأجزائها المختلفة التي تهدف إلى التواصل مع شخصيات أخرى من خلال السفر عبر الزمن والتعامل مع التحديات الاجتماعية التي يتعرض لها اللاعب، كذلك لعبة «Love and Producer» والتي انتشرت على نطاق عالمي وهي بمثابة مباراة عاطفية يقوم اللاعب أو اللاعبة فيها بإنجاز بعض المهام للحصول على بعض النقاط على هيئة ألماس وبطاقات، ومن ثمّ إنفاقها في سبيل الحصول على موعد غرامي.
في هذا السياق التقت «سيدتي نت» ببعض الأفراد والأخصائيين ليطرحوا آراءهم حول البُعد النفسي والاجتماعي لهذه الألعاب.

عمل جماعي وتحديات شيّقة
تعتقد وفاء عمر، 31 عاماً، مصممة جرافيك، أنّ هذا النوع من الألعاب يعطي الإحساس بالانتماء لمجتمع صغير من أشخاص لهم ذات الاهتمامات حتى وإنّ كان اللعب في فرق متنافسة، كما أن اللعب حين يكون مباشراً يزيد من الإثارة والحماس، وتتطلب بعض هذه الألعاب عملاً جماعياً للفوز ما يخلق تحدي شيّق خاصة مع اختلاف الدول واللغات، وذكرت أنّها بقيت على تواصل لعدة سنوات مع فريق من لعبة «Unreal Tournament» بعد تجربة ممتعة جمعتهم.
ثقافات مختلفة
صالح بالحمر، 19 عاماً، طالب جامعي، أوضح أنّ إحدى الألعاب الإلكترونية أضافت له بُعداً ثقافياً ثرياً، حيث كان يُخصص هو وأصدقائه وقتاً مستقطعاً للتعرف على أشخاص وثقافات مختلفة.

الرأي الاجتماعي
ويرى المستشار الأسري والاجتماعي «صادق ياسين» أنّ هذا النوع من الألعاب قد يساهم في تعلم اللغات والإطلاع على معارف وثقافات أخرى إلا أنّها في المقابل تجرّ الكثيرين منها إلى عالمها الخاص حيث يندمج الفرد لدرجة الانغماس في العواطف والمشاعر وينسلخ عن مجتمعه الحقيقي ويعيش في حالة من الأوهام والخيال ومن ثمّ يعتاد على العزلة واللامبالاة، والبعض منها تحتوي على مشاهد العنف والقتل بشكل مبالغ به فتصنع شخصية غير سويّة، وأخيراً التواصل الفعّال يتطلب مهارات لا يُمكن اكتسابها افتراضياً.

الرأي النفسي
ويخبرنا الأخصائي النفسي الدكتور/ عبدالرحمن بحاري، عن رأيه فيقول: «الألعاب الإلكترونية تبدأ بالتسلية والتعمق فيها يقود إلى عالم مجهول، لذا ينبغي على كل فرد يرغب باكتشاف لعبة أنّ يكون اكتشافه موجّه بهدف، لأنّه بعد مرور فترة من الزمن سيصبح حبيساً بداخل هذه اللعبة، وقد تنشئ جرّاءها شخصية «سيكوباتية» مضادة للمجتمع، لأنّ بعض اللاعبين يريد الانتقام من أولئك الذين انتصروا عليه، كما أنّ بعض الألعاب تظهر فيها الشخصيات المتنمرة الذين يرسلون الكلمات النابية للشخص الخاسر أو يجبرونه على التنازل عن نقاط أو مبالغ افتراضية، لذا فالبعض لا يتحمل تلك السلوكيات فيتولد لديه ضعف الثقة بالنفس، وقد يدخل في موجة الاكتئاب التي تحمل معها تقلبات مزاجية وسرعة نبضات القلب وضيق الصدر والتوتر والبعد عن الأنشطة الاجتماعية حتى في المنزل، وقد يتطور ليصبح اكتئاباً حاداً، أما مهارات التواصل فهناك دورات تدريبية ومراكز متخصصة لذلك».