اكتشاف تاريخي في السعودية عمره أكثر من 190 ألف عام

إنسان الهومو عاش هنا قبل 190 ألف عام
من الأدوات الحجرية التي عثر عليها
العالمة إليانور سكيري في الموقع الأثري
من مكان التنقيب في الموقع
من مكان الاكتشاف الأثري
تعبيرية لإنسان الهومو
6 صور

أعلن عدد من علماء الآثار، أنهم تمكنوا من اكتشاف المئات من الأدوات الحجرية البدائية في المملكة العربية السعودية، والتي تشير إلى وجود أسلاف من البشر كانوا قد عاشوا في الفترة نفسها التي عاشت فيها أنواع من إنسان الـ«هــومــو» الأول في المنطقة، وذلك منذ ما يقارب الـ190 ألف عام.
وبحسب موقع «روسيا اليوم»، نقلاً عن صحيفة الـ«ديلي ميل» البريطانية، فإن علماء الآثار كانوا قد أعلنوا بأنهم اكتشفوا أكثر من 500 أداة حجرية في منطقة «صفاقة»، الواقعة في جنوب شرق محافظة «الدوادمي» قرب العاصمة السعودية الرياض، وأشار العلماء بأن القطع التي تم العثور عليها هناك، كانت قد صُنعت على الطراز الـ«أشوليني Acheulean»، الذي يعرف بأنه كان قد ازدهر قبل حوالي 1.5 مليون عام تقريباً، ويُقال إنه التقليد الأطول لصناعة الأدوات في تاريخ سلالتنا البشرية.
كما بيّن العلماء أن هذا الموقع من الممكن أن يكون من بين أصغر المواقع الـ«أشولية» التي عثر عليها حتى الآن، ويُشار إلى أنه من المحتمل أن الإنسان الـ«هومو القديم»، قد صنع أدوات حجرية في هذا الموقع التاريخي، وأنه عاش على حافة المناطق الصالحة للسكن، حيث استفاد من المساحات الصغيرة «الخضراء»، كما يقول الخبراء.
ووفقاً لدراسة جديدة نُشرت في مجلة «التقارير العلمية»، «ساينتيفيك ريبورتس Scientific Reports»، فإن الموقع المركزي في السعودية، يعد هو أول موقع «أشولي» معروف في شبه الجزيرة العربية، ويقترح أن الأسلاف القدامى كانوا قد عاشوا هناك قبل 190 ألف عام، حيث ويقول العلماء أن سلالات الـ«هومو القديم» التي عاشت في المنطقة، استخدمت شبكة من الأنهار للتنقل إلى الجزيرة العربية. وفي ذلك الوقت، شهدت المنطقة القاحلة هطولاً غزيراً للأمطار، ولم تعد الأنهار موجودة الآن.
وفي تصريح للدكتورة «إليانور سكيري»، من معهد «ماكس بلانك» لعلوم التاريخ البشري، أدلت به لوسائل الإعلام قالت: «ليس من المفاجئ أن يأتي الأسلاف الأوائل إلى هنا لصنع أدوات حجرية، حيث كان الموقع مصدراً للمواد الخام». وتابعت «سكيري» تصريحها: «لقد انتشرت تلك السلالات عبر مناطق مليئة بالتحديات باستخدام التقنيات التي ينظر إليها عادة على أنها تعكس الافتقار إلى الإبداع والابتكار. وينبغي أن نتعجب من مدى مرونة هذه التقنية وتنوعها ونجاحها».
ومن جهته، قال البروفيسور «مايكل بتراغليا»، من معهد «ماكس بلانك» لعلوم الإنسان أن: «أحد أكبر الأسئلة التي تواجهنا الآن، هو ما إذا كان الأسلاف القدماء قد التقوا مع الهومو الحديث، وما إذا تم ذلك في السعودية. وسيتم تكريس العمل الميداني المستقبلي لفهم التبادلات الثقافية والبيولوجية الممكنة في تلك الفترة الزمنية الحرجة». ومن الجدير بالذكرـ أنه مع التقديرات الجديدة، يأمل العلماء في أن نتمكن قريباً من التوصل إلى فهم أفضل حول أسلاف الهومو في شبه الحزيرة العربية.