نجوى الجارالله.. من الفن التشكيليّ إلى تجميل السيِّدات

3 صور

مازال عالم المال والأعمال هو الأكثر جذباً للنساء، ويعدّ الانطلاق إلى ساحة العمل الحر من أهم ما يمكن اللجوء إليه حالياً من قِبل السعوديات، ومن مختلف التخصصات، والموقع الأكثر مناسبة وربحاً هو التجميل، الأمر الذي دفع بفنانة تشكيلية إلى العمل الحر، والاتجاه إلى مجال التجميل، لكن هل المال فقط ما كان وراء توجه نجوى الجارالله للعمل في صالونات التجميل؟ التَّفاصيل في هذا الحوار.

تحوّل البوصلة
* حدِّثينا عن تحوُّل بوصلتك من الفن التشكيليّ إلى التجميل؟
بدأت القصَّة من طفولتي عندما كانت والدتي تعلِّمني كيفيَّة الاعتناء بملابسي، وطريقة لبسي، وكيف يكون لي عطر خاص مفضَّل، وكيف أختار الشَّامبو، وأذكر أنني كنت أضع طلاء الأظافر كحب استطلاع، وكان أبي يعلم بوجودي عندما يشم رائحة الشَّامبو الذي أحرص على استخدامه، وكان دائماً يصفني بالمميَّزة، وبعدها أحببت الأناقة، وعشقت الجمال، وبشكل عام، أجد أنَّ الأناقة جزء من شخصيَّتي وثقافتي.

* ما الجديد الذي تقدِّمينه من خلال عملك الجديد؟
الجمال عامل مشترك بين التشكيل والمرأة، (وهناك صلة وثيقة بين الفن التشكيليّ والفن التجميليّ)، والفرق أنَّ الفنَّان التشكيليّ يعتني بلوحة فنيَّة، وتحويل الرسم إلى فن تجريديّ دون ملامح، وأنا أعتني بامرأة عصريَّة، كما أنَّ اللوحة يرسم فيها الفنَّان أجمل الخطوط والألوان، وكذلك المرأة تعتني أشد العناية بأن تكون في أجمل صورة دون تحوير ملامحها، ومن خلال دراستي الفنيَّة، وتجربتي العمليَّة اعتبرت المرأة لوحة جميلة.

* ما الرَّابط بين الفن التشكيليّ والتجميل؟
الإبداع سر نجاح الفنَّان، لذلك أجد أنَّ سر نجاحي يكمن في نظرتي الجميلة التي أرسمها بعناية فائقة على شفاه ورموش وأنامل المرأة، وهذا لا يعني بالضَّرورة التقليديَّة في المشروع، ولكن مهما وفَّرنا من أجهزة، ومنتجات تبقى اللمسات الإنسانيَّة التي أضعها على وجه المرأة هي الأساس، وهذا هو الرَّابط بين التّشكيل والتّجميل، حيث استحدثت بعض المنتجات الجديدة، خصوصاً المرتبطة بالعناية بالبشرة، مثل: منتجات البحر الميت الغنيَّة والمفيدة، وابتعدت عن المنتجات التي تضرُّ بالصحَّة، وحرصت على الالتزام بتوجيهات هيئة الغذاء والدواء، وهيئة المواصفات والمقاييس؛ للحفاظ على سلامة العميلة، وكذلك أدخلت نظام متابعة العملاء عبر مواقع التَّواصل الاجتماعيّ، وأؤمن بأنَّ العمل، مهما كان، لابدَّ أن يقدَّم للعميل بدقَّة، فالكثيرون يسعون إلى الرِّبح الماديّ دون أن يدركوا أهميَّة الحفاظ على العميل، وهذا الخطأ كان سبباً في خسارة مشاريع كبيرة.

* ما الصُّعوبات التي واجهتك في عملك الخاص؟
عدم وجود آلية سريعة لإنهاء التَّراخيص، والمستندات اللازمة في بداية المشروع، ولكون المشروع لديه ارتباط بأكثر من دائرة كالأمانة، والغرفة التجاريَّة، والجوازات، ومكتب العمل، والدفاع المدني، هذا يجعل سيِّدات الأعمال، أو المقبلات على العمل التجاريّ يصدمن بالواقع، وأتمنَّى أن تنشأ إدارة مستقلَّة تُعنى بكل هذه الإجراءات.

* من أهم الداعمين لك كسعوديَّة لتأسيس مشروعك؟
لن أنسى دور مشروع عبداللطيف جميل، فهم من أوائل من دعمني في المشروع، وكانت شروطهم جزءاً من نجاحي؛ لأنَّهم يعملون وفق معطيات، واشتراطات تجعل من مساهمتهم أمراً مهماً ومؤثراً.

* ما طموحاتك المستقبليَّة لتطوير عملك؟
طموحيّ المستقبليّ أن أنشئ أكاديميَّة دوليَّة في السعوديَّة للفنون التجميليَّة، وكذلك أن ننشئ في الأحياء الفقيرة مراكز تجميل للنساء اللاتي ليس لديهن القدرة على دفع تكاليف التجميل على أن يكون بمبالغ رمزيَّة، وأن نقدِّم مشروعاً متكاملاً لإدارة تعليم البنات بأن تكون الأناقة والجمال والماكياج منهجاً يدرس لطالبات الثانوي؛ لأنَّ الأناقة جزء مهم في حياة المرأة العصريَّة.