تكاد مسؤوليَّات المرأة في اليوم والليلة في بعض الأحيان لا تعد، ما بين مسؤوليَّاتها الاعتياديَّة في العمل.. وزيارة طارئة لمديرها.. واتصال من خادمتها تخبرها بارتفاع درجة حرارة صغيرها.. فضلاً عن مشكلتها الأخيرة مع حماتها التي تستوجب زيارة لبيت عائلة زوجها اليوم. تذكَّرت حين طالعت الروزنامة على سطح مكتبها أنَّ اليوم عيد ميلاد أختها الوحيدة.
وهكذا تتنقل المرأة من فكرة إلى أخرى طوال اليوم، ومن مهمَّة إلى غيرها من دون راحة، ما يُتعب المخ، ويقلل من قدرته على الاستيعاب؛ حتى تأتيها لحظات معيَّنة تشعر فيها وكأنَّ رأسها قد ينفجر أو يتعطَّل ويتوقَّف عن التفكير، وتجد نفسها بحاجة إلى أن تقوم بإعادة التَّشغيل كما في جهاز الكمبيوتر، وهذا الإحساس يظهر في عدَّة علامات، منها:
*عدم القدرة على التَّركيز
يقول أحد الباحثين في التأمُّل إنَّ الشَّخص الذي يعمل أو الموظَّف يقوم بتغيير النَّافذة على جهاز الكمبيوتر الخاص به 37 مرَّة في السَّاعة، والمطلوب من المخ أن يقوم بالتَّركيز والتَّعامل مع النَّافذة الجديدة بشكل مختلف، وتجميع أكبر قدر من البيانات والمعلومات لإنجاز مهمَّة معيَّنة، ومع سرعة التغييرات حوله والمطالب المستمرة والمتزايدة يبدأ أداؤه في التباطؤ، وعدم القدرة على القيام بما يريد مع انفلات الكثير من المعلومات وعدم فهمها.
* الشعور بالضَّغط
مع الضَّغط المتكرر والمستمر تبدأ ضربات القلب في الارتفاع مع ارتفاع ضغط الدَّم، ما يُشتت انتباه المخ، ويمكن أن يصدر قرارات خاطئة أو ردود أفعال انفعاليَّة مبالغ فيها تسهم في زيادة المشكلات.
فما الحل لإعادة التشغيل من جديد؟
قد تكون فكرة طلب إجازة من العمل أو من البيت وأعبائه غير متاحة على أرض الواقع، وفي هذه الحالات يلزمنا حلٌّ سريع، فما هو؟
الحل ببساطة لكلِّ ما سبق هو أن تقومي بعمل إعادة إنعاش للمخ عن طريق فعل «لا شيء». نعم، قومي فجأة من مكانك؛ حتى تعملي «لا شيء» لبعض الوقت، إذ يجب أن تحصلي على بعض الاسترخاء لمدَّة 10 دقائق كلّ ساعة، أو ساعة ونصف من العمل الشَّاق؛ حتى تعطي الفرصة للمخ بأن يتمالك نفسه من جديد، ويجب عليك ألا تفكِّري في شيء، وركِّزي على ألا تفكِّري في شيء، وليس من الضَّار أيضاً أن تقومي ببعض تمارين التأمُّل، وليس تأمُّلاً بمعنى التأمُّل، ولكن أن تجلسي في هدوء مع إغلاق العينين والحصول على بعض الاسترخاء، كما يمكنكِ أن تتحدَّثي مع صديقة قديمة عبر الهاتف، وتبادل بعض المواقف الطَّريفة من الذِّكريات، فهذا سيكون أيضاً أمراً ممتعاً، أو سماع بعض الموسيقى الهادئة، المهم أن تخرجي من الضَّغط الذي كنتِ تتعرَّضين له منذ قليل، وأن تفصلي كلّ تلك الأمور عنك؛ حتى تصبحي أكثر هدوءاً، ثم تعودي لاستكمال مهامك بذهن أكثر صفاءً.
دماغك أيضاً بحاجة إلى «Restart» وسط الضَّغوط
- ريادة أعمال
- سيدتي - شيماء إبراهيم
- 21 أبريل 2016