"غــوغــل" يحتفل بذكرى الميلاد الـ112 للشاعرة المصرية "جميلة العلايلي"

كانت الأديبة مي زيادة قدوتها في الأدب
من أهم رواد الحركة الأدبية النسائية في العالم العربي
الشاعرة والأديبة المصرية جميلة العلايلي
غوغل يحتفل بالعلايلة
الشاعرة الأولى والوحيدة في جماعة أبولو الأدبية
5 صور

لو كانت لا تزال بيينا اليوم، لكنا نحتفل بعيد ميلادها الـ 112 عاماً، كنا سنحتفل بأكثر من قرن وعقد كاملين من الشعر والإبداع. لكنها رحلت عن عالمنا قبل ذلك بكثير، رحلت في 11 نيسان / أبريل 1991 عن عمر ناهز الـ 84 عاماً، ولكن على الرغم من ذلك، تظل قصائدها وحالتها الشعرية المبدعة، خالدة وتعيش في دواخلنا ما حيينا، فـ"جميلة العلايلي"، ليس مجرد شاعرة وفقط، بل هي حالة من التمرد والحب وإثبات الكيان في عصر لم يكن للنساء فيه صوت.

ربما لا نجد الوصف الأنسب لهذا اليوم، فهل نحتفل نحن مع محرك البحث الشهير "غـوغـل" بذكرى ميلاد "جميلة العلايلي" الـ 112، والذي يُصادف الأربعاء 20 آذار / مارس 2019، أم أن العالم يحتفل معنا من خلال "غـوغـل" بهذه الشاعرة العربية المصرية الرائدة، التي كانت "الأولى" في العديد من الأشياء، والتي كسرت جليد القوالب الشعرية التي كانت شبه محرمة على النساء في عصرها. فمن لا يعرف العلايلي، فهي تلقب بـ"شاعرة الوجدان الأولى"، كونها أول شاعرة عربية تكتب في العاطفة والوجدانيات والحب، في وقت كانت كل هذ المشاعر محرم على النساء التصريح بها.

الشاعرة الـ"أبولونية" الوحيدة..
كانت جميلة العلايلي، التي ولدت في مدينة "المنصورة"، عاصمة محافظة "الدقهلية" في مصر، هي الشاعرة السيدة الوحيدة في "جماعة أبولو الشعرية"، التي كانت إحدى أشهر المدارس الأدبية وأهمها في الأدب العربي الحديث، والتي أسسها الطبيب والشاعر المصري الكبير "أحمد زكي أبو شادي". فاستطاعت "العلايلي"، أن تزاحم عالماً كان يسيطر عليه الشعراء الرجال فقط، لتكتب اسمها في التاريخ على أنها "الشاعرة الأبولونية الوحيدة والأولى" في الجماعة الأدبية التاريخية، وكان قد نُشر لها في "مجلة أبولو"، العديد من القصائد والمقالات الفكرية والأدبية.

بداياتها ودور الأديبة "مي زيادة"..
منذ بداياتها الأولى، جمعت العلايلي علاقة وثيقة جداً بالأديبة والكاتبة الفلسطينية – اللبنانية "مي زيادة"، التي تعتبر من الرواد النساء في الأدب العربي، ومن أبرز أسماء موجة الحداثة في الأدب العربي عموماً، والتي أخذت بيد الأديبة المصرية في مسيرتها الشعرية، حيث كان لتشجيعها وإرشادها الأثر الأكبر بحياة العلايلي، الأمر الذي دفعها للإنتقال والعيش في العاصمة المصرية القاهرة. وهناك تعرفت على جماعة "أبولو" الشعرية، وبدأت تكتب في مجلتها. وظلت "جميلة العلايلي" تحتفظ بفضل كل من وقف معها ومن بينهم الأديبة الفلسطينة "مي زيادة"، حيث سبق وقالت:
"مثلي الأعلى منذ وعيت في الأدب، أديبة الشرق النابغة مي زيادة. مثلي الأعلى في كفاحي الاجتماعي والوطني زعيمة النهضة النسائية هدى هانم شعراوى. مثلي الأعلى في الشعر رائد الشعر الحديث ومؤسس جماعة أبولو الدكتور أحمد زكي أبو شادي. ورغم تأثّري بهؤلاء فقد كان لي أسلوبي الخاص في كل كفاح قمت به بإلهام من الله".

واستمرت رحلة "العلايلي" الأدبية، حتى تمكنت خلال حقبة الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين الماضي، من أن تصنع لنفسها مكانة شعرية مهمة، وخلال العام 1949، أسست برفقة زوجها "سيد ندا"، مجلة أطلقا عليها اسم "الأهداف"، واستمرت العلايلي في نشر مقالاتها الشهرية في المجلة منذ إصدارها أول مرة وحتى العام 1975. وكانت مجلتها الأدبية والفكرية هذه، تهدف إلى الإصلاح والتذكير بالقيم والمثل وتناول قضايا الأخلاق والآداب ومنزلة الأمومة.

وخلال حياتها الأدبية، أصدرت جميلة العلايلي، ديوانين من الشعر، هما: "صدى أحلامي" و"نبضات شاعرة". كما أنها أصدرت عدداً من الروايات الأدبية المهمة، من بينها: "هندية"، "الراهبة"، "إحسان"، "تآلف الأرواح"، "الراعية"، "الناسك"، "جاسوسة صهيون"، "من أجل الله"، و"بين أبوين".

مقتطفات من شعرها..
من قصيدتها "حب المحال".. من ديوانها "صدى أحلامي":
"سلني مليك عواطفي المحبوبـا.. سَلْني عن الحُبِّ المُذِيب قُلوبا
حب " المحال " أصابَ مَعْقِل مهجتي.. فعرَفتُ فيه الصَفْو والتَّعْذيبا
يا حسرةً تُفني منــاهِلَ رغبــتي.. يا نزعةً تُحيي الفؤادَ طَرُوبا
إنِّـى أراه مـع الظلام كأنــَّه.. طيفٌ يلوح مع الحياةِ غريبــا
ويطوف بي شجْوُ الحنيـنِ كأنَّــني.. أفْنَيْتُ عُمرَ المُغرمين نحيبـا
لو أنَّ أحزاني تُطيع مدامعــي.. لرأيتَ دَمْعي في القريضِ صَبيبا
لو أنَّ بحر الحبِّ يأخذ مسرفاً.. ماءَ المَدَامعِ ما شكوْتُ سُكُوبـا
لو أنَّ ذاتكَ ما أرُوم وأبْتَغِـي.. مِنْ كُلِّ قلبٍ ما رجَوْتُ حَبيبــا
لكنَّني أهوى الفُنون لأنَّهــا.. تحْيا بمِشْكاةِ الخُلُودِ لَهِيبَـا
وأظلُّ أُفْتَن بالمُحَال لأنَّه.. رُوحُ الكمالِ فهل عَشِقْتُ عَجِيبَا".