"سيدتي" تلتقي الدكتور أحمد إسماعيل:هذه العوامل تزيد نضارة الجلد وحيويَّته

د. أحمد إسماعيل، أستاذ واستشاري أمراض النساء والتوليد، وخبير العقم العالمي في "كوينز كلينك" بلندن
2 صور

يتحدِّث الدكتور أحمد إسماعيل، في الحوار الآتي نصّه، عن جوانب هامَّة من المحاضرة التي ألقاها في "المؤتمر العالمي للأمراض الجلديَّة" أخيرًا، وتناول خلالها التغيُّرات الطارئة على جلد الأنثى منذ الولادة وحتَّى سنّ الشيخوخة.


ما هي التغيُّرات التي يمرّ بها جلد الأنثى، قبل سنِّ البلوغ؟
عند ولادة الأنثى، يكون جلدها نضرًا ومشدودًا، ويستمرّ على هذه الحال أثناء سنوات الطفولة، حيث تعتمد خلال هذه الفترة على الهُرمونات الأنثويَّة التي زوَّدها بها جسم الأمّ قبل الولادة. ولكن الأمر يتغيَّر، عندما تصل البنت إلى سنِّ البلوغ (بين سنِّ 12 و13)، حيث يبدأ المبيض بالعمل، ويفرز الهُرمونات الخاصَّة بها بعيدًا عن الأم، وعندها تبدأ تغيُّرات الجلد بالظهور.

ماذا يحدث في الجلد، بعد سنِّ البلوغ؟
هنالك الأنثى التي تمرُّ بسنِّ البلوغ بصورة طبيعيَّة، فتكون الدورة الشهريَّة لديها منتظمة، مع استمرار أعضائها التناسليَّة بالنموَّ، واحتفاظ بشرتها بنضارتها. وهنالك في المقابل، الأنثى التي تظهر عليها تغيُّرات جلديَّة غير مرغوب بها بعد البلوغ، مثل: الشعر الكثيف وتشقُّق الجلد والكلف وحبّ الشباب الذي قد ينتشر في الوجه والرقبة والظهر والصدر، كما تفقد بشرتها النضارة وتبدو أكبر من عمرها الحقيقي. وكل ذلك يحدث نتيجة تغيُّرات فسيولوجية وظيفيَّة أو مرضيَّة، ما يستدعي البحث عن الأسباب وعلاجها جذريًّا، من خلال اللجوء إلى أطباء نسائيَّة متخصِّصين، شريطة ألَّا تتعرَّض الأنثى إلى علاجات مكثَّفة في عمر مبكِّر قدر الإمكان.

"سيدتي" تلتقي الدكتور أحمد إسماعيل: ارتفاع هذا الهُرمون قد يتسبب بالعقم وفقدان البصر


كيف تكون رعاية الجلد في سنِّ الأنثى الصغيرة؟
للحفاظ على نضارة الجلد طويلًا، لا بدَّ أن تبدأ الأنثى برعايته منذ سنِّ البلوغ، وذلك من خلال الابتعاد عن مستحضرات التجميل والكيمياويات قدر الإمكان، واللجوء بالمُقابل إلى المياه الطبيعيَّة والمنظِّفات الآمنة في غسل الوجه. وفي هذا الإطار، من الضروري عدم العبث بالحبوب أو تقشيرها باستخدام اليدين، وأيضًا شرب كمّ وافر من الماء لا يقلّ عن ليترين يوميًّا، وتناول الأكل الصحِّي بصورة معتدلة، وتجنُّب تدخين السجائر أو الشيشة أو التواجد في أماكن ملوَّثة بالدخان، وعدم اللجوء إلى العلاجات المبكِّرة بالأجهزة على الوجه أو الأدوية إلَّا في حالات الضرورة، وبتوصية من الطبيب. ويجدر أيضًا عدم التعرُّض لأشعَّة الشمس طويلًا، من دون استخدام واقي البشرة، وتفادي ارتياد عيادات التجميل غير المتخصِّصة، وهذه الأخيرة كثيرة في عالمنا العربي!


ما هي التغيُّرات التي تحدث في جلد المرأة، بعد سنِّ انقطاع الطمث؟
يتأثَّر جلد المرأة، فسيولوجيًّا، وفق التغيُّرات الطارئة على هُرمون الـ"إستروجين" الذي يفرزه المبيض. الهُرمون الذي يجعل الجلد نضرًا وشابًّا. ولأسباب مرضيَّة أو الوصول إلى سنِّ انقطاع الطمث الطبيعي أو المبكِّر، فإنَّ نسبة هُرمون الـ"إستروجين" تبدأ بالخفوض، وبذا يقلّ تأثيره على مكوِّنات الجلد، ومن بينها الـ"كولاجين". وحينئذ، يصبح الجلد جافًّا وشاحبًا ومُجعَّدًا، وهو ما يستدعي تحفيز الـ"إستروجين"، كي يعيد للجلد نضارته من جديد، بالإضافة إلى إمكانيَّة تحفيز مكوِّنات طبقة الجلد وما تحتها.

كيف يمكن تحفيز هُرمون الـ"إستروجين"؟
يمكن ذلك عن طريق استخدام الهُرمون التعويضي Hormone Replacement Therapy، وهو هورمون أنثوي مُصنَّع يعوض جسم المرأة عن النقص الحاصل في الـ"إستروجين" عند توقُّف الدورة الشهريَّة الطبيعي أو المبكِّر. ويمكن للهُرمون التعويضي أن يعيد للجلد شكله المشدود وحيويَّته ونضارته ومرونته، فتبدو المرأة كأنَّها أصغر من سنِّها الحقيقيَّة.


هل ثمة فائدة من "الكريمات"، التي يُقال إنَّها تُعيد للبشرة شبابها؟
يُفضَّل الابتعاد عن المواد الكيمياوية قدر الإمكان لأنَّها ضارَّة بالبشرة، ويصحّ بالمُقابل تحفيز الـ"كولاجين" الطبيعي في الجسم. وإذا كان ثمة حاجة للعلاجات الدوائيَّة في هذا الشأن، فيُفضَّل أن يكون ذلك من خلال طبيب متخصِّص يصف العلاج المناسب، ويُقدِّم النصح. عمومًا، أدعو المرأة إلى عيش حياة طبيعيَّة قدر الإمكان، مع الاعتماد على الوصفات الآمنة.


ماذا عن أقنعة البشرة، التي تستخدمها النساء؟
إذا كانت المواد المستخدمة طبيعيَّة فلا ضير منها، إذا ما وجدت المرأة حاجة لها، ولو أنَّه يُفضَّل أن تلجأ إلى الماء وصابون الأطفال الخالي من الكيمياويات، مع محاولة تحفيز نضارة الجلد من الداخل عن طريق التغذية الصحيَّة، والنوم لساعات كافية، والابتعاد عن الملوّثات وعوامل الإجهاد النفسي. كما أرجو أن تقلِّل كلّ امرأة من استخدام مواد التجميل قدر الإمكان، وأن تعتمد على الهُرمونات التي يفرزها المبيض، الهُرمونات التي تمنح الجلد النضارة والشباب. وإذا كانت الشركات المصنِّعة "للكريمات" تُشير إلى احتوائها على مكوِّنات الـ"إستروجين"، فالأولى بالمرأة الاعتماد على جسمها، الذي ينتج هذا الهُرمون بصورة طبيعيَّة.

__________________________________
راسلونا على الإيميل [email protected]، وابعثوا لنا كل ما يدور في أذهانكم من أسئلة تتعلَّق بالأمراض النسائيَّة والتوليد والعقم، وسيتولَّى الدكتور أحمد إسماعيل الإجابة عليها عبر هذه الصفحة.