القضاء البريطاني يسجن أكبر عصابة اتجار بالبشر في العصر الحديث

سجن أفراد العصابة الـ8 بتهم الاتجار بالبشر من3 لغاية 11 سنة
أجبروا الضحايا على النوم بغرف قذرة مليئة بالفئران
العصابة فتحت حسابات بنكية باسم الضحايا وطلبت مزايا باسمهم
استدرجت ضحاياها بوعود عمل زائفة إلى إنجلترا
4 صور

لا نعرف ما سبب تكاثر عصابات الاتجار بالبشر في العصر الحديث رغم تطور القوانين، وسيادة المساواة بين البشر على اختلاف لونهم وعرقهم ومعتقدهم الديني، إلا أن العقوبات المخففة تجعل بعض المجرمين يستمرون في استعباد البشر، والتعامل معهم كأنهم أشياء وسلع للكسب السريع، وليسوا بشراً من لحم ودم، ولديهم حرية تقرير مصيرهم.

وصدرت أحكام بالسجن في بريطانيا ضد أشخاص أدينوا بتأسيس وإدارة ما يمكن وصفه بأكبر شبكة «للعبودية» بالعصر الحديث الحالي، حسب موقع «بي بي سي» البريطاني.

 


شبكة «عبودية» استغلت فقر وضعف: 400 ضحية لها لفترة طويلة



وتعتقد الشرطة أن ضحايا هذه الشبكة حوالي 400 شخص عملوا في منطقة ميدلاندز في إنجلترا بمعرفة تشكيل عصابي يمارس الجريمة المنظمة.

وأضافت أنهم أغروا بعض من يعانون ظروفاً قاسية في بولندا بالقدوم إلى إنجلترا وأغروهم بوعود بالحصول على عمل وحياة أفضل.

لكن هؤلاء الضحايا وجدوا أنفسهم يسكنون منازل موبوءة ومليئة بالفئران ويعملون في وظائف وضيعة.


وسُجن ثمانية متهمين، قالت الشرطة إنهم أعضاء في عصابتين بولنديتين تمارسان الجريمة المنظمة، بعد إدانتهم باتهامات في قضيتين تضمنتا الاتجار بالبشر، والتآمر من أجل تشغيل آخرين قسرياً، علاوة على غسل الأموال.

 


فرار ضحيتين يكشف إجرام أكبر شبكة اتجار بالبشر في بريطانيا



وسقطت الشبكة عندما لاذ اثنان من الضحايا بالفرار من أيدي خاطفيهم في 2015، أخبرا مؤسسة (هوب فور جستس) الخيرية لمكافحة العبودية بمحنتهما.

وكانت هذه المجموعة، المكونة من ثلاث نساء وخمسة رجال، تستهدف البائسين، ممن يعانون من ظروف معيشية قاسية مثل المشردين والسجناء السابقين ومدمني الخمور.


وجُلب هؤلاء الضحايا إلى إنجلترا في حافلات، وعندما وصلوا أقاموا في منازل مزرية، وكانوا يُجبرون على النوم كل أربعة أفراد في غرفة واحدة على فُرُش قذرة، وأجبروا على عيش حياة بائسة جداً.

وتضمنت المهن التي أُجبر الضحايا على ممارستها إعادة تدوير المخلفات، والمزارع، ومصانع تنظيف الدواجن، وذلك مقابل 20 جنيهاً إسترلينياً في الأسبوع.

وكانت هذه الأجور الضئيلة تمنح لهم عبر حسابات بنكية يساقون إلى فتحها بمعرفة التشكيل العصابي الذي كانت له السيطرة الكاملة على تلك الحسابات.

وكان أعضاء الشبكة يطالبون بمزايا باسم الضحايا، الذين تراوحت أعمارهم من 17 إلى 60 سنة، دون علمهم، و تلقت العصابة ما يقدر بـ46. ‏2 مليون جنيه إسترليني من استغلالهم بطرق مختلفة.

وتوفي أحد الضحايا أثناء الاحتجاز، لكن التشكيل العصابي أخفى متعلقاته الشخصية بما فيها أوراق ومستندات الهوية حتى لا تنكشف مؤامراتهم.

وكان هؤلاء المسخرون من أجل العمل في وظائف وضيعة قسراً يعيشون في ظروف قاسية حتى أن أحدهم قال إنه كان يضطر إلى الاغتسال في قناة مائية لعدم وجود مياه نظيفة في المنزل الذي كان يقيم فيه.
وكلما حاول أي منهم الشكوى من هذه الظروف الصعبة، كان أعضاء الشبكة يوجهون إليهم الإهانات ويهددونهم أو يضربونهم.

وذات مرة جرد أفراد العصابة أحد المُستعبدين من ملابسه أمام باقي زملائه وسكبوا عليه محلول اليود الطبي، وهددوه بانتزاع كليتيه إذا لم يكف عن الشكوى.

وقال ممثلو الادعاء الجمعة إنها قد تكون أكبر قضية رق في العصر الحديث بأوروبا.

وحسب المصادر، قضت محكمة برمنغهام الملكية بالسجن لما بين ثلاثة و11 عاماً بحق خمسة رجال وثلاث نساء، بعدما أدين جميع الثمانية بجرائم الاتجار بالبشر والعمالة القسرية.