* كيف هي بدايات حصة، ذلك العمر المتجذر بالأصالة؟
سأعود بذاكرتي إلى إذاعة «صوت الساحل» من الشارقة، ثم انتقالي عام 1969م للعمل مذيعة في تلفزيون الكويت من إمارة دبي، ثم تحولت مع بداية دولة الاتحاد إلى مذيعة أولى مع تلفزيون وإذاعة أبوظبي حتى العام 1974، كان للعمل في تلك الفترة لذة كبيرة رغم التحديات.
نهج مدروس
* يعني أن المراحل التي مررت بها لم تكن بالمصادفة؟
بالتأكيد لا، ولعل المتابع لمراحل تطور النهضة النسائية في عموم الإمارات، سيلاحظ ذلك النهج الطامح المدروس والمخطط له، منطلقاً من الوعي الكامل من قبل حكوماتنا الرشيدة، وشيوخنا الكرام بأهمية تعليم المرأة وتثقيفها للمساهمة في تطوير وترقية المجتمع.
* يذكرك الكثيرون خلال فترة عملك في وزارة الثقافة والإعلام بأنك لم تسعي للمنصب، لماذا؟
كل ما فعلته هو مساعدة الكثيرين حسب طاقتي، بل دعمت وجوهاً معروفة على الساحة اليوم، فأنا لا أبالي كثيراً بالعناوين إنما أبحث دوماً عن الأفعال والإنجازات.. فعلى مدى 40 عاماً تطرقت لمفاصل محورية هامة أصبحت الآن تشكل هاجساً في فكر الدولة منها أهمية الانفتاح الثقافي مع الحفاظ على موروثاتنا.
إحساسي ببلدي
* ما هي أبرز المواقف التي مررت بها في حياتك العملية بوزارة الثقافة؟
طبيعة العمل كانت تفرض عليّ الترحال، وكنت أجد في ذلك مسؤولية كبيرة تقتضي مني كسيدة أن أكون على قدر المسؤولية التي منحت لي، وأتذكر خلال مشاركة دولة الإمارات في معرض إكسبو منذ قرابة 13 عاماً كنت المرأة العربية الوحيدة التي تقف أمام حشود كبيرة من المشاركين والحضور، وتحدثت باللغة الإنجليزية حول طبيعة المشاركة الإمارتية، وكان الكل يسأل من هذه السيدة القادمة من دولة عربية خليجية.
*هلاّ حدثتنا عن موقف في إحدى المشاركات؟
أذكر تحديداً في مؤتمر بسويسرا كنت أنا باختصار فريق العمل، فلا أحد معي حتى القهوة العربية التي كنا نستقبل فيها من يدلفون إلى الجناح من صنع يدي، وقد تعلمت طريقة عملها من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمه الله- والذي تشرفت بلقائه أكثر من مرة خلال افتتاحه لجناح دولة الإمارات في معارض عدة، كما التقيت أم الإمارات الشيخة فاطمة التي كانت أيضاً تزور الأجنحة، وتحرص دوماً على دعم الفريق الموجود؛ لأنهم كانوا يمثلون دولة.
على الخريطة
* هل تعرضت لأسئلة عن الدين الإسلامي في تلك الأيام؟
أذكر أنني كنت مرة مشاركة في معرض بإيطاليا ومن طبعي في أي بلد أزوره أن أخصص في المعرض ركناً لنصلي فيه، فجاء طفل إيطالي لم يتجاوز العاشرة من عمره وكان يسأل عن الدين الإسلامي، وكنا نجيبه لنفاجأ بعدها بإشهار إسلامه ومعه تسعة أشخاص، وكم كانت فرحتي بهم كبيرة... لأن الإمارات كانت في مرحلة التطور حتى موقعها لم يكن معروفاً عند الكثير من الدول على الخريطة.
برامج مقلدة
* كيف ترين الإعلام المحلي والإعلاميين هذه الأيام؟
هم يجتهدون، ولكنهم في حاجة إلى صوت متوازن يعرف لغة الحوار تجاه الآخر المغيب الذي يتابع القنوات المصطنعة التي تستهدف تشويه الواقع، نحن الآن بحاجة إلى إعلام موازٍ، وبصراحة لا أجد أياً من البرامج تشدني، والسبب هو الرخص الإعلامي التجاري.
* ما الذي يحتاجون إليه بالضبط؟
هم بحاجة ملحة إلى إعلام متوازن وواعٍ، وإلى أفكار حديثة غير مخترقة، فقد اكتفينا بالبرامج المقلدة للبرامج الغربية كبرامج «التوك شو»، والبرامج الترفيهية التي تخاطب العين فقط، ولا تحمل هدفاً سوى كسب المال والترفيه، فالهدف صناعة فكر متوازن وجميل.
لا هدف مادياً
* ماذا عن نشاطاتك بعد التقاعد؟
أنا موجودة إعلامياً في عدد من المنتديات التي يعنيني أمرها، وفي المرحلة الأخيرة انضممت إلى مجلس سيدات أعمال الإمارات، وانتخبت أول رئيسة للمجلس، وكنت قد افتتحت شركتي الخاصة التي تعمل على تنظيم المؤتمرات والمعارض، وهو الحقل الذي قضيت فيه أكثر سنواتي العملية، والعالم الذي مارست فيه الإعلام الخارجي.
* ماذا عن مشاريعك المستقبلية؟
بدأت في وضع الخطوط العريضة عن حياتي ومسيرتي في كتاب، وهو يحمل بعضاً من ذاتي وذكرياتي، كإنسانة، وهو الجانب الذي صنع فكري، ولا يوجد لديّ حالياً سوى هذا الكتاب، وأعتبر أنه ليس من حقي وحدي، فهو حق الأجيال القادمة، وأتمنى أن يستفيدوا منه.
بطاقة
- بدأت مشوارها مع انطلاقة إذاعة «صوت الساحل» التابعة لإمارة الشارقة سنة 1965، أكملت دراستها من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية في مدارس الشارقة.
- أول امرأة عربية تتولى منصب مفوض عام لجناح دولة عربية (دولة الإمارات العربية المتحدة) في المعارض العالمية (أشبيلية بإسبانيا عام 1992، ولشبونة بالبرتغال عام 1998).
- أول امرأة عربية يتم اختيارها كعضو في اللجنة العليا للتسيير، والإشراف على إكسبو هانوفر 2000.
- تم تكريمها من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بجائزة «تريم عمران الصحفية» يوم 5 مايو 2007.
- مالكة ورئيسة مجلس إدارة شركة النورس لتنظيم المعارض والمؤتمرات ذ.م.م. بدبي.
- رئيسة لجنة الإعلام والمعارض والمؤتمرات بمجلس سيدات أعمال الإمارات.
- عضوة مجلس سيدات أعمال الإمارات.