صفحات من حياة ومسيرة الرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السبسي

2 صور

توفي الرئيس الباجي قائد السبسي اليوم عن سن تناهز 92 عاما وهو اكبر الرؤساء والملوك عمرا في العالم و قرر رئيس الحكومة يوسف الشاهد، اليوم الخميس، إعلان الحداد الوطني لمدة سبعة أيام، وتنكيس الأعلام بالمؤسسات الرسمية،.
كما قرر الشاهد، إلغاء كافة العروض الفنية في مختلف المهرجانات الصيفية بجميع الولايات/المحافظات/.

وكان الرئيس الباجي قائد السبسي قبل ازمته الصحية الاخيرة الطارئة يقوم بمهامه ويضطلع بمسؤوليته بشكل عادي. فرغم تقدمه في السن فانه كان يزاول عمله ونشاطه بشكل عادي حتى نسي الناس تقريبا ان الرئيس تجاوز التسعين وكان يسافر ويحضر مختلف الاجتماعات داخل تونس ويشارك في المؤتمرات خارجها وقد ابدى الرئيس الأمريكي السابق اوباما اعجابه بحيوية الباجي قائد السبسي يوم التقاه بالبيت الابيض واسر له ذلك.


والراحل كان يحظى بحب نساء تونس له وهن اللاتي بفضل اصواتهن رجحن الكفة له في الانتخابات الرئاسية عام 2014
والباجي قائد السبسي يعدّ بحقّ شاهد على عصره، فقد كان مناضلا في الحركة التّحرّريّة منذ كان طالبا في باريس، وعند عودته إلى تونس عام 1952 بدأ حياته المهنية بالعمل محاميا قبل أن يدعوه الحبيب بورقيبة بعد استقلال البلاد بشهر واحد في أبريل(نيسان)1956 للانضمام إلى من اصطفاهم ليكونوا من كبار مساعديه ، وتولى مقاليد وزارة الداخلية ثم الدفاع والخارجيّة ، كما اضطلع أيضا بمهمّة سفير في أهمّ العواصم الغربيّة كباريس وبون وواشنطن، و ساهم الباجي قائد السّبسي، وعلى امتداد 35 عاما في مختلف المناصب الهامّة الّتي كلّفه بها بورقيبة في رسم بعض ملامح تونس المعاصرة.

والباجي قائد السّبسي معجب بشخصيّة الرّئيس بورقيبة ومواقفه السّياسيّة، وقد أطنب دائما في إبراز ما يتميّز به الرّئيس الرّاحل من دهاء سياسيّ وبرغماتية.

والباجي هو من نفس المدرسة السياسية وقد اراد التشبه بالرئيس الحبيب بورقيبة حتى في طريقة حديثه وفي خطبه التي يطرزها دائما بالآيات القرآنية وبالحكم وبأبيات من الشعر وبالأمثال الشعبية.



وقد الف كتابا باللغة الفرنسية عنوانه :"بورقيبة الحبّة الطيّبة والزؤان "، ومما جاء فيه أنّ ثلاث نساء لعبن دورا أساسيّا في حياة الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة ومسيرته: أمّه الّتي بقيت ذكراها عالقة بذهنه فكلّما ذكرها بكى، ووسيلة الّتي أحبّها حبّا جنونيا والتي لعبت دورا سياسيّا في فترة تواجدها إلى جانبه، وابنة أخته سعيدة ساسي .

وكان الباجي قائد السبسي مقرّبا من بورقيبة حتى أنه-كما ورد في الكتاب - كان في عديد المرّات يأتي إليه في الصّباح الباكر في قصر" قرطاج" ويقابله ويتحادث إليه وهو لا يزال في سريره أو بصدد تناول قهوة الصباح بلباس النوم.