القمة العالمية للتسامح تختتم أعمالها بحوار صناع السياسات

جلسة حوار قادة التسامح
جلسة العمل الثانية
من الحضور
شخصيات شاركت بالقمة
من ورشات العمل
جلسة الركن الاقتصادي
جلسة الركن الثقافي
7 صور

اختتمت القمة العالمية للتسامح التي نظمها المعهد الدولي للتسامح إحدى مبادرات مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية بدبي تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أعمالها اليوم الخميس مسجلة معها مشاركة تجاوزت ثلاثة آلاف مشارك اجتمعوا حاملين لواء التسامح والسلام على أرض واحدة وتحت سقف واحد.
وشارك في الدورة الحالية عدد من رؤساء الدول والحكومات والمؤسسات والمنظمات، فضلاً عن الوزراء والمسؤولين الدوليين وقيادي عدد من الجهات الدولية الفاعلة والمؤثرة، وخبراء ومتخصصين ورجال دين ودعاة سلام وإعلاميين، شاركوا في جلسات حوارية وعرض تجارب ملهمة وورش تفاعلية.
وأدار الجلسات والمناقشات شخصيات ذات ثقل مجتمعي، حاورت صناع السياسات ورؤساء المنظمات الدولية حول الفرص المتعلقة بالسياسات الواجب تفعيلها لترسيخ ثقافة التسامح بين الشعوب وأبرز التحديات التي تواجه المجتمعات في عملية الاندماج وقبول الآخر، كما وفرت اللجنة المنظمة على هامش الحدث مكتبة رقمية متخصصة ومعرض للمؤسسات والجهات الحكومية لاستعراض برامجها ومبادراتها المتعلقة بنشر قيم التسامح، ومعرض فني يقدم للمشاركين تجارب تفاعلية تفتح نوافذ المستقبل بطريقة مبتكرة.

نجاح مميز

 

وقال خليفة الشاعر السويدي المنسق العام للقمة العالمية للتسامح: "توقعت مع انتهاء الدورة الثانية نجاحًا مميزًا هذا العام من خلال رؤيتنا للاستعدادات التي بدت أقوى وأفضل من سابقتها"، موجها الشكر والتقدير لكافة الجهات الداعمة والمشاركة التي أسهمت في إظهار القمة بحجم يليق بمستوى الإمارات "منارة التسامح" العالمي، كما قدم شكره لجميع القطاعات والمؤسسات الراعية في إنجاح التظاهرة الانسانية العالمية التي أسعدت الجميع بنجاح مقاصدها وغاياتها النبيلة، مؤكدا أهمية المحافظة على السمعة والثقة التي اكتسبتها القمة بمشاركة فاعلة. مشدداً على أن اللجنة المنظمة تبني على النجاحات التي تحققت حفاظاً على المكانة التي أوجدها الحدث لنفسه.


جلسة دور قادة التسامح


ناقشت جلسة العمل الأولى في اليوم الثاني والأخير والتي حملت عنوان "دور قادة التسامح: تحقيق المنافع الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية وصولاً إلى عالم متسامح، "قادة التسامح في كيفية تحقيق المنفعة الإجتماعية والإقتصادية والإنسانية داخل المجتمعات وجعل العالم متسامحاً، شارك فيها رستم نور علي مينيخانوف رئيس جمهورية تتارستان، والدكتورة لوسي جانيت بيرموديز رئيسة مجلس دولة كولومبيا، وموفريات كامل وزيرة السلام في جمهورية أثيوبيا والأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود الأمينة العامة وعضوة مجلس أمناء مؤسسة الوليد الإنسانية في السعودية، وأدار الجلسة علي العلياني مقدم ورئيس تحرير في مجموعة إم بي سي في المملكة العربية السعودية.
استهل الجلسة رستم نور علي مينيخانوف رئيس جمهورية تتارستان متحدثاً عن روح التسامح الديني التي تمتاز بها الدولة التي تضم 4 ملايين نسمة، ينتمون لأكثر من 173 جنسية، ويدينون بالإسلام والمسيحية، متحدثاً عن صعوبات واجهتها الدولة سابقاً وفقدوا بسببها مساجد وكنائس، لكنهم اليوم يعيشون في حالة من التناغم والانسجام بعد إعادة بناء المدارس والمساجد والكنائس، كما أن لديهم استراتيجية ستساعد على بناء العلاقات وجعل الجمهورية آمنة وسالمة، موجهاً دعوته للحضور بزيارتها.
وقالت موفريات كامل وزيرة السلام في إثيوبيا إن سبب استحداث وزارة للسلام، قد انبثق من التزام إثيوبيا والحاجة الماسة لبناء سلام إيجابي، مع الأخذ بالاعتبار الماضي والحاضر والمستقبل للمجتمع، مشيرة إلى أن مجتمعهم يتسم بتنوعه حيث يضم أكثر من 150 مليون نسمة و80 جنسية بأعراق وثقافات وديانات مختلفة.
وذكرت أن بناء السلام المستدام يقوم على رأس المال الاجتماعي، متطرقة إلى بعض المبادرات التي أطلقتها الوزارة إضافة الى إقامة سلام مع الدول المجاورة.


التسامح ترفاً أم احتياجاً


وردت الأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود على تساؤل حول ما إذا كان التسامح ترفاً أم احتياجاً، وهل العمل الخيري برهن وأعطى الناس القدرة على انتهاج مفهوم التسامح ، قائلة إن العمل الإنساني أشمل من العمل الخيري وأنه لا يمكن مد يد العون من دون أن نكون متسامحين، مشيرة إلى أنهم يعملون في 180 دولة ولا يوجد تفريق بجنس أو عرق أو لون.
من مجموعة مسلحة غلى حزب يعمل للسلام
واستعرضت الدكتورة لوسي جانيت كيفية نشأة العنف في كولومبيا فقد مروا بعام 1948 الذي تم فيه قتل زعيم سياسي ما أدى إلى كثير من الصراعات بين الأحزاب، لاسيما الحزب المحافظ والليبرالي ومنذ 60 عاماً ونتيجة لهذا الصراع تطور العنف وانتشر، وباتت كولومبيا ضحية للعنف، وتابعت: وفي تسعينيات القرن الماضي وقعنا اتفاقية سلام ومعاهدة مع هذه المجموعات المسلحة، التي باتت حزباً سياسياً يعمل نحو تحقيق أهداف المعاهدة، مرددة أن كل ما يحدث الآن من جهود لاحتواء الصراعات والنجاح المتحقق بدء بمصرع قائد وزعيم.


التعددية مفتاح التغلب على التحديات العالمية


أجابت جلسة العمل الثانية عن تساؤل كيف يمكن للتعددية أن تكون مفتاح التغلب على التحديات العالمية، وتحدث فيها قادة سياسيين ورؤساء منظمات غير حكومية يجمعهم هدف واحد وهو تشجيع التسامح، متطرقين إلى مناقشة نوع السياسات التي ينبغي تنفيذها لتعزيز السلام والتسامح بين الدول. أدارها جابر بدت الرئيس التنفيذي لمؤسسة المساواة العراقية.
الدكتور عبد الله محمد الفوزان نائب رئيس مجلس الأمناء وأمين عام مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني تحدث عن قضايا الحوار والتلاحم الوطني في المملكة العربية السعودية التي قال إنها لم تكن عملاً مؤسسياً، وأن مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني جاء لبناء بيئة حاضنة للحوار وتحقيق ما يسمى الوحدة أو اللحمة الوطنية في المجتمع السعودي، مشيراً إلى أن هذا كان الهدف الرئيس لديهم لإنشاء المركز، وهو تأسيس بيئة تسمح بثقافة الحوار، ومن ثم العمل على نشر هذه الثقافة بين مكونات المجتمع السعودي المختلفة والمحافظة على الوحدة من خلال التركيز على التسامح والتعايش وقبول الاخر.

وعد جان كريستوف الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس معهد وحوار بحوث الحضارة في ألمانيا وجودهم في القمة وتواصلهم للتعلم من بعضهم البعض أمر جيد للغاية ، قائلاً إن التحدي هو في نشر الأمن عبر العالم، ما يتطلب عملية تعلم حقيقة حول معنى التداخل الثقافي، بيد أن ما نراه عالمياً من طريقة التعليم التي رغم تطورها لا تزال تعزز الاختلافات، مشيراً إلى أنهم يعملون على تطوير المناهج في بعض الدول، مدللاً على ما يراه من دولة الامارات من جهود ممتدة للترويج للتنوع الثقافي.

وتناولت فيلما ساريك الرئيسة والمؤسسة لمركز أبحاث ما بعد الصراع في جمهورية البوسنة والهرسك، الظروف السياسية الصعبة التي تعيشها الدولة فمنذ 30 عاماً كانت تشهد حروب ممزقة، ولديهم حالياً أكثر من مليون لاجئ في العالم.
وقالت مهمتنا صعبة ونعمل منذ 15 عاماً بشكل بالغ الصعوبة مشيرة إلى أن الدولة تشهد حالة تعافي لكن الشعب يعاني من إرث الجريمة. وقالت نعمل مع المجتمع المدني وهناك معاهدة سلام في البوسنة التي تقسمت الى كيانين، وذكرت أنهم يسعون إلى العمل من أجل مساعدة الحكومة في مجالهم الذين يعملون فيه. وقالت: الإمارات مثال رائع للمحية والسلام ونبذ العنصرية.

 

جلسات متخصصة

ناقش المشاركون في القمة العالمية للتسامح موضوعات تتعلق بكيفية تعزيز ثقافة الحوار الحضاري وسبل معالجة التحديات، التي تعيق التعامل مع التنوع وسبل التعايش بين الشعوب ذات التنوع الفكري والثقافي، رافضين مبدأ "الهيمنة الحضارية" وإلغاء الآخر وتحييده، والنيل من هويته الثقافية، مشددين على أن الانفتاح على الآخر والإفادة من الإنجازات الحضارية لا يعني الإنصهار والذوبان في الحضارات الأخرى.
وأفردت جلسة العمل الخاصة بركن التسامح الاقتصادي الحديث عن احترام التنوع داخل المجتمعات وتكريس ثقافة التسامح في بيئات العمل المختلفة، وتدعيم  سبل التعايش السلمي، من خلال تنفيذ الخطط والسياسات التي تجعل العالم أكثر تسامحاً، مع  التأكيد على دور المرأة في تعزيز التسامح، مسلطين الضوء على مفهوم التسامح والاستدامة، باعتبار التسامح عامل تمكين قوي للاستدامة والعمل على تطوير استراتيجية الأعمال الشاملة.
أدار الجلسة  كامبل ستيدمان من مؤسسة وينستون وستراون، في المملكة المتحدة، وشارك فيها تيني أرنتسين ويلومس مؤسسة مجلس التنوع في الدانمارك، وجابر يدت الرئيس التنفيذي لمؤسسة المساواة العراقية، وكلوديا ماسي الرئيسة التنفيذية شركة سيمنز، في سلطنة عمان، وسعيد فؤاد حداد نائب رئيس شركة جونسون أند جونسون، في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.


التسامح يحتوي الخلافات


وشخص الدكتور رشيد السامرائي المنسق الجراحي لبرنامج الجراحة التقويمية أطباء بلا حدود، في المملكة الأردنية الهاشمية أهمية التسامح ودوره في احتواء الخلافات، فيما تبحث جلسة العمل محوراً مهما عن الشباب باعتبارهم الدافع الرئيسي للتسامح، ودور الفنون البصرية كوسيلة لترويج السلام، والإمارات العربية المتحدة نموذجاً لاحتضان أكثر من 200 جنسية وثقافة مختلفة.
 أدار الجلسة بيتر موسفيريدي الرئيس التنفيذي والمؤسس مؤسسة Cultural Infusion، كومنولث أستراليا، وتحدث فيها الدكتور بولنت هاس المدير التنفيذي في المؤسسة الاسترالية متعددة الثقافات، وغيلدا سكارف من منظمة العمل الإيجابي بالمملكة المتحدة، وصبا المسلط المديرة التنفيذية أكاديمية القيادة الإنسانية، المملكة المتحدة، والدكتور مارك أوي ن مدير مركز الدين والمصالحة والسلام جامعة وينشستر، المملكة المتحدة، داون ميتكالف.