المحلل الفني إبراهيم ناصر: أحوال السوق جيدة وتبعث على التفاؤل.. ولكن الحرص لا يزال مطلوباً

هل أصبحت الظروف مواتية للعودة من جديد لخوض غمار أسواق الأسهم؟ وهل زال الخطر وستعود الأسواق كما كانت مليئة بالفرص وصاحبة الوميض والبريق الذي لا يقاوم؟

 

تعددت الآراء في الفترة الأخيرة حول أوضاع سوق الأسهم في المملكة العربية السعودية, وفي دول منطقة الخليج بشكل عام، بعض الآراء تؤكد أنه وبرغم الضعف الظاهري للسوق إلا أنه بحالة ممتازة, أما البعض الآخر فيرى أنّ السوق لا يزال في مراحل التشافي والنقاهة, وهو لا يزال بحاجة لبعض الوقت والدعم القويين والمستمرين. إبراهيم ناصر، الحائز على رخصة التحليل الفني في الأسواق العالمية الأوروبية والمحلية, والعامل في أسواق المملكة كمحلل فني ومستشار مالي، شرح لنا أحوال السوق في نقاط استطعنا تلخيصها من خلال نصائح ووصف دقيق للأوضاع بحيث تتناولينها وتستفيدين منها «سيدتي» بشكل بسيط وميسر، وكانت كالتالي:

 


 

1. السوق السعودي وأسواق المنطقة تقريباً تجاوزت المرحلة الصعبة والدقيقة بنجاح, والخطر الذي كان وشيكاً أصبح الآن شبه بعيد ونستطيع تقييمه بدقة نظراً لمعرفتنا بحدود الأزمة بشكل كامل وواضح.

2. تجاوزنا للأزمة كان الفضل الأكبر فيه للقيادة الحكيمة والتي ارتأت أن تتعامل معها بشكل مباشر وواضح يتلخص في التشجيع على الاستثمار, وضخ مبالغ طائلة في البلد من خلال الإعلان عن مشاريع عملاقة وضخمة وغير مسبوقة أحياناً.

3. السوق اليوم ينعم بنوع من الاستقرار، فهوامش الحركة أصبحت محكومة ومعروفة إلى حد كبير ولم تعد واسعة وشاسعة كما كانت بالسابق مما يعني أنّ الأرباح ستكون بسيطة كما أنّ الخسائر بإذن الله تعالى ستصبح أيضاً محدودة.

4. ما حدث بالسوق ماهو إلا درس لم يكن الأول ولن يكون الأخير كما نتوقع، وبالتالي فجل ما علينا فعله هو أن نأخذ العظة والعبرة ونتعلم ما يمكننا تعلمه من هذا الدرس القاسي.

5. الأزمة السابقة أعطت درساً واضحاً للجميع بأننا نستطيع أن نمتلك سوقاً مستقلاً يعكس بشفافية حال الشركات والاقتصاد اللذين يمثلهما دون وجود أي ارتباط مع الأسواق العالمية علماً بأنّ أسواقنا وللأسف كانت تتأثر بتلك الأسواق العالمية بدون أي سبب واضح غير وجود عامل الخوف الذي نزل بالسوق ليصل بها إلى أسوأ حالاتها ومستوياتها.

6. لا تزال هناك الكثير من المؤسسات والمصارف العالمية تعلن عن تعثرها كل يوم, فيما تتجه أسواقنا نحو الاستقرار بحمد الله مما يعني أنه ليس هناك أي صلة مباشرة بينهما.

7. على الرغم من أننا بدأنا نشعر بدخول مرحلة الاستقرار والتي نتمنى من الله أن تستمر لأطول فترة ممكنة إلا أننا لا نزال نحذر من طرق العمل العشوائية والتي كان يعتمد عليها أكثر العاملين بالسوق, ونشدد كذلك على ضرورة أن يكون العمل وفق دراسة وعلم واطلاع لا أن يعتمد على الظروف والحظوظ كما كان بالسابق.

8. لقد تجاوزنا بفضل الله أزمة ولكننا بكل تأكيد لم نتجاوز كل الأزمات وبالتالي فلابد أن يكون دخولنا للسوق ـ إن كان الآن ـ بدون اندفاع وبجزء بسيط فقط من رأس المال لا برأس المال كله، فاندفاع البعض وتهورهم وحاجتهم الملحة ورغبتهم بتعويض خسائرهم السابقة ترفع من إمكانية تكرار الخسائر مرة ثانية فالسوق دوماً وحتى بدون أزمات معرض للربح والخسارة في أي لحظة ودون وجود أسباب أحياناً.

9. لابد أيضاً أن نعرف ونتيقن أنه ليس كل من يعمل بالسوق هو على المستوى العلمي والأخلاقي المنشودين، فكثير منهم وللأسف ممن يحاولون التغرير بالمتداولين ودفعهم في الاتجاهات التي تخدم مصالحهم هم لا التي تخدم المتداول نفسه وبالتالي فعلى كل متداول أن يعلم من أين يستقي معلوماته؟ وما هي المصادر التي يمكنه أن يعتمد عليها؟ كما أنه من الواجب عليه أن يمتلك الأدوات التي تمكنه بكل بساطة من أن يتأكد من دقة وصحة المعلومة التي سيعتمد عليها بالشراء أو بالبيع, وألا يكون بالتالي فريسة سهلة لكل من يحاول التلاعب بالسوق وبرواده.

10. أصبحت اليوم الشركات التي تعمل بالسوق كتابا مفتوحا لكل المتداولين والمستثمرين بعد أن أجبرت هيئة السوق هذه الشركات بضرورة نشرها لكل تفاصيل أرباحها وخسائرها بالموعد بكل وضوح وشفافية مما يعني تقلص احتمالات الخطأ لديك كمتداولة وإمكانية تكوين فكرة أفضل حول الشركة قبل المجازفة والمراهنة على أسهمها.

11. إنّ استقرار السوق ولو لفترة بسيطة يعني بدون شك أنه وهو الجزء البسيط من المنظومة الاقتصادية أنّ الاستقرار العام للدولة ينعم بنوع من الاستقرار، وهذا ما يلمسه الجميع، فالاستقرار لم يكن فقط على مستوى أسواق المال والبورصات بل إنّ مستويات التضخم قد انخفضت بعد أن واصلت الارتفاع لمستويات كبيرة وغير مسبوقة, كما أنه صاحبه ما نستطيع أن نسميه اعتدالا إن لم يكن تراجعا في أسعار بعض السلع مثل العقارات والإيجارات.

12. كوني على علم ويقين دائمين أنّ السوق ربح وخسارة, كما هي الحال بالنسبة لأي تجارة مع ارتفاع معدلات الخسارة في هذا النوع بالتحديد نظراً لقلة المجهود المبذول إذا ما قورن بالأنواع الأخرى.