هي امرأة متعدّدة الهويات: أم، ومبدعة، ورائدة أعمال، ومديرة تنفيذية لعلامتها الخاصة وفي هذا اللقاء، تشارك المصممة دانة أبو أحمد رؤيتها الفريدة لعالم الموضة من خلال علامتها التجارية Daneh، تتحدث عن كيف شكلت تجاربها المبكرة فلسفة تصميمها، وكيف ساعدتها خلفيتها في علوم الكمبيوتر على تطوير عملية تصميم مبتكرة، كما تشرح كيفية دمجها بين الأناقة والراحة في تصاميمها التي تعكس حياة المرأة المعاصرة، تسلط الضوء على رؤيتها للمستقبل واهتمامها بتعزيز الإبداع المحلي من خلال التعاونات مع ثقافة الشارع السعودية.

- كيف أغنت تجاربك المبكرة تصميمك وهوية علامتك التجارية؟
عندما بدأت في البداية، كان عالم الموضة في المنطقة لا يزال في مرحلة اكتشاف صوته، وكان تحدياً كبيراً، كنت أتمتع بشغف تصميم الأزياء للنساء مثل نفسي: ديناميكية، دائمة الحركة، وتبحث عن الثقة والراحة دون التفريط في الأناقة، تلك التجارب المبكرة علمتني أن أركز على الأصالة، وهذا ما شكل "Daneh" علامة تجارية متجذرة في الفردية، البساطة، والمعتقد بأن الموضة يجب أن تمنح القوة، لا أن تهيمن.
قد يهمك أيضاً: في يوم المرأة العالمي تعرفي إلى 6 نساء ملهمات في تصميم الأزياء

- كيف أثرت خلفيتك في علوم الكمبيوتر على إبداعك في تصميم الأزياء؟
لقد منحتني هذه الخلفية عدسة مختلفة لرؤية العالم تحليلية، لكن منفتحة على التجربة اللامتناهية، كل شيء يتعلق بالبروتوتايب، الاختبار، والتحسين، عملي في مجال تكنولوجيا المعلومات علمني الهيكلية، التفكير التحليلي، والانضباط، البرمجة والوسائط المتعددة ركزت على تجربة المستخدم، وهو ما يترجم الآن إلى الاهتمام بشكل الملابس، والملاءمة، والوظيفة، دائماً أفكر في كيفية حركة المرأة، إلى أين تذهب، وكيف يمكن للقطعة أن تدعم أسلوب حياتها وتروي قصة.
- كيف توازنين الطابع العملي والجرأة في تصميماتك؟
إنه انعكاس للنساء اللواتي أصمم لهن، نحن متعددات المهام نعمل، نخلق، نقود، ونهتم، ملابسنا بحاجة لدعم هذا الأسلوب الحياتي، أحب التباين بين الأقمشة الناعمة والتصميم الهيكلي، أو الألوان الجريئة في قصات بسيطة، ذلك التوازن بين الراحة والجرأة يعكس شعور العديد من النساء: قويات، لكنهن يتقْنَ للراحة.

- كيف تدمجين بين التصاميم الخالدة والاتجاهات الحديثة في تصاميمك؟
أعتقد أن أفضل القطع هي التي تعود إليها مراراً وتكراراً، أبدأ دائماً بفكرة أساسية تشعر بالأبدية، مثل الخطوط النظيفة أو الأشكال القوية، ثم أضيف التفاصيل، الأقمشة، أو أسلوب التنسيق الذي يعكس اللحظة الحالية، إنها لعبة توازن، وإذا شعرت بأن شيئاً ما مبالغ فيه أو عصري جداً، فإنني أتراجع، الهدف هو خلق قطع تتطور معك، ولا تنتهي صلاحيتها بعد موسم واحد، أحد أهداف علامتنا التجارية هو إنشاء قطع يمكن ارتداؤها مراراً بسهولة، ويمكن تنسيقها مع قطع جديدة من مواسم مختلفة.
- ما مصدر الإلهام وراء مجموعتك الأخيرة؟
هذه المجموعة تدور حول الدخول إلى عصر جديد شخصياً وللعلامة التجارية، إنها مستوحاة من رحلاتي الأخيرة، العديد منها كان يركز على الطبيعة، يظهر هذا التأثير في الألوان وفي مزيج الأقمشة الناعمة مع القصات الحادة، هناك شعور بالحركة للأمام في القطع، شعور بترك الماضي وراءك برشاقة بينما تحتضن ما هو قادم.

- كيف توازنين بين الأناقة والعفوية في علامتك التجارية؟
بالنسبة لي، الأناقة ليست عن الرسمية، إنها عن الثقة والنوايا، أصمم مع مراعاة أن السيولة قطعاً تتناسب تماماً مع الأحذية الرياضية في الغداء كما تناسب الكعب في العشاء، كل شيء في اختيارات الأقمشة، الملاءمة، والتفاصيل المدروسة التي تعزز البساطة، أعتقد أن النساء يرغبن في أن يشعرن بأنهن مرتّبات دون أن يشعرن بأنهن مقيدات، وهذا هو التوازن الذي أسعى دائماً لتحقيقه.
هذه القطع مثالية أيضاً للسفر، سهلة التعبئة، مريحة للارتداء، وأنيقة طوال اليوم، تسمح لك بأن تبدِي جريئة وتشعرِي بالثقة أثناء استكشافك للمدينة، سواء كنت تزورين متحفاً، تتناولين القهوة، أو تخرجين لتناول العشاء.
- ما الذي يجعل تصاميمك تبرز مقارنة مع غيرها؟
نحن لا نحاول أن نكون كل شيء للجميع، كانت Daneh دائماً عن امتلاك وتيرة خاصة بك، طاقتك، ومساحتك، تصاميمنا تبرز لأنها لا تصرخ، بل تتحدث، إنها مصممة للنساء الحقيقيات والحياة الحقيقية، أعتقد أنها الصدق، جنباً إلى جنب مع تركيزنا على الراحة، الفردية، والقوة الهادئة، هو ما يبقينا متصلين بجمهورنا.

- ما أهدافك المستقبلية لـDaneh؟
نحن ننمو بشكل مدروس ونصنع قواعدنا الخاصة، أود أن تحقق Daneh مزيداً من الاعتراف مع البقاء وفية لجذورها، كما أنني أستكشف التعاونات التي تبرز ثقافة الشارع السعودية والإبداع الذي تقوده النساء، هناك الكثير من المواهب غير المستغلة هنا، وأريد أن تكون Daneh منصة تبرز هذه المواهب بطرق ذات مغزى.
- ما النصيحة التي تقدمينها للمصممين الطموحين؟
لا تخافوا من اتخاذ طريق غير تقليدي، كل شيء تتعلمه، سواء كان في التكنولوجيا، المالية، أو العلوم، يمكن أن يغذي إبداعك ويمنحك ميزة فريدة. ابقَ فضولياً، كن صادقاً، وكن مستعداً للعمل الجاد، الشغف هو نقطة البداية فقط، الصمود، والقدرة على التكيف، والإصرار ستأخذك إلى بقية الطريق.
النقطة الأخيرة التي أحب أن أذكرها، لقد شهدت العديد من التغيرات في صناعة الموضة الإقليمية على مر السنين، لقد كانت هناك تقدمات مذهلة، ومن الملهم أن نرى إلى أي مدى وصلنا، لكن لا يزال هناك الكثير الذي يجب فعله، الإبداع في منطقتنا وفير، ولكننا بحاجة إلى صناعة أكثر هيكلة ودعماً للاستفادة من تلك الطاقة، وتنظيمها، ومنحها المنصة التي تستحقها.
صناعة الموضة هي دورة كاملة، ليست فقط عن التصميم، كل جزء من النظام البيئي، من الإنتاج إلى البيع بالتجزئة، لديه مجال للنمو والازدهار، بالتحديد، يلعب تجار التجزئة دوراً حيوياً في تعزيز الصناعة من الداخل إلى الخارج.
الأمر لا يتعلق فقط بالإبداع، إنه يتعلق ببناء نظام بيئي يمكنه استدامته وتعزيزه، أتطلع إلى اليوم الذي نمتلك فيه صناعة قوية حقاً، تدعم مواهبنا، تعمل وفقاً لشروطنا، وتضعنا على الخريطة بطريقة فريدة خاصة بنا.
تابعي أيضاً: المصممة أروى العماري تدمج الثقافة السعودية بالتصميم وتستلهم من المها والنمر العربي