mena-gmtdmp

أسبوع الموضة في باريس: زهير مراد يستوحي من ريتا هيوارث مجموعته الراقية

زهير مراد الأزياء الراقية خريف وشتاء 2025 - 2026 -مصدر الصورة Launchmetrics/Spotlight ©
زهير مراد الأزياء الراقية خريف وشتاء 2025 - 2026 -مصدر الصورة Launchmetrics/Spotlight ©

في تحية مبهرة لعصر هوليوود الذهبي، يعود المصمم اللبناني العالمي زهير مراد بمجموعة "الهوت كوتور" لخريف وشتاء 2025/2026 تحت عنوان  A Sheer Desire، هذه المجموعة ليست مجرد عرض أزياء، بل قصيدة سمعية-بصرية تحتفي بالأنوثة، بالسحر، وبالتحرر من الروايات النمطية التي حبست بطلات الشاشة الفضية في أدوار قُدرت لهن سلفاً.

زهير مراد لا يقدم بطلات مكسورات، بل نساءً ينهضن من بين طيات التاريخ، ويكتبن لأنفسهن نهاية جديدة، أو بالأحرى، بداية مختلفة.

حين استعاد الصوت حضوره.. البطلة تفرض سطوتها

 

زهير مراد الأزياء الراقية خريف وشتاء 2025 - 2026 -مصدر الصورة Launchmetrics/Spotlight ©
  زهير مراد الأزياء الراقية خريف وشتاء 2025 - 2026 -مصدر الصورة Launchmetrics/Spotlight ©
 

مع انطلاق السينما الناطقة، خرجت البطلة من الصمت. صار لصوتها وقعٌ، ولهيئتها سطوة. كانت تُضيء الشاشة بقوة شخصيتها، وتأسر الحكايات بجمالها الذي لم يعُد محصوراً في الصورة، بل ممتداً إلى الكلمة والنبرة والهيبة. لكن، وبسرعة، بدأ هذا الضوء يخبو تحت ضغط الحدود الصارمة.

في فيلم Baby Face (1933)، تصعد باربرا ستانويك سلم النجاح بذكائها وجاذبيتها، لكن سرعان ما يعيد المجتمع فرض قواعده، ويسترد منها زمام السيطرة. وفي Gilda (1946)، تجسد ريتا هايورث صورة الفاتنة التي أسرتها مشاعر حب متملكK أما في The Lady from Shanghai، فبطلتها، مع كونها جذابة ومهيبة؛ تسير نحو مصير محتوم بالانهيار.

زهير مراد يعكس المسار: من السقوط إلى الصعود

  زهير مراد الأزياء الراقية خريف وشتاء 2025 - 2026 -مصدر الصورة Launchmetrics/Spotlight ©
  زهير مراد الأزياء الراقية خريف وشتاء 2025 - 2026 -مصدر الصورة Launchmetrics/Spotlight ©

 

في مواجهته لهذا الإرث السردي الجائر، يعيد زهير مراد صياغة الحكاية. يسحب البطلة من الهامش إلى المركز، ويمنحها قوة لا تُهدى، بل تُنتزع. يعتمد رموز الأنوثة الكلاسيكية، من الأكتاف المنحوتة والقصات المائلة والـDrapé الساحر، لكنه لا يلبسها لامرأة ضعيفة، بل لامرأة تعرف كيف تسود.المرأة في هذه المجموعة لا تسقط، بل تتوهج، ترتفع، وتحكم.

الألوان: مرآة العاطفة وتجلي الحالة

  زهير مراد الأزياء الراقية خريف وشتاء 2025 - 2026 -مصدر الصورة Launchmetrics/Spotlight ©
   زهير مراد الأزياء الراقية خريف وشتاء 2025 - 2026 -مصدر الصورة Launchmetrics/Spotlight ©
 

الألوان هنا ليست خلفية صامتة، بل عنصر سردي نابض. البني الدافئ يعكس دفء الحضور الأنثوي وثباته. البيج المخملي يضفي طراوة وحناناً على الإطلالة. الأسود الساحر يوحي بالقوة والغموض، بينما تأتي درجات العاج المغلفة بخيوط من الذهب لتقول إن الفخامة لا تحتاج للصراخ، بل للهمس. الضوء والظل يتبادلان الأدوار، في إيقاع بصري يذكر بلقطات السينما الكلاسيكية. لكل لون شعوره الخاص، ولكل فستان شخصية لا تُشبه الأخرى.

خياطة مشغولة بالحوار: عندما تتحدث الأقمشة

  زهير مراد الأزياء الراقية خريف وشتاء 2025 - 2026 -مصدر الصورة Launchmetrics/Spotlight ©

في كل قطعة، حوار صامت بين الخامات، يُترجم بلغة الأناقة. المخمل يتناغم مع التول، والشيفون يهمس للحرير الشارموز، بينما تتقاطع الشفافية مع البناء الصارم لتخلق توازناً دقيقاً بين الليونة والقوة.

السترات المطرزة مرصعة كأنها دروع احتفالية، بينما تنساب الفساتين المائلة بخفة الحلم، وكأنها خارجة من مشهد سينمائي لا يُنسى. فستان الحفلة المصنوع من الجورجيت يبدو مهيباً كبدلة توكسيدو، بكبرياء أنثوي لا يعرف المهادنة. أما الفرو؛ فيأتي أخلاقياً وصناعياً، لكنه يفيض بالفخامة، ومطرز كأنه يحمل قضية على كتفيه.

التطريز: لغة متوهجة من مجرات مروضة

  زهير مراد الأزياء الراقية خريف وشتاء 2025 - 2026 -مصدر الصورة Launchmetrics/Spotlight ©

التطريز، الذي يشكل قلب دار زهير مراد، يصل في هذه المجموعة إلى قمة باروكية آسرة. تبرق اللآلئ والأحجار الكريمة بجسارة فنية، وتلتف سلاسل اللؤلؤ حول الجسد مثل مجرات مروضة بذكاء أنثوي ساحر.

أما الدانتيل؛ فلا يُحضَّر هنا بشكله التقليدي، بل تُستعاد زخارفه بأسلوب دمشقي يحاكي الزخارف الباروكية التي زينت أستوديوهات هوليوود. في ذلك وفاء واضح لكبار صانعي الأزياء السينمائية كإديث هيد، جان-لوي بيرتو، وأدريان غرینبرغ، لكن من خلال عدسة معاصرة.

ما بعد النهاية: قصة تُروى من جديد

  زهير مراد الأزياء الراقية خريف وشتاء 2025 - 2026 -مصدر الصورة Launchmetrics/Spotlight ©
   زهير مراد الأزياء الراقية خريف وشتاء 2025 - 2026 -مصدر الصورة Launchmetrics/Spotlight ©
 

كل قطعة في المجموعة تمثل لحظة من الماضي، تُستعاد لا للتكرار، بل لإعادة الكتابة. زهير مراد لا يقبل بالنهايات المغلقة، بل يصوغ منها بدايات جديدة. بدايات لا تبهت، بل تتكشف في ضوءٍ نقي بعد أن أُطفئت الأضواء.

إنها مجموعة تتأرجح بين التضادات: بين القوة والرقة، الماضي والمستقبل، السينما والأزياء، الأسطورة والواقع.

الخروج إلى الضوء: مصير من اختيارها

  زهير مراد الأزياء الراقية خريف وشتاء 2025 - 2026 -مصدر الصورة Launchmetrics/Spotlight ©

 

  زهير مراد الأزياء الراقية خريف وشتاء 2025 - 2026 -مصدر الصورة Launchmetrics/Spotlight ©