هل علاقتي الزوجية وراء آلام الحوض المزمنة؟!

 

في كل عدد.. نقدم معلومات-على شكل رسائل- لحديثي الزواج، أو المقبلين عليه، أو الذين أمضوا سنوات طوالاً، ويرغبون في تحسين جودة العلاقة الزوجية الحميمة، آملين أن نقدم معلومات مفيدة، ونصائح غير خادشة للحياء العام، تناسب شخصية «سيدتي» التي تهم كل أفراد الأسرة، وليست المرأة فحسب.

 

بعض الاضطرابات في العلاقة الحميمة قد تكون المؤشر الخفي؛ لوجود أمراض تستوجب الاهتمام بها وعلاجها، ففي بعض حالات آلام الحوض المزمنة التي تعاني منها بعض النساء قد يكون السبب وراءها وجود بطانة الرحم المهاجرة داخل تجويف البطن، وقد يكون السبب وراءها رفض الزواج وعدم الرغبة في استمرار الحياة الزوجية.

 

الحالة:

السيدة أم عمر تبلغ من العمر27 عامًا، متزوجة من شخص يكبرها بنحو 20 عامًا، ولديه زوجتان وعدد من الأطفال، تقول منذ زواجها (والذي أجبرت عليه) وهي تشعر بآلام مبرحة في منطقة الحوض خاصة أثناء وبعد اللقاء الحميم، ذهبت للعديد من الأطباء ولم يتم تشخيصها، وقيل لها إنها تعاني من التهابات مزمنة، وتلقت العديد من العلاجات دون فائدة تذكر، تقول إنها قرأت في إحدى المجلات: إن السبب قد يكون نفسيًّا وتسأل: هل هذا ممكن؟ وما الحل؟

 

الإجابة:

هناك العديد من الأسباب المؤدية إلى حدوث آلام الحوض المزمنة عند بعض النساء منها:

حدوث التصاقات في الحوض نتيجة الإصابة بالالتهابات المزمنة خاصة في الأعضاء التناسلية الداخلية، وهي أحد الأسباب التي تؤدي إلى تأخر الإنجاب والعقم. وتتمثل الأعراض في وجود آلام في أسفل البطن ومنطقة الحوض تصاحبها إفرازات ذات رائحة كريهة، وأحيانًا اضطراب في الدورة الشهرية. وتحتاج السيدة إلى مراجعة طبيبة الأمراض النسائية، والتي قد تطلب علاج الزوجين معًا.

وجود بطانة الرحم المهاجرة (Endometriosis) تصيب 10-%5 % من النساء، وتعتمد الأعراض على مكان تواجد هذه البطانة الرحمية وأكثر الأعراض انتشارًا هو آلام الحوض المزمنة والعقم. وتتم معالجة مثل هذه الحالات في عيادات النساء والتوليد.

متلازمة آلام الحوض المزمنة، والتي حيرت الأطباء في معرفة أسبابها ووسائل العلاج المفيدة.

آلام الحوض الناتجة عن الاضطرابات النفسية: وتأتي ضمن ما يعرف بـ(الاضطرابات الجسدية ذات المنشأ النفسي) السيكوسوماتك. (psychosomatic disorders) وتتمثل في وجود آلام تشعر بها المريضة، ولا يوجد سبب عضوي لها، وإنما تصاحب الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب، والقلق، وقد تكون مؤشرًا مهمًّا لوجود اضطرابات في العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة والتي يصعب على المرأة أن تناقشها أو تتحدث عنها خوفًا من أن تؤدي إلى تعقيد الأمور، فيبدأ الجسم في عرض آلام وأعراض جسدية تحديدًا في الأعضاء التناسلية ومنطقة الحوض بصفة خاصة، وتزداد حدتها في أثناء العلاقة الحميمة، وعادة لا تظهر الفحوصات أي خلل عضوي يذكر.

وأعتقد أن هذا يشمل الآلام التي تعانين منها، وكما أشرت قد يكون عدم الرضا عن العلاقة الزوجية ورفض الزواج من بداية الأمر.

أعتقد أنه بعد مرور فترة من الزواج لن يقتصر الأمر فقط على نصائح مثل الصبر والتحمل، ولكن يجب أن نناقش المسألة من جوهرها:

أولاً: هل يمكن أن نحاول بدء الحوار حول بعض الأمور التي لو تم إصلاحها فستكون الحياة أكثر راحة بينكما، وهل يمكن أن نبحث عن الجوانب الإيجابية في شخصية الزوج، والتي قد تكون بديلاً ولو يسيرًا عن معاناة الحياة.

ثانيًا: ناقشي مع أحد الأشخاص الذين تثقين في رأيهم بموضوعية أسباب رفضك للزواج منه من البداية، وهل لكونه متزوجًا علاقة بالموضوع، أم لأنك أجبرت على الزواج بغض النظر عن شخصية الزوج من يكون؟

ثالثًا: تحتاجين إلى الاستعانة بأحد المختصين في الطب النفسي؛ ليساعدك على علاج الآثار النفسية خاصة الاكتئاب والقلق والاضطرابات (السيكوسوماتك)؛ حتى تستطيعي استعادة القدرة على التكيف ومواصلة مشوار الحياة.

 

نصيحة:

الجسد والروح وجهان للإنسان لا يمكن أن نفصل بين شكواهما، خاصة إذا ما أجبر الجسد على ما لا ترغبه الروح، ما قد يترك آثارًا عميقة يصعب إزالتها مهما حدث.