تستعد المملكة العربية السعودية للاحتفال باليوم الوطني السعودي بالذكرى الـ95 لتأسيسها، وهو يوم يرمز إلى مسيرة مستمرة في البناء والعطاء، التي أسست لدولة موحدة وقوية، تمضي بثبات نحو المستقبل، وتكمن أهمية هذا اليوم في كونه رمزاً للوحدة الوطنية، كما يعزز هذا اليوم قيم الانتماء والولاء، ويمثل فرصة لتجديد الاعتزاز بالهوية الوطنية، وفي ظل الاحتفال باليوم الوطني السعودي الـ95 "سيدتي" تعرفك على مفكرين ومثقفين وأديبات من السعودية، وبعضاً من إبداعاتهم التي أثروا بها المشهد الثقافي السعودي والعربي باقتدار.
كُتاب وكاتبات ساهموا في الأدب الوطني
يشهد الأدب السعودي نهضة كبيرة تعكس تنوع وثراء التجربة الإنسانية في المملكة، من خلال تناول قضايا اجتماعية وسياسية وثقافية، كما تساهم العديد من أسماء أديبات وأدباء سعوديين في إثراء الأدب العربي الحديث.
أولاً: أبرز الروائيين في الأدب السعودي
الدكتور غازي القصيبي
يعتبر غازي القصيبي إحدى أيقونات الأدب العربي، وأهم الشخصيات الأدبية البارزة في المملكة العربية السعودية، وهو من أهم رجالات الدولة سياسياً وأدبياً، وأحد أبرز رموز المشهد الثقافي العربي؛ حيث برز القصيبي في الشعر، وأصبح من كبار الشعراء المعاصرين في الوطن العربي، ًونجح في عمله سفيراً ومديراً ووزيراً، وقام بتأليف عدد كبير من المؤلفات في شتى الموضوعات، كالرواية، والقصة، والشعر، والتنمية، والسياسة، وألَّف في سيرته الإدارية أكثر من كتاب، كالوزير المرافق، وحياة في الإدارة، ولقد اتسّم غازي القصيبي بأنّه أديب كبير من أدباء المملكة العربية السعودية، وأثبت نفسه سياسياً وأدبياً على مدى سنين طويلة من العمل، كما اتسمّ بعدد من الصفات التي أهّلته لتمثيل المملكة على مستوى متنوع من الأصعدة، ولقد ترك الأديب والسياسي السعودي بعد وفاته إرثاً أدبياً كبيراً، تمثل بمؤلفاته المتعددة من الرواية والشعر، والنثر، ومن خلال مسيرته العملية والفكرية رسخّ العديد من المفاهيم والأفكار الأدبية المعاصرة، التي من شأنها إعلاء شأن وطنه المملكة العربية السعودية بين دول العالم.
الشاعر إبراهيم خفاجي
الشاعر إبراهيم خفاجي، الذي كتب النشيد الوطني السعودي، وهو شاعر احتل مكانة مرموقة في الساحة الأدبية والفنية، فلقد ساهم في العديد من الأعمال الفنية التي عبرت عن الهوية السعودية، وُلد في مكة المكرمة عام 1926، ويتميز بفصاحته وموهبته الفذة، ما جعله واحداً من أبرز الشعراء في الوطن العربي، فلقد استطاع خفاجي أن يجذب قاعدة جماهيرية واسعة من خلال كتاباته التي لم تقتصر على الشعر فحسب، بل شملت أيضاً التأليف الموسيقي، ولقد كان له دور محوري في تطوير الأغنية السعودية، وكتب العديد من النصوص الغنائية التي تغنت بها أهم الأسماء في عالم الفن العربي، منها محمد عبده وطلال مداح وصباح؛ حيث ساهمت كلماته في خلق هوية فنية متميزة للأغنية السعودية، وحصل الشاعر على العديد من الجوائز من بينها ميدالية الاستحقاق من الدرجة الأولى مع البراءة الخاصة بها عام 1405هـ من الملك فهد بن عبدالعزيز تقديراً لمجهوداته في وضع كلمات النشيد الوطني للمملكة ، كما كُرم من قبل جامعة أم القرى وجمعية الثقافة والفنون؛ ليبقى رمزاً للإبداع في الساحة الفنية السعودية، ولقد حاز على الكثير من الألقاب مثل “شاعر الهلال، كذلك أستاذ شعراء الأغنية السعودية، وجواهرجي الأغنية السعودية، كذلك عراب الفن وأخيراً شاعر الوطن.
قد ترغبين في متابعة الرابط التالي: لمتنا سعودية.. تاريخ تأسيس المملكة العربية السعودية
إبراهيم الناصر الحميدان
قاص وروائي سعودي، وأحد أبرز رواد الرواية السعودية الحديثة، وأحد رواد الحركة الأدبية في الخليج؛ إذ ساهم في نضوج فن القصة القصيرة في السعودية، منذ بداياته مطلع الستينيات الميلادية، وهو حائز على درع الريادة من مؤتمر الأدباء السعوديين الثاني، وجائزة المفتاحة على ريادته في الكتابة السردية، كما كُرّم من قبل نادي جدة وأبها الأدبيين، وشارك في تكريمه والاحتفاء به أيضاً منتدى الاثنينية الأدبي الثقافي، وله إسهامات مختلفة في الإذاعة والتلفزيون والصحافة، وهو من مطوّري فن القصة القصيرة في المملكة العربية السعودية، وأحد الكُتَّاب السعوديين الذين أصدروا رواية ومجموعة قصصية في الفترة نفسها؛ لذا حظي بتصنيف مزدوج منذ بداياته، فكان قاصّاً وروائيّاً معاً، حيث أصدر نحو 8 روايات و6 مجموعات قصصية، وكتب مسلسلات تليفزيونية وإذاعية، وقد أثرى المكتبة السعودية بعدد حافل من الإصدارات، بالذات في مجال القصة والرواية، فقد كان من روادها والسباقين في النشر، حيث صدرت له المجموعة القصصية (أمهاتنا والنضال 1380هـ)، ورواية (ثقب في رداء الليل) والمجموعة القصصية (أرض بلا مطر)، ورواية سفينة الموتى، ونشرت في طبعة ثانية تحت عنوان (سفينة الضياع)، فمجموعة (غدير البنات القصصية)، ورواية عذراء المنفى، ورواية غيوم الخريف، والمجموعة القصصية عيون القطط، ورواية رعشة الظل، والمجموعة القصصية (نجمتان للمساء)، ورواية (دم البراءة) ورواية الغجرية والثعبان. واختتم إصداراته بنشر سيرته الذاتية، وقد نال الأديب الراحل العديد من الجوائز والتكريمات، ومنها منحه وسام الكويت ذو الوشاح من الطبقة الممتازة 1992، ومنحه وسام الملك عبدالعزيز وعدداً من الأوسمة الرفيعة من دول عربية وعالمية.
عبده خال
يعتبر عبده خال واحداً من الروائيين المعروفين على امتداد الساحة العربية بأكملها، فهو كاتب وروائي سعودي غزير الإنتاج، له العديد من الروايات بالإضافة لمجموعة قصصية، من أبرز كُتَّاب أدب القصة والرواية في المملكة العربية السعودية، وأول سعودي يفوز بالجائزة العالمية للرواية البوكر العالمية بنسختها العربية عن روايته "ترمي بشرر" 2008، ويُعتبر عبده خال من الروائيين الذين كتبوا في وقت لم تكن قد بدأت طفرة الكتابة الروائية التي نراها اليوم، والتي أصبحت أقرب إلى الموضة منها إلى الإبداع الإنساني، ولقد وصفه وزير الثقافة السعودي عبد العزيز خوجة بأنه سفير المملكة العربية السعودية في الإبداع، واعتبره انعكاساً لحيوية الحراك السياسي، ولقد شارك بالعديد من المهرجانات العربية، ونال العديد من الجوائز، وله مؤلفات عديدة من مجموعات قصصية وروايات، وتُرجمت له العديد من الأعمال القصصية.
والرابط التالي يعرفك إلى: أكثر من 3 آلاف كتاب اقتناها الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود
ثانياً: روائيات سعوديات أثرين الأدب السعودي
الكاتبة المسرحية ملحة عبدالله
د. ملحة عبدالله.. سيدة المسرح السعودي#رموز_المسرح_السعودي pic.twitter.com/pzBTVbky4g
— وزارة الإعلام (@media_ksa) April 19, 2018
تُلقّب بسيدة المسرح السعودي، وهي أول سعودية تدرس المسرح، وقد ألّفت نظرية (البعد الخامس) في المسرح، وهي السيدة العربية الأولى الحاصلة على الدكتوراه الفخرية في المسرح من منظمة الأمم المتحدة، (يوناريتس)، وقد نالت جائزة اليونسكو للمونودراما عن مسرحيتها (العازفة)، إضافة للعديد من التكريمات والجوائز المحلية والعالمية في المسرح والتأليف، وتتعدد أدوار ملحة عبد الله ما بين التأليف والنقد والبحث العلمي والمقال الصحفي، ويتميز خطابها المسرحي بسمات فنية تمنحه مزيداً من الخصوصية، فهو مسرح كاشف وراصد للعلاقات الاجتماعية، في منطقة الجزيرة العربية، وكاشف لكثير من سمات تلك المنطقة من خلال مناقشة العادات والتقاليد، ومزج فضاء الكتابة بفضاء المقول الشفاهي، مع التأكيد على خصوصية المكان، والزمان والإنسان. ومن خلال أعمالها المختلفة مثل: "شبة النار"، و"مواطن رغم أنفه"، و"التميمة"، و"السور"، و"عالم يفط يفط"، نجد محاورة للواقع، بطريقة تعتمد على التشفير النصي، واستخدام بنية العلامات للوصول إلى فضاءات أرحب للتلقي، فقد تجاوزت مؤلفاتها الإبداعية المباشرة عتبة الـ60 نصاً، فضلاً عن عشرات المؤلفات الفكرية الأخرى التي تتناول جذور المسرح السعودي وعناصر البداوة والحضارة الإسلامية.
رجاء عالم
هي روائية وكاتبة سعودية، وأول امرأة عربية تفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) 2011، والثانية من المملكة العربية السعودية بعد الروائي عبده خال، وتُعد من رائدات الأدب النسوي السعودي، ومن ممثلات الأدب التجريبي في المملكة، ولقد ابتكرت لغةً أدبيةً خاصةً بها؛ حيث يظهر فيها تعلقها بمكة المكرمة؛ إذ تغوص عوالمها السردية في العمق الروحي والتاريخي والجغرافي للعاصمة المقدسة، ونالت نحو 9 جوائز إبداعية في المملكة وبعض الدول الأخرى، مثل الكويت وإسبانيا وفرنسا، ونشرت نحو 18 كتاباً ما بين الأدب الروائي والمسرحي والتأليف المشترك، وتُرجم بعض إنتاجها إلى اللغتين الإسبانية والإنجليزية، واشتهرت برواياتها التي توثق البيئة المكية، ولفتت أنظار العالم إليها عندما فازت بجائزة البوكر العربية عن روايتها "طوق الحمام".
قد ترغبين في متابعة الرابط: حلم في العلا .. كتاب للمصور الشهير جيليس بينسيمون رحلة بصرية تتخطى حدود الزمن والحواس
بدرية البشر
بدرية البشر هي كاتبة وصحفية سعودية، وُلدت في الرياض في عام 1965، وهي أول امرأة سعودية وعربية تنال جائزة أفضل عمود صحفي في حفل جوائز الصحافة العربية، وتُعرف البشر بكتاباتها التي تسلط الضوء على قضايا المرأة والمجتمع في السعودية، ومن أشهر أعمالها روايتها "غراميات شارع الأعشى" التي دخلت في القائمة الطويلة لجائزة الرواية العربية (البوكر) لعام 2014، وكتبت بدرية عبد الله البشر العديد من الروايات والمؤلفات التي تُرجمت إلى أعمال فنية، وبالطبع هي من أفضل الكتاب العرب من العنصر النسائي، وأهم وأشهر مؤلفاتها: الأرجوحة، زائرات الخميس، طريق الجمال السبعة، وغراميات شارع الأعشى، وغيرها الكثير من الـعمال الأخرى.
أثير عبدالله النشمي
أتوق جداً لأن تلتقي أرواحنا مُجدداً كعادتها ، في روايتي الثامنة ' روح مكتظة بالغائبين ' والتي ستتوفر في خلال أسابيع في المكتبات العربية بمشيئة الله ، محبتي الدائمة لأرواحكم الرقيقة والطيبة التي تلامسني في كل وقت
— أثير عبدالله النشمي (@Atheer_alNashmi) April 21, 2024
وكل الشكر لشركائي الأعزاء في هذا العمل ، الأستاذ عمر الشامي على... pic.twitter.com/7ni4LCCyk4
أثير عبدالله النشمي هي روائية وكاتبة سعودية بارزة، وُلِدت في الرياض عام 1984، واشتهرت بأعمالها الأدبية التي غالباً ما تتمحور حول موضوعات الحب والعاطفة والوفاء، ومن أبرز رواياتها سلسلة "أحببتك أكثر مما ينبغي"، و"فلتغفري"، و"في ديسمبر تنتهي كل الأحلام"، ولقد حققت مبيعات واسعة، ووجدت الكاتبة طريقها نحو التألق والشهرة من بوابة روايتها الشهيرة التي تحمل عنوان "أحببتك أكثر مما ينبغي"، وكانت من أول الأعمال الروائية السعودية التي برزت في فترة وصفها النقاد بنهضة الرواية السعودية، وتُعد من أشهر كاتبات الأدب الرومانسي في السعودية، وتميزت أثير النشمي بأسلوبها الأدبي المميز الذي كتبت فيه معظم أعمالها، والذي يلامس القضايا العاطفية والإنسانية، مثل الحب والصداقة والوفاء، كما تميزت أثير بثقافتها الواسعة، و لها أعمال أدبية أخرى على غرار "ذات فقد" سنة 2015، وروايات أخرى لا تقل شهرة ونجاحاً عن نظيراتها السابق ذكرها.
نحو المزيد عن احتفالات المملكة تابعي الرابط: احتفاءً بيوم التأسيس.. كتب تعرفك إلى تاريخ المملكة العربية السعودية