mena-gmtdmp

في يوم النخيل العربي: حضور مهيب في الحضارات القديمة وأحد أبرز الرموز الثقافية السعودية

تعتبر أشجار النخيل من أبرز الرموز الثقافية العربية  - الاحتفال بيوم النخيل العربي
تعتبر أشجار النخيل من أبرز الرموز الثقافية العربية - الاحتفال بيوم النخيل العربي

في ظل ما يحظى به النخيل العربي من مكانة متميزة لدى الشعوب العربية والإسلامية وغيرها، وفي سياق العمل على تعزيز الوعي بأهمية شجرة النخيل من الناحية التاريخية والثقافية والاقتصادية يحتفل العالم اليوم 15 سبتمبر بيوم النخيل العربي، وقد تم اختيار هذا اليوم تحديداً لأنه يتزامن مع بداية موسم حصاد التمور في العديد من البلدان العربية.

النخيل العربي أحد أهم أيقونات التراث ورمز للهوية الثقافية العربية بلا منازع

النخيل العربي
تعتبر أشجار النخيل من أبرز الرموز الثقافية العربية


بدأ الاحتفال بيوم النخيل العربي بالعام 1981من قِبل وزارة الزراعة العراقية حيث عمدت العراق للاحتفال بيوم النخيل العربي والذي لاقى ترحيباً كبيراً من قبل جميع الدول العربية، حيث يمثل النخيل العربي أحد أهم أيقونات التراث ورمزًا للهوية الثقافية في عالمنا العربي بلا منازع، فقد ارتبط العرب بـهذه"الشجرة المباركة" و"شجرة الأم"، وهي من أسماء شجرة النخيل، منذ آلاف السنين، وتتجلى قيمتها فيما ارتبط بها من عادات وتقاليد اجتماعية وثقافية واقتصادية، فلطالما ارتبط النخيل كرمز للحياة، والرخاء، والكرم والعطاء، وغيرها من الصفات العربية الأصلية.
للنخيل كذلك حضور مهيب في الحضارات القديمة، مثل الحضارة المصرية، والحضارة البابلية، والحضارة السومرية، والحضارة اليونانية والأرمينية، وقد اتخذت تلك الحضارات من النخلة شعارات ورموز متعددة، كرست لبناء الهويّة الثقافية، واستخدمت النخلة ومنتجاتها في الممارسات العلاجية الشعبية، وقد تجلى حضورها في الآداب الشعبية من أمثال وأشعار وقصص، وفق هذا السياق ونظرًا لدورها المحوري في تطور الحضارات والتصاقها بكم من الممارسات الثقافية والفنية كالحرف اليدوية، الفنون التشكيلية، والآداب وما تبعها من عادات وتقاليد فقد أدرجتها منظمة اليونسكو في قائمتها للتراث الإنساني ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية .

النخيل أحد أبرز الرموز الثقافية في السعودية

تعتبر أشجار النخيل من أبرز الرموز الثقافية في السعودية، إذ تؤدي دوراً رئيسياً في تشكيل الهوية التراثية للمجتمع السعودي، بفضل تعدد استخداماتها، مثل تطوير أهم الحرف اليدوية في البلاد، ما جعلها مادة مثالية لصناعة المنتجات اليدوية، ومن خلال استغلال هذه الشجرة، حافظت أهم تلك الحرف على استمراريتها عبر الأجيال، معتمدة على الاستدامة والإبداع.
تحتوي المملكة العربية السعودية على أعداد هائلة من أشجار النخيل، وتُعدّ المملكة من الدول الرائدة عالميًا في إنتاج التمور، حيث تنتج أكثر من 1.6 مليون طن سنويًا، وتحتفي المملكة بيوم النخيل العربي من خلال العديد من الفعاليات والتي تدعو لتعزيز الاهتمام بقطاع النخيل من خلال إقامة مؤتمرات علمية لزيادة إنتاج النخيل وتطوير أساليب زراعته وتوسيع مشاريع إنتاجه.
يذكر أنه تم مؤخرًا تدشين الأمير سعود بن طلال بن بدر، محافظ محافظة الأحساء لـ #موسم_صرام_الأحساء 2025، بتنظيم من #المركز_الوطني_للنخيل_والتمور، ليُجسد الموسم عُمق محافظة الأحساء الزراعي وريادتها كأكبر واحة نخيل في العالم، ويواصل إبراز إرثها العريق في إنتاج التمور.
وإذا رغبت في التعرف إلى المزيد عن أهمية النخيل بالمملكة السعودية تابعي الرابط: السعودية تحقق اكتفاء ذاتيًا من إنتاج أجود التمور.. وإقبال كبير عليها في شهر رمضان

كيف بدأت زراعة النخيل؟

النخيل مصدر غذائي هام وُذكر في القرآن الكريم كرمز للنعم الإلهية، وهو محصول حيوي في العديد من البلدان ويساهم في الأمن الغذائي الوطني في العديد من الدول العربية . تُعد مصر والمملكة العربية السعودية وإيران من بين أكبر منتجي التمور في العالم، مما يُبرز الأهمية الدائمة لهذا النبات الاقتصادي في الزراعة العالمية.
لقد تم زراعة التمور في الشرق الأوسط ووادي السند منذ آلاف السنين، فهناك أدلة أثرية على زراعة التمور في كل من:

  • مهرغاره ، وهي حضارة العصر الحجري الحديث حوالي 7000 قبل الميلاد
  • ظهر النخيل في شرق شبه الجزيرة العربية قبل الميلاد على الرغم من أن الأصل الدقيق لا يزال غير مؤكد بسبب الزراعة المكثفة والتهجين
  • تم زراعة التمور منذ العصور القديمة من بلاد ما بين النهرين إلى مصر ما قبل التاريخ ، وهناك أدلة على استخدام المصريين القدماء الثمار لصنع عصير التمر كما أكلوا التمر عند الحصاد.
  • في بلاد الشام، ظهرت أقدم آثار التمور خلال العصر النحاسي في فلسطين والأردن

وبحسب الموقع الرسمي لمنظمة الأغذية والزراعة العالمية التابعة للأمم المتحدة (الفاو) fao.org، فقد بدأت زراعة التمور مع تدجين أشجار النخيل في الشرق الأوسط، وخاصةً في المنطقة المحيطة بالخليج العربي، (عُثر على بذور يعود تاريخها إلى أكثر من 7000 عام في جزيرة دلما في أبوظبي) وقد كانت أشجار النخيل هذه بالغة الأهمية للمجتمعات القديمة، حيث وفرت الغذاء والمواد والظل في البيئات الصحراوية، وانتشرت بعد ذلك التمور المزروعة، فقد نشر التجار التمور من الشرق الأوسط إلى شمال إفريقيا، وفي أنحاء جنوب غرب آسيا وإسبانيا، ثم إلى أجزاء أخرى من العالم، بما في ذلك الهند وباكستان. وقد أدخل الإسبان التمور إلى كاليفورنيا بحلول عام 1769، وكانت موجودة آنذاك حول بعثة سان دييغو دي ألكالا ، كما أدخلوها إلى المكسيك في وقت مبكر من القرن السادس عشر.

قد ترغبين في متابعة الرابط: في يوم النخيل العربي: عرفي طفلك إلى أهمية النخل في حياة الإنسان