الفلسفة تخصص مُلهم، وممارسة يومية قادرة على إحداث تحولات في المجتمعات. فهي تُمكّن من اكتشاف تنوع التيارات الفكرية في العالم، وتُحفّز الحوار بين الثقافات. وبإيقاظها للعقول لممارسة التفكير والنقاش العقلاني للآراء، تُسهم الفلسفة في بناء مجتمع أكثر تسامحاً واحتراماً. ومن ثمّ تُساعد على فهم التحديات المعاصرة الكبرى ومواجهتها من خلال تهيئة الظروف الفكرية للتغيير، وفق هذا السياق يحتفل العالم اليوم 19 نوفمبر باليوم العالمي للفلسفة.
فرصة جماعية للتفكير الحرّ والمنطقي والمستنير لفهم تحديات عالمنا المعاصر
بحسب الموقع الرسمي لليونسكو unesco.org، يتم الاحتفال باليوم العالمي للفلسفة في 19 نوفمبر من كل عام حيث تُؤكد اليونسكو على التزامها بنشر الفلسفة وتعاليمها عالمياً، حيث القيمة الراسخة للفلسفة واضحة جلية في تطوير الفكر الإنساني، لكل ثقافة ولكل فرد، وتُعد الاحتفالية فرصةً جماعيةً مذهلة للتفكير الحرّ والمنطقي والمستنير لفهم ومواجهة التحديات الكبرى التي تعصف بعالمنا المعاصر، و من ثمّ تُشجَّع اليونسكو جميع الشركاء على تنظيم أنشطة متنوعة، من حوارات فلسفية، ومناظرات، ومؤتمرات، وورش عمل، وفعاليات ثقافية، وعروض تقديمية، بمشاركة فلاسفة وعلماء من جميع فروع العلوم الطبيعية والاجتماعية، ومعلمين، وطلاب، وصحفيين، وممثلين عن وسائل الإعلام الأخرى، وعامة الناس.
بدأ الاحتفال باليوم العالمي للفلسفة في عام 2005، عندما قامت اليونسكو بإضفاء طابع مؤسسي على الاحتفالية، حيث تم نشر وثيقة برنامجية متعددة اللغات خلال الدورة الثالثة والثلاثين للمؤتمر العام لليونسكو في باريس، أكدت فيها اليونسكو على أهمية الفلسفة لجيل الشباب، وتعزيز التفكير النقدي، والوعي العالمي، على أن الاحتفال الفعلي قد بدأ بالعام 2008.
أهمية اليوم العالمي للفلسفة:

انشأت اليونسكو اليوم العالمي للفلسفة لعدة أسباب:
- أولاً، للتأكيد على أهمية الفلسفة والفلسفات تاريخياً وفي عالمنا المعاصر المتغير باستمرار.
- ثانياً، إتاحة الفرصة لحملات التوعية التي تروج للفلسفة باعتبارها شكلاً من أشكال التفكير النقدي وحل المشكلات التي يمكن أن تساعد في الإجابة على بعض أصعب أسئلة الحياة.
- ثالثاً، يهدف اليوم العالمي للفلسفة إلى تشجيع تدريس الفلسفة كتخصص أكاديمي، وكذلك في بيئات غير رسمية. ويهدف إلى تعزيز النقاشات الفلسفية، والتنوع، وتقبل الآراء المختلفة، واحترام حقوق الإنسان وكرامته.
والرابط التالي يعرفك: الفرق بين الفلسفة والحكمة
حوار حول أخلاقيات عدم المساواة والقيم التي تُشكل مجتمعات المستقبل
وفق اليونسكو سيُطلق اليوم العالمي للفلسفة 2025 حواراً حول أخلاقيات عدم المساواة والقيم التي تُشكل مجتمعات المستقبل. يدعم هذا الحدث مهمة برنامج MOST في مساعدة صانعي السياسات على إعادة النظر في النماذج الاجتماعية والاقتصادية السائدة، وإلهام العمل نحو مجتمعات عادلة وشاملة ومستدامة.
يُبنى حدث هذا العام على المناقشات التي بدأت من خلال سلسلة القيادة الفكرية، التي جمعت مفكرين بارزين في العلوم الاجتماعية والإنسانية طوال هذا العام 2025 لاستكشاف التحديات المجتمعية الحرجة والحلول المبتكرة. سيُعمّق يوم الفلسفة العالمي هذا الحوار من خلال دراسة الحدود الأخلاقية للثروة والمبادئ الأخلاقية التي تُوجّه مستقبلاً اجتماعياً واقتصادياً بديلاً.
كيف تحتفل اليونسكو باليوم العالمي للفلسفة 2025
بحسب الموقع الرسمي لليونسكو، تحتفل اليونسكو باليوم العالمي للفلسفة من خلال محاضرة رئيسية تلقيها الأستاذة إنغريد روبينز، الفيلسوفة والاقتصادية البلجيكية الهولندية، التي تشغل منصب أستاذة كرسي أخلاقيات المؤسسات في جامعة أوتريخت، في 20 نوفمبر الجاري، في باريس، حول أخلاقيات عدم المساواة والقيم التي تُشكل مجتمعات المستقبل.
خلال المحاضرة ستتناول البروفيسورة الحاجة الملحة لإعادة النظر في الأسس الأخلاقية والمؤسسية لمجتمعاتنا في مواجهة تفاقم عدم المساواة، وتآكل الديمقراطية، وتفاقم أزمة المناخ، كما ستتحدث عن البشرية وكيف تقف الآن عند مفترق طرق حضاري، تاركةً وراءها نموذجاً غير مستدام للتنمية دون بوصلة أخلاقية واضحة لما ينبغي أن يليه.
استناداً إلى عملها الأخير في نظرية الحدية وأبحاثها الأوسع حول أخلاقيات المؤسسات، ستتحدث روبينز وفق دراستها عن القيم والمبادئ التي يمكن أن تدعم الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية البديلة - أنظمة تُعطي الأولوية لازدهار الإنسان والتضامن والمسؤولية البيئية.
من خلال استكشاف السيناريوهات المستقبلية المحتملة، ستدعو صانعي السياسات والباحثين والمواطنين على حد سواء إلى التفكير في أنواع المجتمعات التي نرغب في بنائها، ودراسة القيم والمبادئ الأخلاقية التي تُمثلها، والافتراضات الأساسية التي ترتكز عليها، والفئات التي ستستفيد أكثر إذا أصبحت مجتمعات المستقبل القريب.
البروفيسورة إنغريد روبينز
جدير بالذكر أن البروفيسورة إنغريد روبينز، قد مُنحت جائزة ستيفين، خلال هذا العام 2025، وهي أعلى وسام أكاديمي في هولندا.
تدربت البروفيسورة على يد أمارتيا سين، الحائز على جائزة نوبل، وتجمع بين التحليل الاقتصادي الدقيق والبحث الفلسفي لاستكشاف الأبعاد الأخلاقية للمؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والنتائج التي تُحققها. يقدم أحدث كتاب لها، "الحد من الثراء الفاحش: الحجة ضد الثراء الفاحش" حجة قوية للحد من الثراء الفاحش كشرط لتحقيق العدالة والديمقراطية والاستدامة. بعد عقود من البحث في التنمية البشرية ومنهج القدرات، وتقود الآن فريقاً يبحث في القيم والمبادئ الأخلاقية التي تقوم عليها مختلف النظم الاجتماعية والاقتصادية.
وإذا تابعتِ السياق التالي ستتعرفين إلى: أنواع الفلسفة





