mena-gmtdmp

نصائح للشباب للتخلص من مشاعر الفشل والإحباط وإعادة بناء النفس

الفشل والاحباط
فتاة يبدو عليها علامات الفشل والاحباط

في رحلة الحياة، لا أحد ينجو من لحظات الفشل أو نوبات الإحباط، سواء كنت طالباً يسعى لتحقيق النجاح الأكاديمي، أو محترفاً يواجه تحديات في العمل، أو حتى شخصاً يكافح في علاقاته أو صحته، فإن الشعور بالإحباط قد يتسلل إلى النفس ويثقلها. لكن الحقيقة التي يغفلها الكثيرون هي أن الفشل ليس نهاية الطريق، بل هو جزء طبيعي من عملية النمو والتطور.
فكيف يمكننا التعامل معه بطريقة صحية؛ تعزز من قوتنا الداخلية بدلاً من أن تضعفنا؟
وفي هذا الصدد، التقت "سيدتي" بـ مريم بواطنة، مدربة حياة في التشافي العاطفي وجذور الأعراض والأمراض، للحديث عن خطوات التعامل مع الفشل والإحباط.

إعداد: إيمان محمد

كيف تتغلب على الإحباط والفشل؟

تشير الكوتش مريم إلى أهمية مواجهة الفشل والإحباط؛ من منطلق أنهما مشاعر طبيعية ناتجة عن الحياة، وأن الأمر لا يمكن أن ينتهي عند هذا الحد. وقدمت بواطنة خطة للتخلص من هذه المشاعر السلبية.

الاعتراف بالمشاعر من دون إنكارها

من أولى خطوات التعافي من الفشل؛ هو الاعتراف بالمشاعر التي ترافقه. الحزن، الغضب، الخيبة، وحتى الشعور بالذنب، كلها مشاعر إنسانية طبيعية. تجاهلها أو كبتها لا يؤدي إلا إلى تراكمها داخلياً، مما ينعكس سلباً على صحتنا النفسية والجسدية. اسمح لنفسك بالشعور، بالبكاء إن احتجت، وبالتعبير عما يدور في داخلك من خلال الكتابة أو الحديث. التعبير عن الألم هو بداية التعافي، وهو فعل شجاع لا يدل على ضعف، بل على إنسانية حقيقية. "الفشل لا يعني أنك ضعيف، بل يعني أنك حاولت".

الاختصاصية مريم بواطنة كوتش في التشافي العاطفي وجذور الأعراض والأمراض

إعادة تعريف الفشل

كثيراً ما نربط الفشل بعدم الكفاءة أو النقص، لكن في الحقيقة أن إعادة تعريف الفشل هو من أهم خطوات التعامل معه بطريقة بناءة وإيجابية، بحيث نقوم بالنظر إليه كفرصة للتعلم واكتساب مهارات جديدة، والقدرة على التعامل مع التحديات بشكل أفضل في المرات القادمة.
هو فرصة لفهم ما لم ينجح، ولماذا، وكيف يمكننا التحسين. عندما نعيد تعريف الفشل على أنه تجربة تعليمية؛ نبدأ في رؤيته كجزء من عملية النمو وليس كوصمة أو نهاية. اسأل نفسك:

  • ما الذي تعلمته من هذه التجربة؟
  • ما المهارات التي اكتسبتها؟
  • كيف يمكنني تعديل خطتي للمرة القادمة؟

بهذا المنظور، تتحول التجربة من فشل إلى نقطة انطلاق جديدة.

ممارسة التفكير المرن

التفكير المرن هو القدرة على رؤية الأمور من زوايا متعددة، وتقبّل أن الحياة لا تسير دائماً وفقاً لتوقعاتنا. عندما نواجه الفشل، من المفيد أن نبتعد عن التفكير بطريقة "يا أبيض.. يا أسود"، وأن ننظر إلى الأمور كطيف من الاحتمالات، وأنه هناك "الرمادي" أيضاً. هذا النوع من التفكير يساعدنا على تجاوز الإحباط، ويمنحنا مساحة للتجربة والتطور من دون تعلق زائد بالنتائج.

الإحباط شعور طبيعي - المصدر freepik

طلب الدعم وعدم العزلة

الإحباط قد يدفعنا إلى الانعزال، لكن التواصل مع الآخرين هو أحد مفاتيح التعافي. تحدث إلى صديق، مدرب، أو معالج نفسي. مشاركة مشاعرك لا تعني ضعفك، بل تعني أنك إنسان. الدعم الاجتماعي يعزز من قدرتنا على الصمود، ويمنحنا منظوراً جديداً، وقد يكون مصدراً للإلهام أو التوجيه في لحظات الضياع.

العناية بالنفس

في لحظات الفشل، من السهل أن نهمل أنفسنا ونغرق في جلد الذات. لكن العناية بالنفس تصبح أكثر أهمية في هذه الأوقات. خصص وقتاً للراحة، تناول طعاماً مغذياً، مارس التأمل أو الرياضة، وامنح جسدك وعقلك فرصة للتعافي. تذكّر أن قيمتك كإنسان لا تتحدد بنتائجك، وأنك تستحق الحب والرعاية دائماً، خاصة عندما تشعر أنك في أدنى حالاتك.

إعادة التركيز على الهدف

بعد أن تهدأ العاصفة، اسأل نفسك: ما هو هدفي الحقيقي؟ هل ما زلت أرغب في تحقيقه؟ أم أن الفشل كشف لي طريقاً جديداً؟ أحياناً يكون الفشل بوابة لإعادة اكتشاف الذات وتعديل المسار. لا تخف من إعادة التقييم، فالحياة ليست خطاً مستقيماً، بل سلسلة من المنعطفات التي تقودنا إلى حيث ننتمي حقاً.

بناء المرونة النفسية

المرونة النفسية هي القدرة على النهوض بعد السقوط، وهي مهارة يمكن تطويرها. من خلال مواجهة التحديات، والتعلم من التجارب، وتغذية العقل بمعتقدات إيجابية، نصبح أكثر قدرة على التعامل مع الإحباطات المستقبلية. تذكر أن كل مرة تنهض فيها؛ تصبح أقوى، وأن كل تجربة تضيف إلى رصيدك الداخلي من الحكمة والقوة.
وأنهت الكوتش مريم بواطنة حديثها قائلة: "الفشل ليس عدواً، بل مرآة تعكس لنا أين نقف، وماذا نحتاج لننمو؟ الإحباط شعور طبيعي، لكنه لا يجب أن يسيطر علينا. من خلال الاعتراف بالمشاعر، إعادة تعريف الفشل، طلب الدعم، والعناية بالنفس؛ يمكننا تحويل لحظات الانكسار إلى فرص للارتقاء والتعافي. كن لطيفاً مع نفسك، وامنحها الوقت والمساحة لتتعافى. ففي كل سقوط، هناك بذرة لقيام جديد، وفي كل إحباط، هناك درس ينتظر أن يُفهم ويُحتضن".
قد يعجبكم أيضاً: عبارات عن الانضباط الدراسي نحو تحقيق نتائج أكاديمية متميزة