في عصرنا الحديث، أصبحت التكنولوجيا جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وتحديداً في حياة الفتيات اللواتي نشأن في بيئة رقمية تحيط بهن من كل جانب. مواقع التواصل الاجتماعي، الهواتف الذكية، والتطبيقات المتنوعة فتحت لهن أبواباً واسعة للتواصل والمعرفة، لكنها في الوقت نفسه شكلت تحدياً حقيقياً في الحفاظ على التوازن بين العالم الرقمي والواقع الحقيقي.
فكيف يمكن للفتاة أن تعيش حياة متوازنة لا تطغى فيها التكنولوجيا على علاقاتها الاجتماعية، وصحتها النفسية، ونموها الشخصي؟
من هنا، تبرز أهمية الوعي، وتنظيم الوقت، والعودة إلى الحياة الاجتماعية، كخطوات أساسية لتحقيق هذا التوازن المنشود. فريال حلاوي أستاذة محاضرة ومستشارة في تطوير الذات تشرح لـ"سيدتي" أكثر حول هذا الموضوع.
كيف يمكن للفتاة أن تعيش حياة متوازنة؟

من المهم أن نميّز بين الواقع الحقيقي والواقع الافتراضي، لأن الدمج بينهما قد يكون له تأثير خطير جداً على الصحة النفسية، وهو أمر نراه كثيراً حالياً.
- الوعي: الخطوة الأولى هي الوعي بالتأثيرات السلبية للتكنولوجيا والانغماس في العالم الافتراضي، سواء على الصحة النفسية أو الجسدية.
- تحديد الوقت: من الضروري تحديد وقت معيّن لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي. يمكن استخدام منبّه أو تطبيق لمراقبة الوقت المخصّص يومياً، مثل نصف ساعة أو وقت محدد لا يجب تجاوزه.
- العودة إلى الواقع: من خلال الانخراط في النشاطات الواقعية مثل الرياضة، النشاطات البدنية، التأمل، أو أي نشاط يساعد على الارتباط بالعالم الحقيقي.
- العلاقات الاجتماعية الواقعية: من المهم الحفاظ على علاقات اجتماعية حقيقية مع الأصدقاء في الحياة الواقعية، وليس فقط عبر العلاقات الافتراضية، لأن العلاقات الرقمية قد تؤثر سلباً على الصحة النفسية. الهدف الأساسي هو تحقيق توازن صحي بين الاستفادة من التكنولوجيا والانخراط في الحياة الواقعية.
ما رأيك الاطلاع على جهاز يتيح تذوق الطعام افتراضيًا من الشاشة.. ما القصة؟
التوازن بين الواقع والتكنولوجيا ضروري للحفاظ على صحة نفسية وجسدية سليمة.
الفتاة تحديدًا تحتاج إلى توازن أكبر من غيرها، لأنها تتعرض باستمرار للمقارنة، خصوصًا في فترة المراهقة. إذ تتأثر بـ "الإنفلونسرز" على مواقع التواصل الذين يقدمون صوراً مثالية وخيالية لأجسادهم أو حياتهم الزوجية أو مستوى المعيشة. هذه الصور غير واقعية وتؤثر على تقدير الذات، وتُشعر الفتاة أنها غير مكتفية.
لا للإنغماس في الخيال نعم للواقع
يجب على الفتيات أن يكنّ أكثر وعيًا بهذه التأثيرات، وأن يعدن إلى المعايير الواقعية، لأن الانغماس في الخيال والمقارنة المستمرة يجعلنا نشعر دائمًا بالضغط ويقلل من تقديرنا لأنفسنا.
فعندما تكون هناك مناسبات عائلية، علينا المشاركة بها، ولا يجوز الانسحاب من الحياة الاجتماعية. نعلم جميعًا أنه بعد جائحة كورونا، بدأ الناس يميلون إلى الانعزال الاجتماعي، لكن لا بد من العودة إلى التفاعل، مثل زيارة الأقارب، وتناول الغداء مع العائلة.
حتى التواجد في الطبيعة، والذهاب إلى البحر أو الجبل والجلوس مع الذات، يبقى أفضل من الانغماس الكامل في العالم الافتراضي، وتكوين صداقات وهمية.
كما يجب أن نُدرك أن الصورة التي نقدمها عن أنفسنا على مواقع التواصل غالبًا ما تكون هوية غير حقيقية. مثلاً، قد تظهر المرأة على أنها غنية، أو أن زوجها يعاملها بطريقة مثالية، وهذا ليس واقعها الحقيقي. هذا التناقض بين الهوية الرقمية والهوية الواقعية يُشكل ضغطًا نفسيًا كبيرًا.
أيضًا، لا نُدرك خطورة الاستخدام المفرط لمواقع التواصل على صحتنا النفسية. فالكثير من الناس يدخلون في عزلة وينسحبون من النشاطات الاجتماعية، وتصبح صداقاتهم فقط عبر الإنترنت. كما يفشلون في التوازن بين أوقات العمل وأوقات الراحة أو التسلية.
كيف نحقق التوازن بين العالم الافتراضي والواقع؟
الحل لتحقيق التوازن هو:
- العودة للحياة الاجتماعية
- المشاركة في النشاطات
- تطوير المهارات والقدرات
- تحديد وقت محدد لاستخدام مواقع التواصل يوميًا
- استخدام منبّه لتجنّب الإفراط
يمكنك أيضاً متابعة ميزة جديدة من جوجل.. شراء الملابس وتجربتها باستخدام الذكاء الاصطناعي