mena-gmtdmp

كيف يساعد النضج العاطفي الشباب على إدارة مشاعرهم؟

النضج العاطفي يساعد على إدارة المشاعر -المصدر: freepik
النضج العاطفي يساعد على إدارة المشاعر -المصدر: freepik

في مرحلة الشباب عادة ما تشكل المشاعر جزءاً كبيراً من القرارات والسلوكيات، والأزمة أنها مشاعر متسرعة وغير ناضجة. لا مانع من أن يشغل الجانب العاطفي جزءاً من الحياة، لكن بشكل منظم وناضج وإلا أضرت بالشاب أو الفتاة.
يمكن القول إن النضج العاطفي هو ركيزة الاتزان والقرارات السليمة، وكذلك العلاقات الاجتماعية والعاطفية المتزنة؛ لذلك هو مهارة يجب اكتسابها. ونقول مهارة لأن لا أحد يُولد بميزة النضج العاطفي في حين هي نتيجة لتجارب.

ما النضج العاطفي؟

النضج العاطفي بحسب تعريف الخبراء هو القدرة على فهم المشاعر وإدارتها بوعي وذكاء، لا مانع من أن يعبر الشباب عن مشاعرهم، ولكن بطريقة متزنة وفي الوقت المناسب.
وأشار خبراء Psychology Today إلى أن الشخص الناضج عاطفياً لا يعني أنه لا يشعر بالغضب أو الحزن، بل يتمثل نضجه في قدرته على إدارة هذه المشاعر والحد من الانفعالات، والتعامل مع العواطف بطريقة واعية لا تصل بالشخص إلى الانفجار.
ويتمثل جوهر النضج العاطفي في القدرة على تحمل المسؤولية عن المشاعر والتصرفات، وعادة الشخص الناضج عاطفياً لا يلقي باللوم على الآخرين، في حين يُقيِّم الموقف ويتحمل الجزء الخاص به ويعترف بأخطائه، بل يبحث عن حلول وطرق لإصلاح الموقف المسبب للضغط.

سمات الشخص الناضج عاطفياً

من خلال الدراسات المنشورة على موقع Positive Psychology، يمكن تلخيص أبرز سمات النضج العاطفي في النقاط التالية:

الوعي الذاتي بالمشاعر

الشاب الذي يتمتع بنضج عاطفي هو شخص واعٍ ومدرك تماماً لمشاعره، ولا يخطئ في تفسيرها وفهم أسبابها.

ضبط الانفعالات

إذا تحلَّى الشباب بالنضج العاطفي؛ فهذا يعني انفعالات أقل بكثير، لأن النضج العاطفي يرتبط بالقدرة على التروي قبل الاستجابة لأي موقف.

التفكير الواقعي

الأشخاص غير الناضجين عاطفياً عادة ما يعيشون في تفاصيل خيالية، على عكس الشخص الناضج عاطفياً الذي يفضل الابتعاد عن المبالغات، ورؤية الأمور كما هي على الواقع.

النضج العاطفي ينظم الانفعالات -المصدر: freepik

التعاطف

إذا وصل الشاب أو الفتاة إلى مرحلة من من الوعي بالمشاعر وأسبابها وانحرافاتها؛ فهذا يساهم في فهم وتقدير مشاعر الآخرين واحترام اختلافاتهم.

القدرة على التواصل

الشخص الناضج عاطفياً ناجح في التواصل، وكذلك لديه قدرة أكبر على التعبير عن المشاعر بصدق وهدوء؛ فهو لا يخجل من الظهور بطبيعته من دون ادعاء.

تحمل المسؤولية

قد يكون تحمل المسؤولية نتيجة لجميع الصفات السابقة؛ فالشاب الناضج عاطفياً لا يقلقه الاعتراف بالخطأ والعمل على إصلاحه، وهذه الصفة تحديداً من النادر أن تكون في مرحلة الشباب.
الجدير بالذكر، هذه الصفات ليست فطرية بالضرورة، بل يمكن تنميتها من خلال التدريب والممارسة اليومية.

كيف تمارس النضج العاطفي يومياً؟

النضج العاطفي ليس حالة ثابتة، بل هو سلوك يمكن ممارسته يومياً عبر خطوات بسيطة لكنها عميقة الأثر، ومن ثَم لا صحة لمن يقول إنها صفة يُولد بها الإنسان في حين هي شيء يمكن اكتسابه، ولاسيما في مرحلة الشباب. وحسب Positive Psychology، هنا بعض الإرشادات العملية التي تساعد على تعزيز النضج العاطفي:

تخصيص وقت للتفكير

صحيح أن وتيرة الحياة سريعة للغاية، إلا أن النصيحة التي يقدمها الخبراء للشباب، هي تخصيص وقت للتفكير الذاتي. ابدأ يومك أو اختمه بجلسة قصيرة للتأمل في مشاعرك وأفكارك. اسأل نفسك: ماذا أشعر الآن؟ ولماذا؟ هذه المراجعة اليومية تساعد على زيادة الوعي بالمشاعر، وهو الأساس الأول للنضج العاطفي.

تنفس قبل الرد

الغضب يجعل أي شخص يتسرع بالرد؛ لذلك من الأفضل في المواقف المثيرة للغضب أن تأخذ نفساً عميقاً قبل الرد. هذه الثواني القليلة كفيلة بتحويل رد فعلك الاندفاعي إلى استجابة أكثر حكمة وهدوءاً.
اقرئي أيضاً: لماذا يحب الجيل زد العمل التطوعي؟

ممارسة الامتنان

يغفِل الشباب الشعور بالنعم، وعادة ما يركزون على مناطق الإخفاق. بينما التركيز على الأمور الإيجابية، مهما كانت صغيرة؛ يساعد على إعادة التوازن النفسي، ويخفف من الشعور بالتذمر أو السخط المستمر.

الاستماع أكثر من التحدث

الاستماع الجيد يمنحك فهماً أعمق للآخرين، ويعزز من قدرتك على التعاطف معهم. اجعل هدفك اليومي أن تستمع دون مقاطعة، وأن تحاول رؤية الأمور من منظور الطرف الآخر.

شجاعة الاعتراف

من مظاهر النضج لدى الشباب أن تقول "أنا آسف" بصدق عند الخطأ؛ فالاعتذار لا يقلل من مكانتك، بل يعكس قوة داخلية ووعياً بالمسؤولية.

وضع حدود صحية

لا مانع من أن تقول "لا" عند الحاجة؛ فهذا لا يتعارض مع كونك شخصاً ودوداً أو تحب الآخرين، لكن عليك بحماية طاقتك من الإهدار، وذلك من خلال وضع حدود صحية.

تطوير المهارات الاجتماعية

جزء من النضج العاطفي يتمثل في مهارات التواصل مثل المشاركة في الأنشطة الجماعية، أو النشاط التطوعي الذي يعزز لدى الشباب الشعور بالآخرين والمسؤولية المجتمعية.