mena-gmtdmp

البنات والشباب في 2025.. هل تغيّرت طريقة التفكير فعلاً؟

الشباب والبنات في 2025
الشباب والبنات في 2025

في خضمّ التحوّلات السريعة التي يشهدها العالم في السنوات الأخيرة، يبرز جيل الشباب والبنات في عام 2025 كصورة حيّة لتغيّر عميق في طريقة التفكير، وأسلوب الحياة، والعلاقات الإنسانية. لم تعد الحدود الجغرافية أو القيم التقليدية وحدها هي التي تشكّل هويتهم، بل دخلت التكنولوجيا والإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي كعوامل رئيسية في بناء رؤيتهم للعالم ولأنفسهم.

جيل اليوم وُلد في عصر الإنترنت، ونشأ على الشاشات، وتكوّنت ذاكرته البصرية والذهنية من خلال الصور القصيرة والفيديوهات السريعة والمحتوى المتجدد على مدار الساعة. إنه جيل يعرف أكثر، ويتفاعل أسرع، لكنه يشعر أيضاً أكثر.

تتبدّل لديه المفاهيم القديمة للنجاح والسعادة، وتتحوّل القيم من "ما يريده المجتمع" إلى "ما أريده أنا"، ومن الالتزام بالتقليد إلى السعي لاكتشاف الذات والهوية الفردية.

ومع دخول عام 2025، يبدو جلياً أن جيل الشباب اليوم- المولودين تقريباً بين عامي 1997 و2012- يعيش مرحلة فكرية وسلوكية مختلفة كلياً عمّا عرفته الأجيال السابقة.

فالعالم الرقمي السريع، والانفتاح الثقافي غير المسبوق، والتطورات التكنولوجية المستمرة؛ أعادت تشكيل طريقة التفكير، ونمط الحياة، وحتى مفهوم الهوية والنجاح.

خصائص الجيل الجديد برأي مختصة

الدكتورة فرح الحر، اختصاصية الصحة النفسية


تصف الدكتورة فرح الحر، اختصاصية الصحة النفسية، خصائص هذا الجيل بأنها مزيج بين الطموح، السرعة، والمرونة، لكنها أيضاً مليئة بالتحديات النفسية والاجتماعية الجديدة.

أولاً: التواصل الرقمي والسلوك الاجتماعي

  • يتفاعل الشباب اليوم في الغالب عبر الشاشات؛ رسائل قصيرة، رموز تعبيرية، مكالمات فيديو، ومنصات التواصل الاجتماعي.
  • العلاقات أصبحت رقمية أكثر من كونها واقعية، واللغة الرمزية والبصرية حلّت محلّ الكلمات الطويلة والمحادثات العميقة.
  • هذا النمط عزّز السرعة في التواصل، لكنه في المقابل قلّل من مهارات الحوار الواقعي والتفاعل الوجداني المباشر.

يمكنك متابعة كيف يرى جيل ألفا العالم؟ اختلاف النظرة بين الأجيال القديمة والجديدة

ثانياً: التحفيز والدافعية السريعة

  • جيل اليوم يبحث عن الإنجاز الفوري.
  • يريد أن يرى نتائج سريعة، سواء في الدراسة، العمل، أو العلاقات.
  • إنه جيل لا ينتظر كثيراً، يسعى إلى تحقيق ذاته بسرعة، ويؤمن بأن السعادة تكمن في الشغف والاكتشاف المستمر، لا في الثبات والاستقرار.
  • ومع ذلك، فإن قلة الصبر والميل إلى الإنجاز اللحظي قد تؤدي أحياناً إلى تشتّت الأهداف، وعدم المثابرة على المدى الطويل.

ثالثاً: طريقة التفكير البصرية والتجريبية

  • يُفضّل شباب 2025 الصور، الفيديوهات القصيرة، والمحتوى السريع على القراءة الطويلة أو التحليل العميق.
  • فهم جيل يعتمد على التجربة الحسية والمشاهدة أكثر من التلقين أو المحاضرات التقليدية.
  • هذا التحول جعل تفكيرهم تجريبياً وبصرياً، لكنه قلّل أحياناً من مهارات التركيز والقراءة النقدية المتعمقة.
جيل اليوم يعيش مرحلة فكرية وسلوكية

رابعاً: الهوية المتغيرة والانتماء العالمي

  • الهوية لدى هذا الجيل مرنة ومتبدّلة.
  • فهم يشعرون بأنهم مواطنون عالميون، ينتمون إلى ثقافة الإنترنت أكثر من أي حدود جغرافية.
  • ومع ذلك، يسعون جاهدين للحفاظ على فرادتهم الشخصية؛ أي أن يكون لكلٍّ منهم بصمة خاصة تميّزه عن الآخرين، سواء في المظهر، الفكر، أو أسلوب الحياة.

خامساً: نظرتهم إلى السلطة والعلاقات

  • لم يعد جيل اليوم يقبل السلطة الصارمة أو التعليمات غير المبرّرة.
  • إنهم يفضّلون الحوار والإقناع على الأوامر.
  • يتعاملون مع الأهل والمعلمين كـ شركاء وأصدقاء، ويحبّون التعلم من خلال المشاركة، الألعاب، والتجارب الواقعية، لا من خلال التلقين التقليدي.
  • وفي العلاقات الإنسانية، يقدّرون الصدق والعاطفة أكثر من المظاهر أو الأشكال الرسمية.

سادساً: الوعي النفسي والبحث عن التوازن

  • رغم الضغوط الرقمية والاقتصادية المتزايدة، يتميز هذا الجيل بوعي أكبر تجاه الصحة النفسية.
  • يمارس كثيرون منهم التأمل، وتمارين التنفس، ويميلون إلى مفاهيم مثل الـ mindfulness والتنمية الذاتية.
  • لكن في المقابل، يعيشون قلقاً متزايداً تجاه المستقبل؛ بسبب سرعة التغيرات التكنولوجية وصعوبة إيجاد مسار ثابت للحياة أو العمل.

سابعاً: القيم الجديدة ومعنى النجاح

  • أعاد جيل الشباب تعريف مفاهيم النجاح والحرية.
  • فهم لا يرون أن هناك طريقاً واحداً للنجاح، بل يؤمنون بالاختيار الحرّ والتجربة المستمرة.

ما رأيك بالاطلاع على جيل ألفا: أهم السمات والاختلافات عن جيل زد

  • يطرحون دائماً السؤال التالي: "لماذا أفعل هذا؟ وما القيمة التي سيضيفها لي؟".
  • إنهم يسعون وراء المعنى الشخصي لا المجد الاجتماعي، ويربطون القرارات بالمشاعر والهدف الداخلي أكثر من القواعد الخارجية.
  • جيل الشباب في 2025 هو جيل مرن، سريع التفكير، بصري، تجريبي، وإنساني في جوهره.
  • يرفض الأوامر، ويحب الحرية، ويبحث عن المعنى في كل تجربة.
  • لكن هذه الحرية السريعة قد تجعله يعيش صراعاً داخلياً بين الرغبة في الإنجاز الفوري والحاجة إلى الاستقرار والطمأنينة.
  • إنهم أبناء عصرٍ رقميٍّ لا يعرف التوقف، يحاولون وسط زحمة الشاشات أن يجدوا نسختهم الحقيقية من الحياة.