يعتقد بعض الشباب أن الثقة بالنفس صفة يولد بها الإنسان، لكن هذا ليس صحيحاً، الثقة سلوك يمكن اكتسابه وتعزيزه من خلال بعض العادات. كما أنه من الطبيعي أن يمر الإنسان بمراحل اهتزاز لهذه الثقة، غير أن الانتباه لذلك يساهم في عودة هذا الشعور تدريجياً.
تقول جيهان محمد صفر مستشارة ومدربة البروتوكول الدولي والتميز القيادي، في حديث خاص مع "سيدتي" إن مرحلة الشباب تحديداً هي الفترة الذهبية لصياغة هذه المهارة، لأنها مرحلة القرارات الأولى، التجارب الأولى، والخيارات التي تضع أساسات بقية الحياة.
وتتساءل " ما الذي يجعل الفرد يمتلك حضوراً قوياً، بينما يبدو آخر متردداً ؟ ما الذي يفرق بين شاب يتحدث بثبات ووضوح وشابة تخشى التعبير عن نفسها رغم جمال أفكارها؟". وتوضح " السر ليس في الظروف، بل في البنية الداخلية للثقة: الفكر، العادة، والسلوك".
وخلال حديثها كشفت جيهان صفر عن أسرار الثقة، وكيف يمكن لأي شاب أو شابة أن يبنيها بطريقة عملية وعميقة.
إعداد: إيمان محمد
ما هي الثقة بالنفس؟
بحسب صفر: "الثقة بالنفس هي تقييم صحي لقيمتك وقدراتك، مع إدراك نقاط قوتك وضعفك، من دون تهويل أو تهوين. هي إدراك بأنك قادر على المواجهة، والإنجاز، وعلى التعلّم مهما كان الطريق طويلاً، الثقة ليست غروراً، الغرور يرفعك على الآخرين بينما الثقة ترفعك أمام نفسك".

أسرار الثقة بالنفس
وحددت مدربة التميز القيادي مجموعة من الأسرار التي إذا عرفها الشباب عززت لديه شعور الثقة بالنفس، وجاءت كالتالي:
الثقة تأتي من الإنجازات الصغيرة
الشباب دائماً يبحث عن القفزات الكبرى، لكن الحقيقة أن الثقة تُبنى بالخطوات القصيرة. إنجاز بسيط يومياً يصنع داخلك أدلة نجاح ترفع ثقتك تدريجياً.
الحوار الداخلي هو البوصلة
كل إنسان لديه صوت داخلي، هناك من يجلده، وهناك من يقويه. الشباب الواثق هو من يدير هذا الحوار: يستبدل "لا أستطيع" بـ "سأجرب"، و"ماذا لو فشلت؟" بـ "سأتعلم مهما كانت النتيجة".
البيئة تصنع 50٪ من ثقتك
الجلوس مع الساخرين يطفئك لكن الجلوس مع المحفزين يشعل نورك. اختر دوائرك كما تختار مستقبلك.
الثقة مهارة جسدية أيضاً
لغة الجسد، طريقة المشي، وضعية الكتفين، مستوى الصوت وتعابيرك ليست مجرد مظاهر، إنها إشارات تُعيد برمجة الدماغ لزيادة الإحساس بالقوة.
التجارب الصعبة لا تكسر الثقة بل تنبتها
كل تحدّ يمر به الشباب هو مادة خام لبناء صورة أقوى عن نفسه. فقط يجب أن يعيد تفسيره: لماذا حدث؟ ماذا تعلمت؟ وكيف سيخدم مستقبلي؟

خطوات عملية لتعزيز الثقة بالنفس لدى الشباب
ترى كوتش جيهان محمد صفر أن الثقة صفة يمكن أن تُكتسب، وقدمت مجموعة من النصائح للشباب بهدف زيادة الثقة بالنفس:
بناء سجل إنجازات أسبوعي
تقول جيهان إنه يجب أن يتم تدوين الإنجازات مهما كانت صغيرة، استخدم ورقة، ملف، تطبيق، ثم حدد 5 إنجازات أسبوعية مهما كانت صغيرة. بعد 30 يوماً ستلاحظ تغيراً جذرياً في تقييمك لذاتك، لديك أدلة لا يمكن إنكارها على قدرتك.
طبّق "قانون الدقيقتين"
كل مهارة أو عادة تشعر أنها ثقيلة، ابدأها لدقيقتين فقط يومياً، بعد أسبوع ستتحول إلى عادة، وبعد شهر ستصبح جزءاً من هويتك.
تدريب الصوت
يمكن للشباب أن يقوموا بتدريب الصوت مرة واحدة أسبوعياً، من خلال:
- التحدث أمام المرآة لمدة دقيقة.
- قراءة فقرة بصوت ثابت.
- تسجيل صوتك ثم استمع لتطورك.
- تحسين الصوت يزيد الثقة بنسبة كبيرة.
استثمر في مظهرك
الاهتمام بالمظهر ليس شكلياً، إنه رسالة للنفس مفادها "أنا أستحق الأفضل". الشباب الذين يعتنون بمظهرهم يشعرون بطاقة أعلى لحسم قراراتهم.
اختبار الجرأة اليومية
اختار شيئاً صغيراً يخيفك وافعله، مثلاً اسأل سؤالاً فضولياً وابحث عن إجابته، تحدث مع شخص جديد، اطلب خدمة، قدم فكرة، لأن التعرض المتكرر للخوف يقلل تأثيره.
بيئة داعمة
الدعم هو سبيل للثقة، لذلك احذف من حياتك ما يكسرك، مثل شخص ساخر، أو عادة تصفح لمحتوى سلبي، أو المقارنة غير المنطقية بآخرين.
عقلية النمو
الشباب الواثق لا ينتظر الكمال ليبدأ، بل يبدأ ليصل إلى الأفضل، لأن الكمال يقتل الطموح، بينما النمو يغذيه.
أقرئي أيضاً عادات يومية لتعزيز السعادة والرضا النفسي ومفاتيح ذهبية لتحقيقها





