mena-gmtdmp

لماذا أشعر أنني غير محبوب؟

الشعور بعدم الحب
الشعور بعدم الحب

الشعور بأنك مرغوب فيك ومقدر ومحبوب من الآخرين هو أحد الاحتياجات الإنسانية الأساسية، ولكن عندما تشعر بعدم الاتصال بالآخرين أو بعدم القبول، يمكن أن يسبب ذلك ألماً عاطفياً عميقاً ويؤثر في صحتك النفسية بشكل عام، وهذا الشعور قد يجعلك تعتقد أنك غير مستحق للمحبة أو أن الآخرين لا يهتمون بك.
فالشعور بعدم القبول أو أن تكون غير محبوب تجربة شائعة، لكنها قد تكون مزمنة وتؤثر سلباً في حياتنا، وغالباً ما تنبع هذه المشاعر من أفكار سلبية حول الذات، وقد يكون مصدرها مجموعة متنوعة من العوامل، وعلى الرغم من أننا جميعاً نسعى للشعور بالقبول والانتماء؛ فإن انخفاض تقدير الذات يمكن أن يؤثر سلباً في علاقاتنا الاجتماعية.

إعداد: هاجر حاتم

فهم شعور عدم القبول

فهم شعور عدم القبول-مصدر الصورة موقع Freepik


الشعور بعدم القبول شعور إنساني طبيعي، وقد ينشأ من عدة عوامل، مثل مشاكل في العلاقات أو تدني احترام الذات أو التفكير السلبي المستمر. من المهم أن ندرك أن شعورك بعدم القبول لا يعكس قيمتك الحقيقية كشخص.
وقد يظهر شعورك بعدم القبول على مستويات متعددة: جسدياً، عاطفياً، نفسياً وروحياً، ويترك فراغاً في حياتك يحتاج إلى معالجة.

علامات الشعور بعدم القبول

عدم القبول
علامات الشعور بعدم القبول -مصدر الصورة موقع Freepik


قد يظهر هذا الشعور بطرق متعددة، منها:

  • الانسحاب الاجتماعي: الابتعاد عن النشاطات الاجتماعية أو الانعزال عن الآخرين.
  • انخفاض احترام الذات: وجود رؤية سلبية لنفسك ولمهاراتك.
  • الأفكار السلبية: الانغماس في التفكير السلبي والمشاعر المحبطة.
  • صعوبة تكوين العلاقات: صعوبة الاتصال بالآخرين أو الحفاظ على علاقات صحية.
  • أعراض جسدية: مثل التعب، الصداع، أو مشاكل هضمية أحياناً نتيجة للشعور بعدم القبول.

الأسباب الجذرية للشعور بعدم القبول

لا يوجد سبب واحد محدد لهذه المشاعر، لكنها غالباً ترتبط بعوامل مختلفة مثل صدمات الطفولة "رفض أو إهمال الوالدين"، أو توقعات المجتمع والثقافة، أو تجارب شخصية مؤلمة، كما يمكن أن يساهم الشعور بالعار الداخلي أو تدني تقدير الذات في تعزيز شعورك بعدم القبول، وتحديد السبب الجذري لهذه المشاعر هو الخطوة الأولى نحو الشفاء والتعافي.

عوامل تسهم في شعورك بعدم القبول

العوامل التي قد تسهم في شعورك بعدم القبول -مصدر الصورة موقع Freepik


تختلف أسباب الشعور بعدم القبول من شخص لآخر، لكن من أبرزها بحسب موقع lightfully:

  • الاكتئاب: يؤثر في نظرتك لنفسك وعلاقاتك، ويجعلك تشعر بالعزلة وعدم الاستحقاق.
  • اضطراب الشخصية الحدية "BPD": يسبب صعوبة في التحكم بالعواطف والخوف من الهجر؛ ما يجعل الشعور بالرفض أشد.
  • القلق: يؤدي إلى الإفراط في تحليل المواقف، والخوف من ارتكاب أخطاء اجتماعية، وبالتالي الانسحاب.
  • الصدمة الماضية: خاصة المتعلقة بالهجر أو الرفض، تجعل من الصعب الثقة بالآخرين والانتماء إليهم.
  • الأفكار المتطفلة: أفكار سلبية تظهر فجأة مثل "لا أحد يحبني" أو "لا أحد يهتم بي"، والتي قد تبدو حقيقية مع الوقت.
  • ميل إلى إرضاء الآخرين: السعي الدائم لإرضاء الآخرين قد يجعلك تشعر بعدم التقدير إذا لم يُقدر جهدك.
  • مشكلات التعلق: أساليب التعلق غير الآمنة تجعل الشعور بعدم القبول أسهل، سواء كنت تميل للقلق أو التجنب.
  • انخفاض احترام الذات: يجعل من الصعب الشعور بالمحبة أو التقدير من الآخرين، ويعزز الانسحاب والتفكير السلبي.

قد تتابعين أيضاً: عادات يومية لتعزيز السعادة والرضا النفسي ومفاتيح ذهبية لتحقيقها

أمور تساعدك على تخطي الشعور بأنك غير محبوب

هنا نشرح كيف يمكن للشخص التعامل مع شعوره بعدم القبول بطريقة بسيطة وعملية بحسب موقع williamsburgtherapygroup:

بناء علاقات صحية

العلاقات الصحية تقوم على التواصل، الحميمية، والاحترام المتبادل؛ فالشعور بأنك مرغوب فيك ومقدر في العلاقة أمر أساسي لصحتك النفسية، أما عندما تشعر بعدم الحب؛ فقد يؤدي ذلك إلى سلوكيات تؤذي نفسك أو ديناميكيات علاقة غير صحية.
لذلك؛ من الضروري العمل على تعزيز احترام الذات والتحدي الداخلي للأفكار السلبية قبل أن تصبح سلوكيات مستمرة تؤثر في علاقاتك، كما يمكنك أيضاً تعزيز الروابط من خلال قضاء وقت نوعي مع الآخرين، والتواصل المفتوح والصادق، لبناء أساس قوي لعلاقاتك.

التغلب على شعور عدم القبول

التغلب على هذه المشاعر يحتاج إلى وقت وصبر وحنان مع النفس؛ لذا فهناك بعض الإستراتيجيات المفيدة تشمل العمل مع معالج نفسي، ممارسة حب الذات، وبناء شبكة دعم من أصدقاء وعائلة موثوقين، وتذكر أنك لست وحدك؛ فالكثيرون يمرون بمشاعر مشابهة، وهذه المشاعر شائعة لكنها غير مفيدة إذا تركت دون معالجة.

استعادة السيطرة على حياتك

أخذ زمام حياتك بيدك أساسي للتغلب على الشعور بعدم القبول؛ إذ يمكنك خلق تغييرات إيجابية وبناء علاقات ذات معنى عبر الاهتمام بنفسك أولاً، والتركيز على احتياجاتك ورغباتك، فهذا يعزز شعورك بالانتماء والقيمة.

التعامل مع العلاقات غير الصحية

تماماً كما يمكن للعلاقات الجيدة أن تعزز احترام الذات، فإن العلاقات غير الصحية قد تزيد شعورك بعدم المحبة وتضعف ثقتك بنفسك؛ لذا فمن المهم التعرف إلى علامات العلاقات غير الصحية، وأولوية رعاية نفسك أولاً، وإذا كان الوضع صعباً للغاية؛ فقد يكون من الضروري طلب المساعدة المهنية.

دور التأمل الذاتي في الشفاء

التأمل الذاتي أداة قوية لفهم نفسك والنمو الشخصي؛ فالتفكير في مشاعرك وأفكارك وتجاربك يساعدك على التعرف إلى أنماط حياتك وفهم عواطفك بشكل أعمق، ويمكن أن يكون ذلك من خلال التدوين، التأمل، أو التحدث مع شخص قريب، وهذا يساعدك على تطوير وعي ذاتي أكبر وقبول أعمق لنفسك.

بناء شبكة دعم

إذا شعرت بعدم المحبة أو بالرفض، يمكنك محاربة هذه المشاعر من خلال محيطك بأشخاص إيجابيين يدعمونك، ابدأ بالأصدقاء والعائلة الذين تثق بهم، أو شارك في نشاطات تهمك مثل النوادي أو الفرق الرياضية لبناء علاقات جديدة، حيث إن شبكة الدعم تساعدك على الشعور بانتماء أقل وحدة وأكثر تقديراً لنفسك.

تقدير قيمتك الذاتية

الإيمان بقيمتك بوصفك شخصاً يعزز ثقتك بنفسك وتقديرك لذاتك، مارس حب الذات وقبول نفسك، واعتنِ بصحتك من خلال ممارسة الرياضة، تناول طعاماً صحياً، الخروج للطبيعة، والانشغال بالهوايات والأنشطة التي تحبها، وهذا يرفع شعورك بالارتباط والقبول ويمنحك صورة ذاتية إيجابية.

خلق حياة مليئة بالمعنى

للتغلب على شعور عدم القبول، من المهم أن تخلق حياة مليئة بالمعنى: تابع اهتماماتك وشغفك، وجرب الخروج من منطقة الراحة، وتحدَّ قدراتك، وافعل الأشياء التي تمنحك شعوراً بالرضا والسعادة؛ إذ إن بناء علاقات ذات مغزى يعزز شعورك بالارتباط والانتماء، ويزيد شعورك بالرضا عن حياتك.
قد يعجبك أيضاً قراءة أسرار الثقة بالنفس وكيفية تعزيزها في مرحلة الشباب