mena-gmtdmp

كيف نحافظ على الحب بعد قدوم الأطفال؟

زوجان يقضيان وقتاً جميلاً مع طفلهما الوليد بين أحضان الطبيعة
زوجان يقضيان وقتاً جميلاً مع طفلهما الوليد بين أحضان الطبيعة يحاولان استعادة الرومانسية والتقارب

تعتبر السعادة الزوجية بعد إنجاب الأطفال واحدة من أكبر التحديات التي قد يواجهها الكثير من الأزواج في حياتهما المشتركة، فتجربة إنجاب الطفل الأول تعتبر نقطة تحول مهمة في العلاقة الزوجية؛ إذ تتغير الأولويات وتزداد المسؤوليات، مما قد يقلل من الوقت المخصص للحياة الزوجية والمشاعر الرومانسية، ولهذا قد يتراجع البعض عن الإنجاب مرة أخرى بعد ولادة الطفل الأول بسبب هذه الصعوبات، بالسياق التالي تعرفي كيف تحافظين على الحب بعد قدوم الأطفال؟

تجربة إنجاب الطفل الأول تجربة فريدة ومليئة بالتحديات

زوجان يحملان طفلهما الأول معه ويبتسمان ويتشاركان المسئولية معاً حيث تجربة إنجاب الطفل الأول تجربة فريدة ومليئة بالتحديات


تقول خبيرة العلاقات الأسرية نادين عبد الله لسيدتي: تجربة إنجاب الطفل الأول تُعتبر فريدة ومليئة بالتحديات والمكاسب العاطفية، فقد يمر الزوجان بتغيرات كبيرة، قد تؤثر على التواصل والرومانسية، مما يجعل بعض العلاقات تفقد بريقها الأول، حيث يشعر الشريكان بأن السعادة الزوجية بعد إنجاب الأطفال تصبح مهمة أصعب من ذي قبل، ويبدأ الزوجان في مواجهة تحديات جديدة تتطلب توازناً بين تربية الأطفال، والحفاظ على العلاقة العاطفية بينهما، ولكن السعادة الزوجية بعد إنجاب الأطفال ليست أمراً مستحيلاً، بل هي تجربة يمكن أن تعزز العلاقة بين الزوجين إذا تم التعامل معها بحكمة ومرونة، وللحفاظ على الحب بعد قدوم الأطفال، ينبغي على الزوجين تخصيص وقت خاص لبعضهما، مثل الخروج معاً أو ممارسة نشاط مشترك، والتواصل بصراحة بشأن المشاعر والتوقعات، والتعبير عن الامتنان والتقدير لجهود الشريك، واستعادة الرومانسية والتقارب بين الشريكين.
قد ترغبين في التعرف إلى إجابة السؤال التالي: هل يؤثر إنجاب الأطفال على العلاقة بين الزوجين؟

استراتيجيات فعالة للحفاظ على الحب بعد قدوم الأطفال

التواصل والاستماع الفعال

تحدثا عن مشاعركما ومخاوفكما وتوقعاتكما بعد ولادة الطفل، فالصمت يفاقم المشكلات، كما ينبغي عليك التركيز والانتباه الكامل على ما يقوله شريكك، ومحاولة فهم وجهة نظره دون مقاطعة، وحافظي على التواصل البصري، وأظهري اهتماماً حقيقياً بما يقوله شريكك، وحاولي فهم وجهة نظره حتى لو لم تتفقي معه، مع ضرورة تخصيص وقت للاستماع له، وفهم ما يمر به، فالتحدث بصراحة عن المشاعر يساعد في تجنب الاستياء.

التعبير عن المشاعر بوضوح

ركّزي على استخدام عبارات "أنا" لوصف مشاعرك بدلاً من توجيه اللوم للشريك، وابدئي بتحديد ما تشعرين به بالضبط، واستخدمي كلمات واضحة وصادقة لوصف هذه المشاعر مثل "أنا أشعر بالحزن" أو "أنا قلقة"، وتحدثي بصراحة ودقة عما تشعرين به، عن طريق استخدام الكلمات المناسبة، ولغة جسد معبرة، ونبرة صوت واضحة، بهذا يمكنكما التعبير عن احتياجاتكما وتوقعاتكما بوضوح لكي تتمكنا من دعم بعضكما بالشكل الذي تحتاجانه.

الاهتمام بلغة الجسد

يجب استخدام لغة الجسد لتعميق التواصل وتعزيز الثقة والأمان بين الشريكين، وذلك من خلال التركيز على إشارات جسد إيجابية مثل " التواصل البصري المستمر، والانتباه، والابتسامة الحقيقية، الميل نحو الشريك أثناء الحديث، المبادرة باللمس اللطيف والداعم"، وللتعبير عن الاهتمام والحب، يجب الاستماع بانتباه مع الانحناء قليلاً، وتجنب حركات الجسد السلبية كالذراعين المتقاطعتين.

تبادلا الأدوار

زوجان يداعبان طفلهما الأول بسعادة فمشاركة مثل هذه اللحظات الجميلة يزيد من تقارب الزوجين


لاشك أن توزيع مهام رعاية الطفل والمنزل بشكل عادل يقلل الضغط على أحد الأطراف، ويعزز الشعور بالتعاون والشراكة بين الزوجين، مما يخفف التوتر ويقوي الرابطة، لذلك قوما بتدوير الاستراحة بينكما، وتعاونا معاً في المهام الليلية للاعتناء بالطفل، ومنح بعضكما قسطاً من الراحة، فمن الضروري تنظيم الأمور بهذا الشكل حتى لا تُلقَى كامل الأعباء والمسؤوليات على طرف واحد فقط دون الآخر، مما يخفف الإرهاق ويحقق توازناً نفسياً.

التعبير عن التقدير والامتنان

يجب على الشريكين تقديم عبارات الشكر والتقدير بانتظام في تعاملاتهما اليومية، مثل "شكراً لك" أو "أنا ممتن لك، كما يمكنهما التعبير عن حبهما وتقديرهما من خلال أفعال صغيرة مثل الاعتناء بالآخر، تقديم المساعدة في المهام، أو تقديم هدية بسيطة.

التفاهم أثناء الخلاف

اتفقا على عبارات جاهزة لخفض التوتر أو لتهدئة الأجواء عند بدء الخلاف لمنع تصاعد النزاع، كتأجيل النقاش لمدة قصيرة لتهدئة الأعصاب، أو التعامل مع الأمر كفريق واحد، وركزا على إيجاد حلول مشتركة بدلاً من تبادل اللوم، والعتاب.

استعادة الرومانسية والتقارب

الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، كاللمسات الرومانسية والرسائل التي تعزز التقدير، كالاتصال العاطفي من خلال لمسات بسيطة مثل إمساك الأيدي، أو العناق، أو تخصيص يوم في الأسبوع أو الشهر للخروج في موعد رومانسي، مثل تناول عشاء، أو مشاهدة فيلم، لتعيشا أجواء الخطوبة من جديد.

إحياء الذكريات

ذكّرا نفسيكما بالبدايات الرومانسية، كإحياء ذكرى بداية علاقتكما، وتكرار الأماكن والأغاني والهدايا التي كانت تجمعكما، من خلال زيارة الأماكن التي كنتما تذهبان إليها أو الاستماع للأغاني نفسها، وتذكرا كيف كان اهتمامكما منصباً على إسعاد الآخر.

ممارسة هوايات مشتركة

لابد من تجربة أنشطة مشتركة للحفاظ على الشغف، وفهم "لغات الحب" الخاصة بكل منكما، أو المشاركة في هواية واحدة أو إيجاد اهتمام مشترك لخلق فرص للتواصل والحديث عن أشياء مشتركة، فهي تعزز من قوة العلاقة وتزيد الروابط العاطفية من خلال خلق تجارب وذكريات مشتركة، كتعلم مهارة جديدة مثل الطبخ، الخروج في أنشطة خارجية كالمشي وركوب الدراجات، ممارسة الرياضة معاً للياقة البدنية.

طلب المساعدة عند الحاجة

لا تترددي في طلب المساعدة من العائلة، أو الأصدقاء، أو خبير علاقات أسرية أو المختصين النفسيين، أو مجموعات الدعم إذا واجهتكما أي صعوبة في التكيف، لضمان الحصول على الدعم اللازم لصحتكما الجسدية والعاطفية.
يمكنك كذلك التعرف إلى: كيفية التعامل مع عدم اتفاق الأزواج على إنجاب الأطفال؟