تُعرّف ضغوط العمل على أنها الإجهاد الوظيفي الناتج عن عدم القدرة على الموازنة بين متطلبات العمل والمسؤوليات الأسرية؛ مما يؤدي إلى انخفاض رضا الأسرة، وشعور الزوجين بالضغوط، وزيادة التوتر والاختلالات الصحية والعاطفيّة المؤذية؛ مما يؤدي إلى وجود مشكلات في العلاقة الزوجية.
كيف تؤثر ضغوط العمل على العلاقات الشخصية؟

تقول خبيرة العلاقات الأسرية حنان قنديل لـ«سيدتي»: ضغوط العمل قد تؤثّر على العلاقات الشخصية والاجتماعية للموظف؛ فتلك الضغوط هي ساعات العمل الطويلة، والتوقُّعات غير الواقعية، وحتى صراعات العمل، والإجهاد الوظيفي الناتج عن عدم التوافق بين متطلبات العمل وقدرات العامل واحتياجاته. كلها عوامل تتراكم وتُنشئ بيئة عمل مُرهِقة. فعندما تكون ضغوط العمل والحياة الأسرية غيرَ متوافقة مع بعضها البعض؛ فإن توتُّر الفرد في العمل قد ينتقل إلى المنزل؛ فيحدث الصراع بين الحياة الأسرية والعمل؛ مما يؤدي إلى مشكلات في العلاقة الزوجية. ولكن عند التعامل مع تلك الضغوط بفعالية وحكمة، يمكن للأفراد التغلُّب على تحديات ضغوط العمل، وتحقيق توازن أفضل في حياتهما العائلية؛ فيُحدث ذلك فرقاً كبيراً في الحفاظ على الصحة النفسية والجسدية والإنتاجية أيضاً.
والرابط التالي يعرّفك أكثر إلى: كيفية تعامُل الزوجين مع ضغوط الحياة
إستراتيجية فعالة للحفاظ على التوازن بين العمل والحياة
تقول قنديل: من الضروري تعلُّم كيفية التعامل مع تلك الضغوط، وإدراك علاماتها، والحد منها للحفاظ على التوازن بين العمل والحياة الشخصية؛ بحيث يمكن للفرد التعايش بسهولة بينهما، وذلك من خلال النصائح التالية:
ضع حدوداً واضحة
إن تحديد الحدود الزمنية بين العمل والحياة الشخصية، أمرٌ ضروري لتحقيق التوازن والنجاح للعمل والحياة الشخصية. فعند تجنُّب ممارسة العمل لساعات طويلة، وتخصيص وقت للأنشطة المفضلة، يمكنك المحافظة على صحتك العقلية والجسدية، والخروج من أتون ضغوط العمل، وتحقيق التوازن الذي يساهم في تحقيق النجاح المهني والشخصي معاً، وذلك عن طريق بذل جهدٍ واعٍ لوضع حدود، والانقطاع عن جوّ العمل عند الوجود بالمنزل، وإعطاء الأولوية لحياتك الأسرية، وعدم السماح لضغوط العمل بالانتقال إلى بيتك؛ أيْ لا بد من وجود فاصل بين وقت العمل ووقت الأسرة، كأن تتجنّب تفقُّد رسائل العمل، وإيقاف رسائل البريد الإلكتروني أو إقفال الهاتف خلال فترات الراحة، وذلك باستخدم تطبيقات وأدوات مساعدة، وذلك لتنظيم الوقت ومتابعة المهام المطلوبة.
تحديد الأولوية والمهام

إن تحديد الأولويات وتخصيص الوقت بحكمة، يُعتبر من أهم الإستراتيجيات لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية. فعلينا أن نتعرّف إلى أهمية إدارة وتخصيص الوقت بشكل فعّال؛ لضمان أداء الواجبات المهنية والشخصية بنجاح. كما أن العناية بنفسك أمرٌ أساسي للتعامل مع ضغوط العمل؛ فإجعل صحتك البدنية أولوية، وذلك من خلال ممارسة الرياضة بانتظام، واتباع نظام غذائي متوازن، والحصول على قسط كافٍ من الراحة، وراحة البال. وذلك لتجنُّب الإفراط في العمل والشعور بالضغط المستمر، وحتى تكون حياتك العائلية في حال أفضل.
تخصيص وقتٍ للعائلة
لا بد أن تخطط لقضاء وقت ممتع مع عائلتك، كتخصيص وقتٍ منتظمٍ للعائلة كطقوس يومية أو أسبوعية؛ فذلك أمرٌ ضروري. وذلك من خلال تنظيم فعاليات مشتركة أو أمسيات ألعاب عائلية، ويمكنك القيام بتوزيع المهام المنزلية لتوفير وقت مشترك. وحاول دائماً أن تأخذ فترات راحة منتظمة، وقضاء وقت معهم دائماً، وممارسة الهوايات؛ فذلك يمكن أن يساعدك على تقليل التوتر والضغوط الناجمة عن العمل؛ فتلك اللحظات من التواصل تُعزز روابطكما، وتُوفّر لكما استراحةً مُريحة من ضغوط العمل.
شارك عائلتك في حياتك المهنية
يمكنك أن تتحدث بصراحة مع عائلتك حول ضغوط العمل وصعوباته بغرض المشاركة؛ فذلك سيجعلهم يتفهّمون طبيعة عملك ويصبحون أكثر دعماً لك، كما يمكنك اصطحاب زوجتك وأبنائك إلى مناسبات العمل الاجتماعية، وذلك لتعزيز الفهم والتواصل.
المرونة في العمل
لا تتردد في طلب المساعدة والدعم من صاحب العمل؛ فيمكنك أن تناقش مع صاحب العمل إمكانية العمل عن بُعد أو في ساعات معيّنة، أو التناوُب في ساعات العمل إن أمكن، مع أحد الزملاء؛ مما يمنحك مرونة أكبر لقضاء وقت مع عائلتك.
قد ترغبين في التعرُّف إلى كيفية تحقق "الرفاهية العائلية" عبْر الادخار؟
اعتماد نمط حياة سليم

يمكنك اتباع تقنيات العناية بالصحة النفسية والاسترخاء "كاليوغا والتأمل"؛ فهي تعمل على تصفية ذهنك. كما يمكنك الحفاظ على صحة جسدية، وذلك من خلال نظام غذائي صحي ونشاط بدني منتظم ومستمر، وتخصيص وقت للهوايات والاهتمامات الشخصية. أو حتى القراءة؛ فهي تمكّنك من تهدئة العقل وإعادة التوازن، مع الحرص على ممارسة الرياضة بانتظام، مع الحصو ل على قدرٍ كافٍ من النوم، وذلك لتعزيز طاقتك وقدرتك على التعامل مع الضغوط؛ فالتمارين الرياضية تلعب دوراً مهماً في تخفيف التوتر والإجهاد، وتساعد على تحسين المزاج والشعور بالسعادة.
التواصل المفتوح والصادق
التواصل الواضح والصريح ضروري، ليس فقط لمعالجة ضغوط العمل؛ بل أيضاً للحفاظ على حياة عاطفية صحية؛ فذلك يعمل على تهيئة بيئة يشعر فيها أفراد الأسرة بالراحة لمشاركة الأفكار والمشاعر والتحديات؛ مما يعزز التفاهم والتعاطف، ويساعد على إيجاد حلول جماعية لأيّة تحديات؛ فيمكنك بذل جهدٍ للتحدث عن مشاعرك واحتياجاتك ومخاوفك، وشجّع شريكتك على فعل الشيء نفسه، واستمع جيداً لمخاوف أفراد عائلتك؛ فهذا التفاهم المتبادَل يمكن أن يساعد في حل أيّة مشاكل، ويشجّع على الحوار الصادق ويخلق بيئة آمنة.
تحسين التواصل في العمل
التواصُل الفعّال مع الزملاء ومدير العمل، يمكن أن يقلل من الشعور بضغوط العمل والإجهاد؛ فيجب أن تكون واضحاً في طلباتك وتوقعاتك، بشأن التزاماتك العائلية وجدول عملك. ويجب أن تستمع بعناية للآخرين؛ فهذا سوف يخفف عنك، ويقلل من الغموض والالتباس الذي قد يسبب لك التوتر.
اطلب الدعم
لا تتردد في طلب الدعم عند الضرورة من أفراد عائلتك أو الزملاء أو أصدقائك المقرّبين عندما تشعر بالإرهاق؛ فذلك يمكنه أن يوفّر لك توجيهاً قيّماً ودعماً عاطفياً. فأحياناً، قد يكون الحديث عن مشكلات العمل والتحديات مع شخص آخر، كافياً لتخفيف الضغط. كما أن مشاركة مخاوفك مع أحبائك الموثوق بهم، يمنحك فكراً مختلفاً وجديداً، ويخفف عنك همومك، ويعمل على تقليل الضغط عليك.
على صعيد آخر؛ فالسياق التالي يعرّفك إلى: كيفية التعامل مع ضغوط العمل والدراسة وتحقيق التوازن