التعاون هو العمل مع الآخرين لتحقيق هدف مشترك؛ يتيح هذا التعاون لرواد الأعمال الاستفادة من معارف وخبرات ومهارات الآخرين، ما يُنمّي قدراتهم، إذ إنه من خلال التعاون مع أفراد من خلفيات ومهارات متنوعة، يُمكن لرواد الأعمال الوصول إلى وجهات نظر وأفكار جديدة وأساليب فريدة لحل المشكلات.
وحتى يتمتع رائد الأعمال بثمار التعاون في الشركة التي يُنشئها، ينبغي التعرف إلى بعض السمات والطرق الرئيسية التي يجب معرفتها حتى يكون قائداً متعاوناً.
أهم السمات وكيفية تعزيزها

نتحدث عن ذلك عبر السطور الآتية، نقلاً عن الخبير الإداري والمختص بالتخطيط الإستراتيجي محمد القحطاني، حيث ذكر ثماني نقاط مهمة في هذا السياق، وهي كالآتي:
تحديد المهارات والقوة التكميلية
من أولى خطوات التعاون الفعال إدراكُ المهارات والقدرات المتنوعة للأفراد المعنيين والاستفادة منها، هنا على رائد الأعمال تحديد أعضاء الفريق الذين يمتلكون قدراتٍ ومهارات مميزة، ومن ثم توزيع المهام بناءً على ذلك، هذا الأمر يضمن قدرة كل فرد على المساهمة بخبرته الفريدة، مما يؤدي إلى نتيجةٍ أكثر شمولاً وتكاملاً.
تعزيز التواصل المفتوح
التواصل المفتوح والشفاف ضروري لازدهار التعاون، إذ يتطلب التعاون الناجح من رواد الأعمال أن يكونوا منفتحين، ومتقبلين للآراء، ومستعدين للمشاركة وتقبّل التنوع، فالأخير هو القادر على تهيئة بيئة يتم تقدير فيها أفكار الجميع، ما يؤدي إلى الحصول على حلول مبتكرة وإبداعية، وفي هذا الإطار، تكمن مهمتك كقائد في تشجيع أعضاء الفريق على التعبير عن أفكارهم ومخاوفهم وتحدياتهم، جنباً إلى جنب مع تعزيز الثقة وبناء علاقات أقوى داخل الفريق.
اطلعوا أيضاً على أهمية التواصل في العمل الإداري.
تحديد أهداف وتوقعات واضحة
التعاون من دون أهداف واضحة قد يُصبح سريعاً مشوشاً وغير مُنتج، لذا من الضروري تحديد أهداف وتوقعات مُحددة لكل جهد تعاوني، آنذاك عليك توضيح النتائج المرجوة، توزيع المسؤوليات، ثم وضع جداول زمنية واقعية، حيث يساعد هذا الوضوح فريق العمل من التركيز والعمل معاً بكفاءة لتحقيق الأهداف المشتركة.
احتضان التكنولوجيا
في عالمنا المترابط اليوم، تلعب التكنولوجيا دوراً حيوياً في التعاون، فيتم استخدام أدوات إدارة المشروعات، ومنصات التواصل، وبرامج التعاون لتبسيط سير العمل، وتسهيل التعاون عن بُعد، وضمان توافق جميع أعضاء الفريق، حيث يُعزز تبني التكنولوجيا الإنتاجية والكفاءة، مما يُمكّن رواد الأعمال من الاستفادة الكاملة من إمكانات التعاون.
بناء ثقافة تعاونية

إلى جانب تطبيق إستراتيجيات محددة، من المهم لرواد الأعمال تعزيز ثقافة التعاون داخل شركاتهم الناشئة، وهذا يعني تهيئة بيئة لا يقتصر فيها التعاون على التشجيع فحسب، بل يُحتفى به أيضاً.
القيادة بالقدوة
يجب على رواد الأعمال أن يكونوا قدوة حسنة وأن يشاركوا بفعالية في الجهود التعاونية؛ وذلك بواسطة إظهار قيمة التعاون من خلال أفعالهم، وتحفيز أعضاء فرقهم على القيام بالمثل.
تشجيع التعاون بين الوظائف المختلفة
تشجيع أعضاء الفريق من مختلف الإدارات والوظائف على التعاون في المشاريع والمبادرات؛ لا يزيد من تنوع الأفكار فحسب، بل يعزز أيضاً ثقافة التعلم والنمو بين مختلف الوظائف.
الاعتراف بتعاون الأفراد ومكافأتهم

قدّم تقديراً ومكافأةً علناً للأفراد والفرق الذين يساهمون بتعاونهم في نجاح شركتك الناشئة، حنيث يُعزز هذا التقدير أهمية التعاون ويحفز الآخرين على المشاركة الفعّالة في المساعي التعاونية.
قصص نجاح
أشارت مجلة "فوربس" الأمريكية إلى قصتين من القصص البارزة التي تشير إلى نجاح التعاون في البيئة التنظيمية، وتُعتبران من قصص النجاح الملهمة، وهما توضحان أن التعاون ليس مجرد كلمة طنانة، بل هو إستراتيجية مثبتة للنجاح في مجال ريادة الأعمال، وهما:
- ستيف جوبز وستيف وزنياك
جسّد مؤسسا شركة آبل وهما "ستيف جوبز وستيف وزنياك" أهمية قوة التعاون، حيث إنّ تعاون جوبز، المعروف بأفكاره الثاقبة، مع وزنياك العبقري التقني؛ أسهم في ابتكار منتجات أحدثت ثورة في عالم التكنولوجيا، وأدى تعاونهما إلى تطوير أجهزة رائدة أحدثت ثورة في صناعة الحاسوب.
- لاري بيج وسيرجي برين
قصة نجاح جوجل راسخة في التعاون، إذ عمل لاري بيج وسيرجي برين، مؤسسا جوجل، معاً لتطوير محرك بحث يُعطي الأولوية للنتائج ذات الصلة، وقد أسهم تعاونهما والتزامهما بالابتكار في تحويل جوجل إلى عملاق التكنولوجيا اليوم.
اطلعوا أيضاً على مهام المدير المحترف وممارساته الإدارية.