ابتكر الخبراء في المجالات الإدارية العديد من النماذج التي تساهم في تحسين آليات سير العمل والتي تساعد المدراء والقادة على إدارة منظماتهم بطرق عصرية سلسة ما يُساهم في تحقيق الأهداف في وقت قياسي.
عبر السطور القادمة تطرقنا إلى أحد النماذج الإدارية المختصة بالتوجيه الفعّال في المنظمات وهو ما يُعرف بنموذج "Grow".
ماهو نموذج "GROW"؟

يقول المستشار المعتمد في تحليل وتخطيط الأعمال، خالد البلوي: "هذا النموذج هو إطار عملي معتمد عالميًا يُساعد في التوجيه (Coaching) وتطوير الأداء من خلال محادثات منظمة تركز على تحقيق الأهداف، وفقًا للبلوي أنّ هذا النموذج تم تطويره في الثمانينات من قبل فريق مدربين، وكان من أبرز من ساهموا في انتشاره " John Whitmore"، من خلال كتابه الشهير "Coaching for Performance "، ليصبح اليوم من أكثر النماذج استخدامًا في بيئات الأعمال حول العالم".
العناصر الأربع الرئيسة للنموذج
وحسب كلامه، حتى يكون هذا النموذج أداة فعالة في بيئة العمل، يجب معرفة أربعة العناصر الأساسية له، وهي:
الهدف "Goal"
بمعنى أن يكون الهدف محددًا، قابلًا للقياس، قابلًا للتحقيق، واقعيًا، محددًا زمنيًا، ويمكن دعم هذه المرحلة باستخدام أداة "SMART Goals". ولعل أبرز الأسئلة التي يجب طرحها في هذه المرحلة حتى يتم التوجيه بشكل فعّال هي:
- ما الذي تريد تحقيقه في الفترة القادمة؟
- كيف سيبدو النجاح بالنسبة لك؟
- ما الذي تحاول تغييره ومعالجته؟
الإرادة وخطة التنفيذ "Will / Way Forward"
تحويل الخيارات إلى خُطَّة تنفيذية واضحة وتحديد ما الذي سيفعله الفرد، ومتى؟ وكيف سيتابع تقدمه؟ تُعرف هذه المرحلة أيضًا باسم "Way Forward" في بعض المصادر.
أمثلة على الأسئلة: ما الخطوة التاليـة؟ متى ستبدأ؟ ما مدى التزامك؟ كيف تقيس تقدمك؟
الواقع "Reality"
تحليل الوضع الحالي بدون تزييف، كذلك هذا العنصر هام في مساعدة الموظف على رؤية التحديات والفرص. والأسئلة التالية هي المحرك لمعرفته: "ما الذي يحدث الآن؟"، "ما الذي جربته بالفعل؟"، "ما العوائق التي تواجهـك؟"، "ما الموارد المتاحة لك؟"
الخيارات "Options"
والإلمام بالخيارات يكون عن طريق استكشاف كل الحلول الممكنة وتشجيع التفكير الإبداعي دون الحكم المسبق، والأسئلة التالية محفزة على ذلك:
- ما الخيارات المتاحة أمامك؟
- ماذا يمكن أن تفعل بطريقة مختلفة؟
- لو لم تكن هناك قيود، ماذا كنت ستفعل؟
- من يمكنك الاستعانة به للحصول على المساعدة الدعم؟
اطلعوا أيضًا على بعض النماذج الإدارية التي تساعدكم على صناعة القرارات.
مزايا وعيوب "GROW"

كما وأشار "البلوي" إلى كلٍ من مزايا وعيوب هذا النموذج، مضيفًا: "إذا أردت توجيهًا فعّالًا بدون فرض، وتحفيزًا حقيقيًا بلا ضغط، فابدأ بنموذج "GROW"".
المزايا:
فلهذا النموذج وفق قوله مزايا متعددة منها:
- النموذج سهل التطبيق لكن عميق التأثير.
- يعزز الوعي الذاتي والمسؤولية من خلال الأسئلة بدلًا من إعطاء الأوامر.
- يحفز اتخاذ القرار الفردي.
- مرن في جميع المستويات حيث يناسب القادة والموظفين على حد سواء.
- يساعد في تتبع التقدم بوضوح عبر تحويل الأهداف إلى إجراءات ملموسة.
العيوب:
إلا أنّ لهذا النموذج أيضًا العديد من العيوب في المقابل وفقًا للعديد من الخبراء والدراسات أبرزها:
- يعتمد هذا النموذج على مهارة القائد في طرح الأسئلة، فإذا لم يكن المدرب أو القائد مدربًا على التوجيه، قد يصبح الحوار سطحيًا.
- تقل فاعلية النموذج مع أصحاب الأداء المنخفض جدًا، حيث أنّ بعض الموظفين يحتاجون أولًا إلى بناء الثقة أو الدعم قبل الدخول في أسئلة النموذج
- يركز بشكل أساسي على الجانب المنطقي والعملي من التغيير، حيث يعتقد الخبراء أنّ النموذج منطقي ومباشر، لكنه لا يعالج الجوانب النفسية بعمق بعكس بعض النماذج الإدارية الأخرى مثل CLEAR أو OSKAR
- قد يؤدي تطبيق هذا النموذج إلى تسطيح القضايا المعقدة إذا تم استخدامه بشكل ميكانيكي، قد يتجاوز مشكلات جوهرية.
متى نستخدم نموذج "Grow"؟
يرى "البلوي" أنّه من المفضل استخدام هذا النموذج بشكل خاص أثناء جلسات التوجيه الفردية، عند تقييم الأداء السنوي أو ربع السنوي،و لدعم الموظف في اتخاذ قرار مهم، كذلك من أجل تطوير مهارات القيادة الذاتية.
خطوات تعزيزية

أخيرًا ذكر "البلوي" أربع خطوات بسيطة لتعزيز فعالية "Grow":
- تدريب القادة على مهارات الإنصات وطرح الأسئلة.
- ربط النموذج بخطة تطوير فردية (IDP)
- استخدام أدوات دعم مثل "SMART Goals" داخل مرحلة "Goal"
- مراجعة ومتابعة خُطَّة العمل دوريًا.
تعرفوا أيضًا إلى نظرية السيارة الحمراء في الإدارة.