بالنسبة للرؤساء التنفيذيين الراغبين في تحقيق النمو لشركاتهم، يلجأ الكثيرون منهم إلى عمليات الاستحواذ من أجل إتمام الصفقات في المستقبل القريب وتوسيع ربح الشركة وزيادة نفوذها التجاري، وفي حين أن بعض عمليات الاستحواذ تحقق نجاحًا مكتسحًا، إلا أن البعض منها لا تُحقق أهدافها المنشودة. من هذا المنطلق تطرقنا عبر السطور القادمة إلى بعض النقاط الرئيسة والهامة التي تُساهم في أنّ تكون عمليات الاستحواذ ناجحة، نقلًا عن الشركة العالمية والأمريكية للتدريب التنفيذي والمهني "Vistage".
تحديد المرشحين المستهدفين بشكل فعال
يبدأ تحديد الشركات المستهدفة لعملية استحواذ ناجحة بفهم شامل لطبيعة السوق والمنافسة، آنذاك يجب على الشركة إجراء بحث مُفصّل لتحديد الشركات والمؤسسات التي تتوافق عروض منتجاتها مع أهدافها الاستراتيجية، وبلا شك يُساعد الاستفادة من التكنولوجيا وبيانات القطاع من التقارير وقواعد البيانات، في تحديد الشركات ذات الإمكانات العالية النمو. علاوةً على ذلك، يُمكن للتواصل عبر بعض القنوات مثل المؤتمرات والشراكات أن يكشف عن فرص للاستحواذ على منظمات لم تُسوّق للبيع بشكل نشط، وذلك بتقديم بعض الشروط المفضلة لهم، حيث يضمن هذا النهج توافق استراتيجية الاستحواذ مع الأهداف التجارية الأوسع، ويُعزّز خلق القيمة.
إنشاء النموذج المالي
يُعدّ نمذجة البيانات المالية التقديرية للكيان المُدمج جزءًا من تقييم أي صفقة محتملة، إذ يجب أن يُظهر النموذج تأثير الاستحواذ على أداء المؤسسة كشركة مُدمجة، والمخاطر الكامنة التي يجب مراعاتها، جنبًا إلى جنب مع معرفة العوائد، لذا يُعدّ النموذج المالي أداة أساسية لتقييم كل استحواذ محتمل.
امتلك قصة جيدة
إذا كان العميل المحتمل جذابًا بما يكفي للتحدث معه، فمن المرجح أن يفعل الآخرون الشيء نفسه، وبلا شك أنّك عملت سابقًا على حذف بعض الجهات المحتملة لأنها لم تُلبِّ احتياجاتك الاستراتيجية، لذا يجب أن توضح القصة التي تمتلكها بإيجاز أن نهجك هو نقاشٌ مدروسٌ بعناية حول توافق استراتيجي مفيد للموظفين والعملاء، مؤكدةً أن لهذا الدمج فوائد تتجاوز مجرد المكافأة المالية.
تعرفوا أيضًا على كيفية إدارة وتوثيق العمليات المؤسسية.
القنوات الحديثة لتسويق الاستحواذ
في عصرنا الرقمي الحالي، يُعدّ الاستفادة من القنوات التقليدية والرقمية أمرًا بالغ الأهمية في استراتيجية الاستحواذ، ويمكن لوسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية والأدوات المتخصصة أن تعزز أهداف الشركة بفعالية وتوسّع نطاقها. ويساعد استخدام هذه القنوات الشركات على التواصل مع شركاء الاستحواذ والعملاء المحتملين بواسطة إيصال رسائل مصممة خصيصًا لتناسب جماهير محددة، كما وتُوفر الحملات الرقمية أيضًا رؤى البيانات الحيوية حول تفضيلات العملاء واتجاهات السوق، ما يُمكّن الشركات من اتخاذ قرارات مدروسة وتعديل استراتيجياتها وفقًا لذلك، ويُعزز تبني هذه القنوات الحديثة فعالية استراتيجية الاستحواذ ويضمن تسويق هذه الشراكات الاستراتيجية.
التخطيط للتكامل
من المدهش قلة عدد الشركات المستحوذة التي تخطط لدمج الشركة بعد إتمام الصفقة، يُعدّ التخطيط والتنفيذ الجيد للتكامل والاستحواذ عاملًا أساسيًا في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لأي عملية استحواذ بنجاح.
ويتم التخطيط من خلال تحديد فريق التكامل قبل وقت كافٍ من وضع خطة الاستحواذ الفعلية للتكامل التنظيمي والتشغيلي والمالي والتكنولوجي، ويرى الخبراء أن العديد من الإحصائيات المنشورة حول فشل عمليات الاستحواذ في تحقيق الأهداف؛ غالبًا ما يكون سبب ذلك سوء التخطيط ثم التنفيذ.
اطلعوا أيضًا على أنواع الاستحواذ والفروق بينه وبين الاندماج.
