آمال المعلمي لـ «سيدتي»: للمرأة السعودية دور بنشر ثقافة الحوار

آمال المعلمي، مديرة الفرع النسوي في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني
2 صور

تملك آمال المعلمي، مديرة الفرع النسوي في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، خبرة تتجاوز العشرين عاماً من العمل في المجال التربوي والتدريب والتنمية الاجتماعية، عملت كمستشارة في التليفزيون السعودي، تم اختيارها مؤخراً كعضوة في لجنة الإشراف على انتخابات المجالس البلدية، تطرقت في حوارها مع «سيِّدتي» إلى عدد من المواضيع، منها: إسهامات المرأة السعودية في نشر ثقافة الحوار والتلاحم المجتمعي، ودور مواقع التواصل الاجتماعي في عكس ثقافة المجتمع.


بعد سنوات من إطلاق الحوار الوطني، ما أهم ثمار تلك الجهود على المجتمع؟


الحوار الوطني عمل منذ تأسيسه على نشر ثقافة الحوار في المجتمع السعودي، وتأصيل القيم الإسلامية في التعامل مع الاختلاف، وتبني منهج الوسطية والاعتدال، وقد تحقق ذلك إلى حد بعيد خلال اللقاءات الوطنية التي ناقشت قضايا فكرية ومواضيع مجتمعية تهم المواطن السعودي؛ إضافة إلى إنشاء أكاديمية متخصصة للتدريب على الحوار في مسارات متعددة، وتصاحب هذه البرامج مجموعة من المطبوعات والمواد الإثرائية في هذه المجالات.
كما يقوم مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، بعمل دراسات استطلاعية وبحوث متخصصة في المواضيع التي تهم المواطن لقياس اتجاهات الرأي في المجتمع السعودي حيال قضايا معينة، وتُنشر نتائج هذه الدراسات لتكون معينة لصاحب القرار في معالجة هذه القضايا، وأيضاً لتفعيل المشاركة المجتمعية وتحقيق المواطنة الفاعلة.


• ما أهم القضايا الجوهرية الجديرة بطرحها حالياً لإشاعة ثقافة الحوار والتعايش بين الشعوب؟


أهم ما يشغل العالم كله في الوقت الحالي، هو قضيتا الإرهاب والتطرف الفكري بكل أشكاله وأنواعه، سواء الأحزاب اليمينية المتطرفة في الغرب، أو الجماعات المتطرفة في الشرق، وقد تطورت رؤية المركز ورسالته من أن يكون الهدف نشر ثقافة الحوار، إلى أن يصبح تحقيق الأمن الفكري.


• مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت ذات قيمة وتأثير، هل نجحت في صناعة الحوار، أم أنها كشفت المستور؟


لا شك أن مواقع التواصل الاجتماعي من أهم المنصات الحوارية حالياً، والتي عكست ثقافة المواطن السعودي وملامح هويته من خلال المواضيع المطروحة ولغة الحوار المتداولة، وهناك بالتأكيد بعض التجاذبات الفكرية التي أخذت منحى الخصومة والنزاع بلغة حوارية لا تليق بالفرد المسلم ولا المواطن السعودي، إلا أنها في المقابل قد طرحت قضايا مهمة بأسلوب رائع، وهناك الكثير من الحسابات التي تقدم المعلومة والنصيحة والخاطرة التي ترتقي بالمتلقي وتضيف إليه، وما يحصل من حراك اجتماعي وثقافي متسارع إلى حد ما، هو ظاهرة طبيعية في مجتمع، غالبية أفراده من الشباب وثلث سكانه من المقيمين، وهذا التنوع والديناميكية في الطرح، هو انعكاس طبيعي لنبض المجتمع.


• هل كانت للمرأة السعودية بصمة في تعزيز التلاحم الاجتماعي ونشر الحوار؟


بالتأكيد للمرأة دور كبير في التنشئة على التلاحم المجتمعي؛ فإنك إذا علّمت فرداً؛ فقد أكسبته المعرفة، أما إذا علّمت امرأة؛ فقد نشرت الوعي، والمرأة هي المربية والحاضنة والمؤثرة في تفكير أبنائها وشخصياتهم، وطريقتها في إدارة منزلها وتربية أبنائها تنعكس على تعاملهم وأسلوبهم في الحياة؛ فالأم الواعية المحاورة القادرة على استيعاب التنوع والاختلاف وإدارة النزاعات ومعالجة المشاكل داخل أسرتها، هي نفسها المواطنة التي تتعامل مع ما يستجد في مجتمعها ومحيطها العملي والأسري، وهنا يهمني أن أشير إلى نقطة مهمة في جميع لقاءات الحوار الوطني وفعالياته وأنشطته، تكون المرأة حاضرة بنسبة تمثيل متساوية مع الرجل، ومشاركتها لا تقل أهمية، وفي مجال التدريب والدراسات والبحوث أيضاً، كانت للمرأة إسهامات مميزة ونشاط لافت في نشر ثقافة الحوار.


• أقام المركز مؤخراً لقاء حوارياً تحت عنوان «المرأة السعودية والإعلام، بين النمطية والواقع»، ما أهم توصياته؟


خرج اللقاء بالتأكيد على ندرة الدراسات المتعلقة بالمرأة، وتأكيد حاجتنا إلى مزيد من البحوث والدراسات، ونأمل من الأخوات الدارسات والباحثات ومعدات رسائل الماجستير والدكتوراه، أن يأخذن في الاعتبار نقص الدراسات الخاصة بالمرأة في جميع التخصصات، وأيضاً خرج اللقاء بأن الإعلام الغربي غير محايد فيما يتعلق بالمرأة السعودية؛ فهو يهمل المنجزات، ويركز على الأحداث والحالات السلبية، وتمت الإشارة إلى أن تعاملنا مع الإعلام الخارجي يقتصر على الإعلام الغربي، وهناك قصور في التواصل مع وسائل الإعلام في دول الشرق الأقصى والأدنى وأمريكا الجنوبية وأستراليا، كما أن صورة المرأة في الإعلام المحلي لا تشبهنا حقيقة، وأوصت الحاضرات بضرورة أن يكون للمرأة دور في المشاركة في جميع القرارات والأنظمة المتعلقة بها.


• كونك عضوة لجنة الإشراف على انتخاب المجالس البلدية، ما تقييمك لمشاركة المرأة؟ وهل هناك أي بوادر ملموسة؟


بشكل عام، من المبكر جداً الحكم على تجربة مشاركة المرأة، ولا أعتقد أن الفرصة قد سمحت بعد للمرأة بالمشاركة الفاعلة في اجتماعات المجالس البلدية؛ فالضجيج حول الأنظمة واللوائح والنظرة الانتقائية المتحيزة في النظر إلى هذه الأنظمة من جميع الأطراف، سواء بعض النساء أو الإعلام أو اللجنة التنظيمية لانتخابات المجالس البلدية، قد انتقص كثيراً من روعة التجربة والنتائج الإيجابية التي حققتها المرأة في عملية الترشح والانتخاب.

يمكن قراءة المزيد عن آمال المعلمي :آمال المعلمي ثاني سفيرةٍ للسعودية تؤدي القسم أمام الملك سلمان بن عبدالعزيز