أحرار تمسرح الشعر في قصائد مغربية

3 صور
أقدمت الممثلة المثيرة للجدل لطيفة أحرار ،على تجربة جديدة وعلى تمثيل الشعر على المسرح لكل من الشاعرين ياسين عدنان وإكرام عبدي في حفل توقيع إصداريهما الجديدين.

وتقول لسيدتي نت: أعشق الشعر، والمسرح هو فن الشعر كما يقول أرسطو، العالم الآن وسط كل هذا العنف بحاجة لهذا الجنس الأدبي، الذي يتغذى على الكلمة الجميلة والمجاز المدهش، وسأستمر في هذه المزواجة بين الشعر و المسرح وأحضر مفاجآت في هذا المضمار.

احتفاء لشاعرة إكرام عبدي بديوانها الجديد "يدثرني الغامض فيك" الصادر عن دار النهضة العربية بلبنان، أقيم على مسرح محمد الخامس بالرباط احتفالاً، بدأ بمشهد ممسرح من قبل لطيفة أحرار، التي استعدت لتلاوة الحروف بعد وضع أحمر الشفاه وارتشاف القهوة، وكأنها تستعد للقاء حب ومن ثم نثرت شذرات من الديوان تلقي بها أرضاً كلما انتهت من الورق، ليتلقف الناقد نجيب العوفي قصائد إكرام ويقول:
قصائد الشاعرة نسوية في كامل زينتها وأنوثتها، لغتها رشيقة تنم عن إحساس جمالي رفيع بلغة الشعر والحياة ويستشهد بإحدى الأبيات:
تابعي رقصك
أيتها
الحروف
حتى لو صرت
رماداً
و قال الشاعر العناز إن الديوان بمثابة رحلة عميقة إلى أغوار الرغبة في الإنصات للذات، إنه عبارة عن حوار داخلي للشاعرة مع الحياة بكل تناقضاتها في تحد صارخ حيث تقول:
هي الحياة أكتبها
ببطء
كي أمحوها

وتحدث الناقد عبد النبي دشين عن مزاوجة إكرام بين كتابة الشعر والمقالة واهتمامها بالكتابة الموجهة للطفل، حيث تشرف على ورشات في هذا الإطار، كما قال إنها شاعرة وارفة الظل والضوء، قررت ذات قصيد ألا "تقايض النوارس" إشارة لعنوان ديوانها الأول، حيث ظلت وفية لمسقط حلمها مدينتها أصيلة وبحرها، فكما استحضرت نوارسه في إصدارها الأول لم يغادرها يم مدينتها وإن لم تعد تعيش فيها، فإنها تنبش سر غموضه ومكنونه.

و كان ياسين عدنان وقع في طنجة ديوانه "دفتر العابر"، الذي يتكون من قصيدة واحدة ذات نفس شعري لكن تتخللها مقاطع سردية من خلالها يمتطي ياسين عدنان أسفاره، يوثقها، ويقتنص تفاصيل المدن والعواصم التي وطأتها قدماه، حيث قدمت الممثلة أحرار بعض مقاطع من أشعار عدنان ياسين بطريقة مسرحية بعثت في النص الشعري روحا متألقة، الأمر الذي أبهر الحاضرين وأدهشهم أيضا لجرأة الممثلة، وقدرتها على تشخيص الشعر ببراعة، خاصة حينما ختمت مسرحيتها الصغيرة بقطع تفاحة بشراهة لتعلن أنها "دفتر العابر".

وفي مقاربته للتجربة الجديدة للكاتب قال الشاعر والناقد محمد الصالحي إن الديوان هو كناية عن نص مسترسل ممتد، لا تجد كلمات تحيل على معاني الفرح والسكينة والطمأنينة إلا مقرونة بما يليق وجلالها من مرادفات الفزع والتيه٬ كل ذك بيقين الخاسر الواثق من أهمية الخسارة في الشعر.

القاص اسماعيل غزالي قال: ما من مدينة أو عاصمة أو قرية يطأها الشاعر، إلا ويكون المدخل العمليّ إلى سراديبها العاتمة، امرأة نجلاء.. نجلاء في حسنها البديع من جهة، ونجلاء في ما تحيل عليه أو يحيل اسمها بالأحرى . فليس كل الحسناوات هنا بأسماء اعتباطية ، بل هي أسماء مفاتيح ، لها علاقة وثيقة بموروث تلك الأمكنة الأدبي و الفني أو هي أسماء يرن معدنها على حجر ذاكرة الشاعر الخاصة :
فعلياء الإسبانية هي عليا أغنية فيروز، وإيفلين اللندنية هي إيفلين قصة جيمس جويس، على سبيل المثال لا الحصر.

المرأة هنا هي تاريخ المدينة و ثمالته، فللمدينة اسم رسمي يتداوله العالم، وللمدينة اسم غير رسمي، أشدّ خصوصية، هو اسم حسنائها الذي يصطفيه الشاعر لها استعارياً.

أما الشاعرة وداد بنموسى، فأثنت عن شعر عدنان ورقته وحساسيته، وقدمت قراءة شاعرية لـ "دفتر العابر" متضامنة مع رهافة كل الشعراء.