تبدو "أنتاناناريفو" عاصمة "مدغشقر" مدينة فريدة بكل ما للكلمة من معنى! تمتدّ على مجموعة من الهضاب التي ترتفع 1300 متر وتشرف على حقول الأرز، كما تمتاز بتاريخ غني وطبيعة خلاّبة.
في سطور...
"أنتاناناريفو" هي العاصمة الاقتصادية والثقافية والسياسية لـ "مدغشقر"، ويعني اسمها "مدينة الألف" أي الألف هضبة والألف مقاوم. بناها ملوك "مرينا" Merina مع بداية القرن السابع عشر كحصن منيع أقاموا فيه خلال حقبة 1790، وشكّلت عاصمة المستعمرة الفرنسية مدغشقر، إلى أن نالت استقلالها في العام 1960.
تقع، جغرافياً، وسط جزيرة الجنوب الغربي للمحيط الهندي التي تسمّى "مدغشقر"، وتحتضن مطاراً دولياً هو "ايفاتو" Ivato Airport وتشكّل المقرّ لجامعة "أنتاناناريفو" منذ العام1 961. يقطنها 1 689 000 نسمة.
مناخها...
تتمتّع بمناخ استوائي، يمتاز بمتوسّط درجات حرارة معتدل على مدار السنة بسبب تأثير المرتفعات، ويشمل شتاءً منعشاً وجافاً وصيفاً لطيفاً وماطراً.
عناوين هامة
- قصر الملكة "لا روفا" The Rova: يقع في الجزء الشمالي الشرقي من المدينة على هضبة تشرف على بحيرة "أنوزي"، إلا أن الجزء الأكبر منه هدم العام 1995 نتيجة حوادث سياسية أشعلت النار فيه بعد أن انطلقت شرارتها في كنيسة عند طرف المدينة.ولكن ترميم الصروح التي تعود إلى هذه الحقبة من تاريخ المدينة والمبنية وفقاً لطرز مختلفة ترمز إلى سياسات وديانات المملكة القديمة تشكّل إحدى أولويات السلطات في البلاد، بدعم من "اليونيسكو". وتبدو بوابة "أمبافاهاديميتافو" Ambavahadimitafo المهيبة تحت القصر والتي كانت تشكّل في ما مضى مدخلاً له.
- محلّة الاستقلال: مساحة رائعة تقدّم مشهداً بانورامياً على المدينة والطرق التي تجتاز عدداً من أحيائها بشكل مستقيم.
- سوق "أنالكلي" Analakely: تمتلك مواصفات الأسواق الافريقية الشمالية، وهي مغطّاة في جزء كبير منها.
- "سوق المفروشات": محلّة شعبية تبلغ مساحتها 60 متراً مربّعاً، وتختصر الابتكارات الحرفية في البلاد.
5
نشاطات
تتمحور غالبيّة النشاطات التي تقدّمها "أنتاناناريفو" حول الطبيعة، وأبرزها:
1- اكتشاف منتزه "تزيمبازازا" Tsimbazaza Zoo للنبات والحيوان والذي تأسّس في العام 1925 حول بحيرة الملكة. يبعد بضعة كيلومترات من وسط مدينة "أنتاناناريفو"، ويتألّف من حديقة نباتية تضمّ أكبر مجموعة للنباتات في مدغشقر ومن منتزه للحيوان يحافظ على بعض السلالات في وسطها الطبيعي. وهنا، يمكن مشاهدة الأفاعي الكبيرة والسقايات والحرابي من خلف الزجاج. بعدها، تفيد مشاهدة المتحف المتخصّص في علمي الآثار والإحاثة (العلم الذي يبحث في أشكال الحياة في العصور الجيولوجية السابقة)، بالإضافة إلى اكتشاف الطير العملاق وبقايا الحيوانات التي تسكن الجزيرة منذ قرون.
2- زيارة "مزرعة التماسيح" Croc Farm المتخصّصة في تربية وإنتاج التماسيح وصنع قطع مختلفة من جلودها. تبعد 500 متر عن المطار، وتتضمّن مطعماً يقدّم قطعاً من لحم التماسيح المشويّة بطريقة متقنة!
3- رحلة إلى الهضاب التي تشتهر بها مدغشقر، علماً أن مجموع عددها يبلغ 12 هضبة، ولعلّ أكثرها شهرة 3 هضاب، هي: "أنالامانغا" Analamanga ذات الموقع المميّز و"أمبوهيمانغا" Royal Hill of Ambohimanga المسجّلة على لائحة "اليونيسكو" للإرث العالمي للإنسانية و"أيافي" Ilafy شمال العاصمة والتي تستعيد هواية الملك "راداما" Radama حيث كان يقصدها بصحبة رفاقه لممارسة الصيد.وفي الموازاة، تضمّ هضبة "أنتساهادينتا" Antsahadinta في الجنوب الغربي مجموعة كبيرة من أشجار "أمونتانا" Amontana التي ترمز إلى الملكية والنبالة وتشكّل مكاناً رائعاً للتنزّه بطرقها المدهشة.
4- التوجّه إلى قرية "أمبوهيمالازا" Ambohimalaza التاريخية الشهيرة التي تحتضن مقبرة كبيرة وأضرحة يشرف عليها منزل صغير بهدف التعرّف على الحضارات القديمة التي كانت سائدة في البلاد.
5- قضاء يوم في "منتزه ليمور" Lemur’s Park للتعرّف على الصنوف التسعة من الليموريات (رتبة حيوانات لبونة من القردة) وطريقة عيشها ضمن إطار طبيعي ساحر.
