تجربتي مع مواجهة غضب طفلي وكيف تعلمت التصرف بهدوء؟

صورة طفل يشد شعر أخته الكبرى
طفل يشد شعر أخته الكبرى

عندما دخلت إلى المطبخ لأتناول طعامي. كنت سعيدة بما أعددته في مساء اليوم السابق، وفجأة دخل أطفالي معاً ليلعبوا، كنت أهنئ نفسي بهدوء عندما سمعت صراخ طفلي الذي يبلغ من العمر عامين من الغضب يتبعه صرخة ألم من طفلي الآخر الذي يبلغ من العمر 4 سنوات. ثم ركضت الأخت الكبرى لتظهر علامات الأسنان الجديدة على ذراعها، فما الذي نصح به الأطباء والاختصاصيون التربويون، السيدة صوفيا لإثراء تجربتها مع أطفالها.
بدأ الركل، والضرب، والعض عند الأطفال، ورمي الأشياء من حولهم. بينما أنا أتأسف أن يتصرف أطفالي بهذه الإساءة لبعضهم، وهنا قال لي اختصاصي تربية أطفال: "إنه أمر طبيعي جداً"!. قد يشعر الأطفال الصغار بالغضب أو الخوف أو الإحباط، ولكن لغتهم محدودة، لذا غالبًا ما يستخدمون أجسادهم للتعبير عن أنفسهم. في بعض الأحيان يواجهون ويضربون، ولكنهم في بعض الأحيان يهربون ويختبئون، أو يعضون لاسترداد ألعابهم المفضلة".
جزء كبير من التربية هو مساعدة أطفالنا على فهم مشاعرهم ومن ثم الاستجابة بطريقة لا تؤذي أنفسهم أو الآخرين.

لا بأس أن يغضب الأطفال

لا بأس أن يغضب الأطفال


يشعر الجميع بالغضب والحزن والخوف في بعض الأحيان - وهذه رسالة مهمة يجب على الأطفال سماعها! من الطبيعي تمامًا أن يغضب الأطفال، لكن ليس من المقبول ضرب الأطفال الآخرين. لذا واجهيهم بهذه النصائح عندما يشتد غضبهم:
لا بأس أن تغضب لأن أخاك قد خرب لعبة البرج الخاصة بك، فليس من المقبول تخريبها بعد أن تعبت على تشكيلها.
صحيح أنك قد أصبت بالإحباط، لكن ليس من الجيد أن تضربه.
لا بأس أن تحزن لأنه عليك مغادرة الحديقة؛ لكن ليس من الجيد أن تهرب مني.

قدمي لهم بدائل عملية

أخبرتني معلمة رائعة في مرحلة ما قبل المدرسة ذات مرة أنها بدلاً من أن تقول للأطفال "لا تركضوا في القاعة"، فإنها تطلب من الأطفال "المشي بأقدام الفأرة الهادئة" أو تقول لهم "دعونا نمارس رياضة المشي على أطراف أصابعنا طوال الطريق إلى غرفة الغداء". فبدلاً من مجرد إعطائهم كلمة "لا تفعل"، إنها تقدم لهم بديلاً جذابًا!
تتابع صوفيا: إذا طلبنا من الأطفال فقط أن "يتوقفوا عن الضرب"، فهذا لن يثلج صدورهم ويوقف غضبهم، وبدلاً من ذلك، يتعين علينا أن نزودهم بالبدائل الصحية. ومع الوقت والممارسة، وقد نصحتني المعلمة نفسها بما يلي:

  • استخدمي ما يشعرون به من أحاسيس، ورددي كلمات التهدئة
  • اطلبي المساعدة من شخص محترف عندما لا تعرفين ماذا تفعلين
  • استخدمي تمارين التنفس العميق لتهدئة الجسم
  • شتتي غضبهم من خلا الغناء أو العد أو التخيل أثناء انتظار دورهم

تتابع صوفيا: "ما تعلمته أن أحد الموارد المفيدة للأطفال وأولياء الأمور هي "الأغاني الإستراتيجية" التي تقدم حلولاً قصيرة لا تنسى، يمكن للأطفال القيام بها عندما يواجهون موقفًا صعبًا، مثل أنشودة الحواس الخمسة، أنا لي إحساس، وأناشيد المدرسة، وأنشودة المهن، فصرت أغني لهم أناشيد من قبيل "عمي منصور نجار" وأغنية "عاد أبي للدار".

اشعري بالغضب لكن تجاوزي الأمر

اشعري بالغضب لكن تجاوزي الأمر


عندما تشعرين بالغضب الشديد لدرجة أنك ترغبين بالصراخ، خذي نفسًا عميقًا وعدي إلى أربعة، ثم امسكي كتف طفلك، واضغطي عليه بشكل لطيف وبطيء، واطلبي من الطفل أن يأخذ نفسًا عميقًا هو الآخر، ثم اتركيه.

ماذا أفعل عندما أشعر بالإحباط؟

عندما تشعرين بالإحباط، وأن لا فائدة من كل ما تفعلينه، تصرفي كما يلي:
اطلبي من طفلك قول "أنا آسف"، فهي الخطوة الأولى للبدء بالتفاهم.
قولي لطفلك كيف يمكنني المساعدة.
استخدمي كلمات قليلة، ودعيه يشعر بها.
حاولي تشتيت الموقف، والبحث عن مواضيع تشغل بال طفلك.
عندما تشعرين بخيبة أمل. اطلبي من طفلك اللعب معك أو الغناء أو تخيل أي شيء.
تراجعي خطوة إلى الوراء واطلبي المساعدة.

كيف أعزز التعاطف في نفس طفلي؟

كيف أعزز التعاطف في نفس طفلي؟


عندما يعض الأطفال أو يضربون أو يركلون بعضهم، فهذه فرصة جيدة لمساعدتهم على بناء صلات التعاطف لديهم، فتصرفي كالآتي:
دعي طفلك يضع نفسه مكان الطفل الذي عضه أو ركله، ليجرب إحساس الآخر، وبعد أن يهدأ قولي له: تذكر هذا الصباح عندما غضبت وركلت صديقك. هل قام أحد بركلك من قبل؟ كيف تشعر لو كنت مكانه؟ كيف تعتقد أن صديقك شعر بالسوء؟ ماذا يمكنك أن تفعل في المرة القادمة التي تغضب فيها؟”
كآباء وأمهات، يمكننا تعليم الطفل التعاطف من خلال الانتباه إلى العوامل التي تلعب دوراً في استجابات الأطفال العدوانية: هل هم جائعون؟ مرهقون؟ أم يشعرون بالغيرة من لعبة صديقهم الجديدة؟ هل يتصرفون هكذا بسبب الخوف؟ أو الإحباط؟ أم هي مجرد محاولة منهم للفت الانتباه؟
عندما نستجيب لمشاعر أطفالنا واحتياجاتهم - حتى عندما نوقف سلوكهم المؤذي بحزم ووضوح - فإننا نذكرهم بأننا ننتبه إليهم، وأنهم محبوبون، وأننا نهتم بما يكفي لتعليمهم كيفية الاهتمام بالآخرين.

عبارات تهدئ الطفل الغاضب

عبارات تهدئ الطفل الغاضب


تذكري أن كسب محبة طفل غاضب أمر صعب. بل هو أمر مرهق لك ولطفلك، إنها نتيجة لا يمكن حلها أو الوصول إليها في يوم واحد، لكن تأكدي أنك لست وحدك عندما تحتاجين النصيحة، في عبارات بسيطة استخدميها دائماً.

  • "أحبك": من المهم للغاية تذكير طفلك الغاضب أنك ما زلت تحبينه. بغض النظر عن غضبه، وما تسمعين حوله من تصرفاته، يجب تكرار هذه الكلمة بطريقة هادئة؛ حتى يسمعك طفلك تماماً.
  • "أرى أنك مستاء": إن السماح للطفل بمعرفة أنه يمكنك رؤية غضبه جسديًا يساعده على إدراك ما يحدث لجسمه عندما يكون غاضبًا. فهذا يتيح لك فرصة التحدث إليه حول الموقف الذي يغضبه من دون محاولة حل المشكلة على الفور.
  • "لا بأس أن تغضب": طفلك في هذه الحالة بحاجة إلى رؤية الشخص البالغ العقلاني الذي يدرك مشاعره، ويجد أن غضبه ليس غريباً. فهذا يجعله يهدئ من روعه ليفكر في الأسباب التي جعلته يغضب.
  • "أنا ذاهبة إلى الحديقة": عندما يصرخ طفلك في وجهك أو يدوس بقدميه بقوة، فإنه غالبًا ما ينتظر رد فعلك. هنا عليك الحفاظ على هدوئك،الذي ستخبرينه من خلاله ما سيحدث لاحقاً، قولي له: "سأنتظر هنا حتى تكون جاهزًا. سأنتظر في القاعة حتى تنتهي من الصراخ".
  • "هل تريد مساعدتي"؟: أفضل طريقة لوقف غضب الطفل هي عناقه. ومع ذلك فإن بعض الأطفال يرفضون أي لمسة أو المساعدة في احتضان مشاعرهم، ويعتبرون هذا التصرف هو خيارك أنت بينما هم يرفضونه!
  • "أتساءل إذا كنت بحاجة لتناول شيء"؟ ليس لدى الأطفال دائمًا القدرة على معرفة سبب انزعاجهم، وما هو السبب الكامن وراء إحباطهم. هنا اطرحي فكرة كيف تبعدين بها الطفل عن مشاعر الغضب: مثل "أتساءل عما إذا كنت بحاجة لتناول شيء ما، أو أتساءل عما إذا كان يمكنك أخذ قيلولة. أتساءل عما إذا كنت بحاجة إلى عناق أو احتضان".
  • "أنا متأكدة أنه يمكننا إيجاد حل لاحقًا": دقائق غضبه ليست الوقت المناسب لإيجاد الحل الذي يرضيه، والذي يبحث هو عنه، كما أنه قد يرغب بالمجادلة في تلك اللحظات. لا تعطيه هذه الفرصة؛ حتى لا يعتقد أنه بمجرد غضبه سينفذ طلبه، بل أخبريه أنك الآن مستاءة، وستحاولين إيجاد حل لاحقاً.
  • "ليس من المقبول أن تغضب بهذه الطريقة": أي ضعي حدوداً لغضبه، ودعيه يعرف أنه من العادي أن يشعر بالغضب، لكن عليه ألا يحوله إلى انفجارات، فليس من المقبول أبدًا ضرب أو إيذاء الآخرين.
  • "أنت بأمان": أحد الأشياء التي تجعل الأطفال يتصرفون بغضب هو الخوف. قد يكونون خائفين مما سيحدث عند انتهاء النوبة، أو قد يشعرون بالقلق من أنك ستغضبين منهم، أو الأسوأ من ذلك أنهم قد يخشون بالفعل على سلامتهم. ذكريهم بصوت هادئ بأنهم بأمان.
  • "سأكون هنا عندما تنتهي من غضبك": قبل كل شيء، ذكّري طفلك أنك لن تتركيه ابتعدي فقط عن الموقف، اذهبي إلى غرفة نومك أو المطبخ مثلاً، بكل الأحوال دعي طفلك يعرف أنك موجودة من أجله. فالسماح له بمعرفة إلى أين أنت ذاهبة بالضبط وكيف يمكنه العثور عليك عندما يزول غضبه، هو طريقة رائعة لمنحه الطمأنينة.


*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص
علاج نوبات الغضب عند الأطفال .. تعلميها