mena-gmtdmp

أهم النصائح لمساعدة المراهق على التعامل مع الضغط الدراسي

صورة مراهق يشعر بالقلق
أهم النصائح لمساعدة المراهق على التعامل مع الضغط الدراسي

لا شك أن المرحلة الإعدادية قد تكون فترةً عصيبةً على المراهق، ما يُسبب التوتر والضغط النفسي عند الطلاب، فالمراهقون الذين يعانون أصلاً من ضغوط المدرسة الإعدادية، قد شعروا بضغط أكبر في السنوات الأخيرة، ومستويات التوتر لديهم قد ارتفعت، فأغلبهم يجدون صعوبة في التركيز على واجباتهم المدرسية. فيما قد ينخفض حماس البعض.
نتيجةً لذلك، تشير الدراسات الاستقصائية إلى أن العديد من المراهقين لا يزالون يعانون من تدهور في صحتهم النفسية والجسدية، إذا كان ابنك المراهق في بداية المرحلة الثانوية، ويشعر بالتوتر، فنحن نتفهم ذلك. في هذا الموضوع يتحدث الاختصاصيون عن ماهية التوتر، ومسبباته، وكيفية التعامل معه.

ما هو التوتر؟

"الإجهاد" هو مصطلح نستخدمه باستمرار في المحادثة، ولكن ماذا يعني ذلك حقاً؟ يمكن تعريف التوتر بأنه استجاباتنا الجسدية والنفسية لحدث خارجي، قد يُعتبر هذا الحدث "جيداً" كالاستعداد لدخول المرحلة الثانوية، أو سيئاً كشعور المراهق بالتوتر بعد مرض، أو جدال مع صديق، أو أثناء الاستعداد لاختبار قادم.
الشيء الجيد في معظم أنواع التوتر هو أنها عادة ما تختفي بمجرد انتهاء الحدث الخارجي المسبب للتوتر، من ناحية أخرى، هناك نوع من التوتر ينتج عن حوار داخلي أكثر منه عن حدث خارجي، نسميه "القلق"، وهو ينطوي على مشاعر مستمرة من الخوف أو القلق، تتداخل مع حياة المراهق اليومية، حتى بعد أن يصبح الاختبار أو الجدال أو حفل التخرج مجرد ذكرى بعيدة.

لماذا يشعر المراهقون بالتوتر الشديد؟

توتر المراهق
                        تعد المدرسة نفسها المصدر الأكثر شيوعاً للتوتر لدى طلاب المرحلة الثانوية

قد يكون مجرد كون ابنك مراهقاً أمراً صعباً، جسمه يتغير، قد يواجه صراعاً مع توجهه العاطفي أو هويته، أضيفي إلى ذلك المتطلبات الأكاديمية للمدرسة الإعدادية، وضغوط وسائل التواصل الاجتماعي على المراهق، فيزداد التوتر.
قد يكون القلق من الأداء الأكاديمي الجيد، مثل الالتحاق بجامعة مرموقة، أو ضغط الأقران، أو العلاقات الشخصية، أو مشاكل صورة الجسد، من بين مسببات التوتر الشائعة لدى المراهقين، وقد تُشكّل قضايا أخرى أكبر يمر بها العالم -مثل تغير المناخ أو الحروب- ضغوطاً على المراهقين أثناء تعلمهم عن العالم.
تعد المدرسة نفسها المصدر الأكثر شيوعاً للتوتر لدى طلاب المرحلة الثانوية، أما ثاني أكبر مصدر للتوتر لدى الطلاب فهو الالتحاق بجامعة جيدة أو اتخاذ قرار بشأن ما سيفعلونه بعد المرحلة الثانوية، أما ثالث أكبر مصدر للتوتر لدى المراهقين فهو المخاوف المالية للأسرة، فيما يلي تفصيل سريع لفئات واسعة من العوامل التي قد تسبب له التوتر:

الدراسة الأكاديمية

الدراسة الأكاديمية


في نهاية المدرسة الإعدادية، لا يقتصر قلق المراهق على امتحان اللغة الإنجليزية أو التاريخ أو حساب التفاضل والتكامل، بل ينتابه أيضاً القلق بشأن تحديد مساره في الدراسة العلمية أو الأدبية، وأداء اختبارات قد يؤدي إلى شعور المراهق بالإجهاد، وقد يشعر بضغط لإرضاء والديه ومعلميه.

الضغوط الاجتماعية

حتى من دون ضغوط الدراسة، قد تكون الحياة في المدرسة مُرهقة، التعامل مع الأصدقاء وزملاء الدراسة، وبدء علاقات عاطفية جديدة، والتعامل مع التنمر وضغوط الأقران، سواءً على الإنترنت أو خارجه، قد يكون أمراً شاقاً.

مشاكل عائلية

إذا كان والدا المراهق في حالة طلاق، أو إذا كانت عائلته تعاني من مشاكل مالية، أو حتى إذا كان يواجه صعوبة في التعايش مع إخوته، فقد ترتفع مستويات التوتر لديه.

الصدمة

أحداث الحياة المأساوية


أحداث الحياة المأساوية، بدءاً من وفاة أحد أفراد الأسرة، ووصولاً إلى الحوادث، وصولاً إلى الإيذاء العاطفي والجسدي، قد تُسبب التوتر، كما يُمكن إدراج الصدمة الجماعية الناتجة عن أحداث عالمية، مثل حوادث إطلاق النار في المدارس، والإرهاب، والكوارث الطبيعية، ضمن هذه الفئة.

تغييرات كبيرة في الحياة

تغييرات مثل الانتقال إلى منزل جديد والالتحاق بمدرسة جديدة قد تُسبب ضغطاً كبيراً على المراهقين.

ما هي علامات التوتر لدى طلاب نهاية المرحلة الإعدادية؟

إذا كان ابنك طالباً في هذه المرحلة ويشعر بالتوتر، تعرفي إلى هذه الأعراض، التي يعتبر العديد منها طبيعية لدى المراهقين الذين يعانون أيضاً من تغيرات هرمونية وجسدية طبيعية، لذلك من المهم دراسة إمكانية ربط التغيرات السلوكية لدى المراهق بمرور الوقت بحدث خارجي، تشمل علامات التوتر ما يلي:

  • الشعور بمزيد من الانفعال والقلق وسرعة الغضب أو الاكتئاب.
  • الإصابة بالمرض في كثير من الأحيان.
  • الشعور بمزيد من الصداع، وآلام المعدة، أو غيرها من الآلام والأوجاع.
  • الشعور بالتعب أكثر من المعتاد.
  • عدم القدرة على النوم، أو النوم كثيراً.
  • تخطي الوجبات أو الإفراط في تناول الطعام عند المراهق.
  • إهمال الأعمال المنزلية أو الهوايات.
  • صعوبة التركيز والنسيان.
  • ضغط دم مرتفع.

لماذا يشكل التوتر مشكلة كبيرة بالنسبة للمراهقين؟

دعونا نكون واضحين، القليل من التوتر هو جزء طبيعي من الحياة، وأحياناً يكون مرغوباً فيه، حيث يمكن للتوتر أن يكون حافزاً يدفع المراهق لفعل أشياء قد لا يفعلها لولاه. يُطلق على هذا التوتر اسم "التوتر الإيجابي"، ويمكن أن يساعد على الشعور بالحماس والنشاط تجاه انتسابه لفريق رياضي أو حضور أول عرض موسيقي لك. لكن كثرة الضغوط النفسية غير المخففة يمكن أن تؤدي إلى مشاكل في الصحة النفسية والجسدية.
يتفاعل جسم المراهق مع التوتر بإفراز هرمون الكورتيزول، الذي ينظم ضغط الدم ووظائف المناعة. إذا كان ابنك يعاني من التوتر باستمرار وأنتج جسمه كمية زائدة من الكورتيزول، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض مناعته، وارتفاع ضغط دمه، وتعرض المراهق للإحباط.
عند المراهقين، يكون الجزء من الدماغ الذي ينظم استجابة الإجهاد أقل تطوراً من ذلك الموجود لدى البالغين، مما يعني أنه إذا كان ابنك مراهقاً متوتراً، فقد يعاني من الإجهاد لفترة أطول من البالغين، لأنه في سنوات المراهقة، وبسبب التغيرات الهرمونية، يميل التوتر إلى التأثير على الأداء العاطفي للدماغ، مما يؤثر بدوره على الأداء الإدراكي والتنفيذي.
قد لا يتمكن ابنك من النوم، أو يتناول طعاماً زائداً، أو يصاب بمشاكل في الجهاز الهضمي، أو القلب والأوعية الدموية، أو المناعة، بل إن التوتر يزيد من خطر إصابته بأمراض نفسية كالقلق أو الاكتئاب.

ما هي أفضل التقنيات لمساعدة الطلاب على إدارة التوتر والتعامل مع الضغط الدراسي؟

ادفعي ابنك ليبحث عن أنشطة أو هوايات تُسعده


نظراً لأن التوتر الشديد ليس أمراً جيداً لعقل ابنك أو جسده، فيجب أن تفكري في دمج بعض تقنيات إدارة التوتر في حياته اليومية، فيما يلي بعض الأفكار حول كيفية تمكن الطلاب المراهقين من تعلم كيفية التعامل مع التوتر في المدرسة:

  • إدارة التوتر والاسترخاء من خلال التنفس العميق، والتأمل، من خلال تنزيل تطبيق يوفر تمارين الاسترخاء (مثل التنفس العميق أو التصور) أو نصائح لممارسة اليقظة الذهنية.
  • توجيه طاقة المراهق نحو الرياضة، والحصول على قدر كبير من التمارين الرياضية.
  • ادفعي ابنك ليبحث عن أنشطة أو هوايات تُسعده ودمجها في حياته اليومية مثل أنشطة إبداعية كالموسيقى والفن والمسرح.
  • قد يكون ذلك رياضة بدنية، أو نشاطاً فنياً، تُبعد الرياضة عنا التوتر وتُطلق مواد كيميائية في أدمغتنا تُحسّن مزاجنا، يمكن أن يكون ذلك أي شيء، من نزهة في الحديقة إلى ركوب الدراجة أو لعب كرة السلة أو قضاء وقت ممتع مع العائلة والأصدقاء.
  • التأكد من حصول المراهق على قسط كاف من النوم، فالنوم الكافي يُساعد المراهق على النمو والتطور بشكل طبيعي، والتركيز طوال اليوم، والحفاظ على صحته العامة. بالنسبة للمراهقين، يعني هذا حوالي 8-10 ساعات كل ليلة.
  • تكوين علاقات أو صداقات هادفة. بالإضافة إلى ذلك، لكل ثقافة طريقتها الخاصة في تمكين الشباب من إدارة التوتر، لذا قد يكون من المفيد أيضاً الاستفادة من هذه التقاليد.
  • حفظ المذكرات، وذلك من خلال تدوين ما يمر معه، والتذكير بواجباته اليومية، كروتين ضروري يخفف من التوتر.
  • تناول وجبات صحية ومنتظمة، غنية بالبروتين والفيتامينات والمعادن اللازمة.
  • الحد من تناول الكافيين الزائد في المشروبات الغازية أو القهوة.
  • قد يكون من الصعب أن يدير المراهق التوتر بمفرده. ادفعي ابنك للتحدث مع أحد والديه أو معلمه أو أي شخص بالغ يثق به عن مشاكله، فقد يتمكن من مساعدته في إيجاد طرق جديدة لإدارة التوتر، ويساعدونه على التأقلم بطريقة إيجابية.
  • تعلم كيفية التعرف إلى الفترات العصيبة والاستعداد لها من خلال القيام بكل ما سبق.
  • علمي ابنك أن يركّز على نقاط قوته، من خلال تخصيص بعض الوقت للتفكير فيما يجيده وسبل تعزيزه، بالتركيز على نقاط قوته وتطويرها، يمكنه وضع مسببات التوتر في منظورها الصحيح.
  • مع كل هذه القرارات المصيرية، قد يكون اجتياز المرحلة الإعدادية والثانوية بسعادة واكتمال أمراً صعباً في بعض الأحيان، ومن السهل فهم سبب شعور العديد من طلاب المرحلتين بالتوتر.

هل فكرت يوماً بالمشاكل التي يعاني منها المراهقون وحلولها؟


*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص