mena-gmtdmp

لماذا يجب أن تتركي طفلك لكي يشعر بالملل في بعض الأحيان؟

صورة تعبر عن طفل يشعر بالملل
دعي وقتاً لكي يشعر طفلك بالملل
تهتم كل الأمهات بتنمية دماغ الطفل خاصة حين يقترب من سن المدرسة، وحيث إن الأمهات يتنافسن فيما بينهن حول قدرات أطفالهن ومواهبهم ويتفاخرن بذلك، وتبحث كل أم عن طفل مميز ومبدع ولديه قدرات عقلية وإدراكية واسعة؛ لذلك فكل أم أيضاً لا تتوقف عن البحث عن طرق لتنمية مهارات طفلها وتحفيز دماغه.
قد تغفل الأم عن معلومة طريفة ولكن العلماء والتربويين قد اكتشفوا أن هناك علاقة بين شعور الطفل في سن الخامسة خصوصاً بالملل ومستوى إبداع، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، في حديث خاص بها؛ الاستشارية التربوية هادية عبد المجيد حيث أشارت إلى لماذا يجب أن تتركي طفلك لكي يشعر بالملل في بعض الأحيان حيث إن ملل الطفل هو بوصلته لكي يكون مبدعاً مع طرق أخرى يمكنك أن تعرفيها في الآتي.

ما العلاقة بين شعور طفلك بالملل وتحفيز إبداعه؟

  • اتركي طفلك في سن الخامسة لكي يشعر بالملل حيث إن الطفل عموماً يقضي وقته في التلفت حوله ومحاولة إشغال وقته؛ فهو لديه طاقة زائدة ولديه رغبة في الاكتشاف، ولكن توفير كل الألعاب وسبل المتعة للطفل وإشغاله طيلة الوقت بأنشطة من اختيارك قد تضر الطفل ولا تفيده خاصة وهو يقترب من سن المدرسة.
  • دعي وقتاً لطفلك لكي يشعر بالملل بحيث لا يجد شيئاً لكي يفعله، ويمكنك أن تبعدي عنه الألعاب بكل أشكالها وأنواعها، ويمكن أن تتركيه في مساحة فارغة وحيداً وتراقبيه من بعيد، ومن الممكن أن تتركيه مع قطعة من العجين أو الصلصال، ولا تنبهي طفلك أن هناك شيئاً صالحاً لكي يقوم بتشكيله، بل دعيه يكتشفه ثم يقوم بالتعامل معه حسب ما يصور له خياله، وهذه طريقة مميزة لتحفيز دماغ الطفل وزيادة معدل ذكائه، وحيث إن ذكاء الطفل يكون موروثاً، ولكنه بحاجة للصقل؛ لكي تبرز مهاراته مثل الشجرة التي لا يمكن أن تثمر من دون أن نرويها بالماء ونتعهدها بالرعاية.

طرق مختلفة لتحفيز دماغ الطفل على الإبداع

شجعيه على المحاولة والتجريب

طفل يجرب
  • شجعي طفلك على التجريب والمحاولة، واعلمي أن البيت النظيف والمرتب لا يوفر بيئة مناسبة لكي يكتشف الطفل حيث إن الطفل بطبعه يكون فضولياً ولديه حب الاسكتشاف، وإذا كان لديك مشكلة في كيفية التعامل مع الطفل الفضولي بحيث توجهين فضوله نحو الإبداع والابتكار؛ فعليك أن تعرفي أن الطفل كثير الأسئلة هو طفل ذكي ولماح، ويجب أن تتركي له الفرصة لكي يسأل ولكي يحرك يديه ويجرب.
  • قدمي لطفلك في سن الخامسة الأدوات التي تساعده على الابتكار بحيث لا تستغربي أي طلب يطلبه منك، ولكن المهم أن تكون تلك الأدوات مناسبة لسنه ولا تسبب له الضرر أو تعرضه للخطر، ويجب أن تشجعيه وتمتدحي أي إنجاز يقوم به وتفخري به ولا تقللي من أفكاره وخياله.

شجعيه على اللعب في الهواء الطلق

  • شجعي طفلك على اللعب في الهواء الطلق وعدم البقاء في البيت طيلة الوقت، حيث إنك يجب أن تعرفي فوائد خروج الطفل بشكل يومي من جو المنزل في سن مبكرة؛ لأن الطفل سوف يحصل على الهواء النقي والمنعش الذي ينعش خلايا الدماع وينشطها ويزيد من قدرتها على العمل بكفاءة، بعكس وجوده في مكان مغلق غير متجدد الهواء.
  • اتركي طفلك يلعب برمل الحديقة، واسمحي له أن تتسخ ملابسه ولا تؤنبيه، واعلمي أن لعب الطفل بالتراب والطين له فوائد كثيرة من بينها تقوية مناعته، ولكن من أهمها أيضاً أن إبداع الطفل سوف يتعزز حين يجد أفكاراً وتخيلات جديدة، ويبدأ في تأسيس حياته الاجتماعية من خلال اللعب التخيلي وتحفيز مهاراته وتقوية عضلاته وتنشيط ذاكرته بحيث يقسم مكان اللعب ويبني ويهدم بسرعة وبتنسيق بين عقله ويديه.

أعدي له روتينا لحياته

  • اعلمي أن الطفل منذ ولادته يحب الروتين في حياته؛ ولذلك يجب أن تعرفي كيف تضعين روتيناً محدداً لطفلك وتساعديه على الالتزام به؟ حيث إنك سوف تلاحظين أن مولودك يلتزم بطقوس حياة منذ سن صغيرة مثل أنه يحب بطانيته التي لُف بها حين نزل من رحمك، كما يحب طريقتك في إرضاعه، ثم يتعود بالتدريج أوقاتاً معينة لكي يرضع؛ ولذلك فهو يبكي حين تقومين بالتغيير ويجب أن تستفيدي من ذلك، لأن الروتين يعني النظام والنظام في حياة الأسرة يعني النجاح ومنح فرصة للأبناء لكي يبدعوا وتكون لهم مكانة في المجتمع.
  • خصصي لطفلك كل يوم وقتاً بعد اللعب لكي يجد مساحة من التفكير وقدمي له ألعاباً تعليمية، ولا تختاري له الألعاب التي لا يستفيد منها لسوى قضاء وقته، واهتمي بأن تتركيه يطلق خياله ويتحدث مع نفسه، ولا تهملي هذا الوقت أبداً كل يوم، بحيث يطلب منك -مثلاً- أن يذهب إلى غرفة الإبداع.

احترمي اختياراته

  • احترمي اختيارات طفلك، ولا تكوني رقيبة عليه أو درعاً يحتمي بها وتواجه المواقف بدلاً منه، ولا تتعاملي معه بقسوة وصراخ، بل اتركيه لكي يختار، ولكن يجب أن تقدمي له النصح والإرشاد، حيث إن الأم هي المعلم الأول للطفل، ولكن ليس معنى ذلك أن تفرض رأيها وتجاربها عليه، بل عليها أن تترك له مساحة لكي يحدد ما يحب؛ ولذلك فيجب أن تتساءلي أولاً كيف أعرف اهتمامات طفلي؟ من خلال مراقبته عن بعد وملاحظة؛ ما يثير فضوله ويستهويه.
  • شجعي طفلك على أن يكون له حرية الرأي، ولا تفكري أنك سوف تصنعين نسخة مصغرة منك أو من الأب؛ فكل طفل لديه قدرات خاصة تختلف عن أخيه، وكذلك تلعب الفروق الفردية بين الأبناء دوراً في توجيه أنشطتهم ومهاراتهم وهواياتهم، وكل ما على الآباء والأمهات هو احترام تلك التوجهات ما لم تكن تتسبب لهم بالأذى والضرر.

قدمي له تغذية صحية سليمة ومتوازنة

فوائد السمك
  • قدمي لطفلك، منذ سن مبكرة، التغذية الصحية السليمة والمتوازنة؛ حيث إن تغذية الطفل هي أساس تكوين دماغه، ولأن هناك بعض الأطعمة التي تضر صحته وتؤثر في معدل تركيزه وقد قالوا قديماً إن العقل السليم في الجسم السليم، وعليك أن تهتمي بذلك وتبعدي طفلك عن تناول الحلويات والعصائر المصنعة التي تؤدي إلى فقدان الطفل لطاقته، وتؤثر في تركيب الدماغ وأدائه، وتجعل الطفل مشتت التفكير وغير قادر على التركيز.
  • كوني قدوة للطفل من حيث اختيار الطعام الصحي وتقديمه على مائدة العائلة، ولا تسمحي لأطفالك بتناول الطعام المجهول المصدر، وقدمي لهم السمك بأنواعه مرتين أسبوعياً، وفي الوقت نفسه قدمي لهم العصائر الطبيعية والفواكه الموسمية والمكسرات؛ بوصفها بدائل للحلوى الضارة، ويمكن أن تعتمدي الروتين اليومي في التغذية منذ سن مبكرة بحيث لا يكون أمامهم مجال للشعور بالجوع وتناول المقرمشات والسناكس الضارة بين الوجبات.

استمعي له بإنصات

أم تستمع لطفلتها

استمعي لطفلك بحيث تستمعين له أكثر مما تتحدثين معه، وفي حال كان الطفل قادراً على التعبير عن نفسه ومشاعره؛ فأنت تسهمين بدور فعَّال في تأسيس شخصية مستقلة وقوية، وتعززين من ثقته بنفسه بحيث يلجأ الطفل اليك لكي يحكي عن تطلعاته ومشاريعه الصغيرة، ولكي يسألك عما قلقه ويجهله، وحيث إن الطفل لا يعرف أشياء كثيرة وتكون الأم هي المصدر الأول للمعلومة الصحيحة.

أشعري طفلك بالأمان

  • اعلمي أن شعور طفلك بالأمان هو المفتاح الأول لكي ينشأ بنفسية سوية؛ لأن الطفل الذي يتعرض للقمع والاضطهاد، ويتعامل معه والداه بقسوة يكون طفلاً منطوياً وخجولاً وخائفاً، ولا يشعر بالأمان في أهم مكان يجب أن يشعر فيه بالأمان وهو البيت والعائلة؛ ولذلك يجب ألا تكوني مصدراً للخوف عند طفلك، بل الصدر الحنون الذي يحتويه ويفهمه.
  • توقفي عن عقاب الطفل بطرق قاسية، واعلمي أن الضرب يؤثر في مستوى ذكاء الطفل ويقلل من إبداعه، وقد تبين أن ضرب الطفل وصراخ الأمهات في وجوه الأطفال يؤدي إلى موت خلايا الدماغ وتضرر خلايا أخرى، ولذلك يجب أن تتعاملي معه برفق، وتستخدمي أسلوب التربيت والاحتضان؛ لكي يشعر بالأمان معك.
قد يهمك أيضاً: لماذا يكون الأطفال في أغلب الأحيان أكثر إبداعاً من البالغين؟